الوصف
لقد شهد الوطن العربي ومنطقة البحر المتوسط تعاقب العديد من الحضارات والشعوب تركت بصماتها بارزة كشواهد للأجيال تعكس خصوصية كل مرحلة وصولا الى مرحلة العولمة التي اصبح العالم يتسم بها حاليا.فان التراث العمراني يعد بصمة للتواصل بين الماضي والحاضر وتعزيز مقومات الهوية الوطنية للشعوب,
أصبح للتراث العمراني مكانة بارزة في مجال التخطيط واهتمام الدول والباحثين، كونه يعد من أبرز العوامل الاقتصادية التي يمكن أن تعزز نوعية حياتنا من خلال الجذب السياحي. من خلال اعتماد سياسات لحفظ وحماية المواقع التراثية من اجل تحقيق تنمية سياحية مستدامة.
ومهما اختلفت المفاهيم والتعاريف فان التراث العمراني يعد “وثيقة تاريخية وفنية وجزء من التراث السياسي والروحي والرمزي وهو الحقيقة الثقافية واستمرارها وتعدد مجالات التراث المعماري وتنقسم إلى المحيط البيئي للملكية, والمبنى, والأثاث والمنقولات الداخلية والخارجية” (الشحات, 2003: ص18).
وقد بدأ الاهتمام الدولي بحفظ التراث العمراني و المعماري مع نهاية القرن 18 حيث أصبحت أكثر علمية وحداثة (Li Rui, 2008), وفي بداية الأمر اقتصرت المحافظة على التراث العمراني من حيث الحفظ والترميم, خصوصاً بعد ظهور ميثاق البندقية 1964 وميثاق واشنطن 1987.
وهناك عدد من المنظمات الثقافية الدولية التي اهتمت بالتراث العمراني منها, منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (UNESCO), والمجلس الدولي للآثار والمواقع (ICOMOS), ومركز التراث العالمي (WHC), من اجل تحقيق استدامة والحفاظ على الآثار العمرانية والمعمارية القديمة والقيم التاريخية في ظل وجود العديد من العوائق والتدهور المسجل و التي قد تسهم في نهاية الأمر إلى فقدان أهم المعالم التاريخية.