“هي والراهب” – رواية

عنوان الكتاب هي والراهب
المؤلف محمد تركي الدعفيس
الناشر  مدارك للنشر
البلد الإمارات
تاريخ النشر 2017
عدد الصفحات 169

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

“هي والراهب” رواية للسوري محمد تركي الدعفيس (دار مدارك للنشر، دبي 2016، 169 صفحة)، تتناول حكاية سراب الطالبة الجامعية، التي نشأت يتيمة فقيرة محرومة من أشياء كثيرة. تأسرها روايات الكاتب أحمد الصابر، الذي تربطه بوالدتها صلة قرابة، فتهيم مع مغامراته النسائية المتخيلة في رواياته، وتنجذب إليه وهو الكهل في عقده الخامس، بحثاً عن أبوة فقدتها صغيرة، ومغامرة حية تعيشها معه كبطلة كما كانت تقرأها عن غيرها من الجميلات: «حين أقرأ إحدى رواياتك ارتدي ثوب البطلة، قفازيها، حذاءها.. أسرّح شعري مثلها، أربط شالا على عنقي كما تفعل».

هذه الرواية تعد العمل الأدبي السادس للدعفيس بعد مجموعتين قصصيتين حملتا عنواني “رحيل” و”لا وقت للحلم” وصدرتا عام 2014 من القاهرة، إضافة لمجموعة منمنات حملت عنوان “على حافة الأمنية” وصدرت عام 2012 من دمشق.

وتتطرق رواية “هي والراهب” إلى موضوع غاية في الحساسية، حتى لتكاد تلامس التابوهات المعقدة، حيث ترفض تلك الهالة والقدسية التي نسبغها على الآخرين بحكم مناصبهم الدينية أو مواقعهم الاجتماعية، مؤكدة أن زمن القديسين ولى، وأن الحروب والمقاطعات التي نخوضها لأجل من نسبغ عليهم ثياب القدسية تبقى حروباً ومقاطعات من صنع أوهامنا، لأنهم في النهاية مجرد بشر لهم هفواتهم وأخطاءهم ونقاط ضعفهم القاتلة.

تتحدث الرواية عن حب يولد بين كاتب مشهور في نهاية العقد الرابع من عمره وصبية مندفعة متهورة مسكونة بالجرأة، لكنها تبحث دوماً عن الأشياء التي ليست بين يديها، مدفوعة بفضول شديد يحرض فيها رغبة مجنونة للسعي نحو تحقيق الانتصار على الأخريات، أو على ذكرياتهن، وكأنها بذلك تتخطى أزمات واقعها حيث تعيش يتماً وفقراً مدقعين تتمنى تغييرهما، وتتحلى بجمال متوسط، تتمنى لو حصلت على ما هو أفضل منه، لكنها في غمرة اندفاعتها وحرصها على أن تظهر لها بثوب الوفاء والإخلاص، وبأنه تحول ليكون محور حياتها ومنطلقها ومنتهاها، تنزلق في علاقة مع راهب مسيحي يختلف عنها في الديانة، فتراوح بين الرجلين، وكأنها مصابة بانفصام لا يشعرها لحظة بأنها تخون كليهما، مع أنها تمارس هذا الفعل بامتياز.

يتفاجأ الجميع بصورة عناق التقطت للراهب مع فتاة ترتدي حجاباً لكنها تدير ظهرها للكاميرا، تنتشر انتشار النار في الهشيم في أوساط المدينة التي تثور ثائرتها، وتنفجر خلافات وقطيعة أهلها حين يُحرق باب الدير إيذاناً باشتعال الصراع بين الطرفين في تعبير جلي عن أن شعارات التسامح والقبول الديني سرعان ما تذوي وتختفي على وقع ما تأصل في النفوس من تعصب سرعان ما يتجلى بمظهر عنيف عند المساس بأي أشكاله أو أتباعه.

الرواية تتناول الحب والخيانة وهالة القدسية بلغة شاعرية ثرية، فتبدو كأنها قصيدة حبلى بالصور والتشبيهات التي وظفها كاتبها في مكانها، فخلق عالماً تتحرك شخوصه وتتفاعل وتتناغم قرباً وتتجافى تباعداً بشكل إنساني محكم، ما يجعل منها رواية تستحق القراءة والتمعن.

 

للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية

TOP