يوميات السرطان.. حل أعمق أسرار الطب

عنوان الكتاب يوميات السرطان.. حل أعمق أسرار الطب
المؤلف تأليف: جورج جونسون ترجمة: إيهاب عبدالرحيم
الناشر سلسلة عالم المعرفة العدد 431
البلد الكويت
تاريخ النشر 2018

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

«وجدتنى مدفوعًا إلى أن أتعلَّم كل ما فى وسعى معرفته عن علم السرطان.. لقد تخيَّلت المدى الواسع الذى أمامى باعتباره غابة مطيرة لا حدود لها، والتى لا يمكن استيعاب اتساعها وتنوعها ضمن كتاب واحد، أو حتى عقل واحد.

كان علىَّ أن أجد أى ثغرة فى واحد من تخومها للدخول منها، كى أشق طريقى عبرها، ومن ثَمَّ استكشاف ما يقودنى إليه فضولى -حتى خرجت من الجانب الآخر بعد ذلك بسنوات- مسلحًا بفهم أفضل بما نعرفه و ما لا نعرفه عن السرطان.

لقد كانت فى انتظارى بعض المفاجآت اللافتة للنظر».

بتلك الكلمات قدم جورج جونسون لكتابه «يوميات السرطان.. حل أعمق أسرار الطب»، ترجمة إيهاب عبد الرحيم علِى، الذى صدر حديثًا ضمن سلسلة عالم المعرفة التى يصدرها المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب.

يتساءل الكتاب: ما الذى يدفع بعض الخلايا لتصبح سرطانية وتنمو لتشكّل ورمًا خبيثًا؟ فلفترة طويلة اعتبر الباحثون أن الجواب يكمن فى الطريقة التى تتعرض بها الجينات الرئيسية للتلف، أو التى تصاب بطفرة مع مرور الزمن.

غير أنه خلال السنوات الأخيرة، اكتشف الباحثون عدة عوامل مشاركة أخرى، بدءًا من البكتريا التى تعيش فى الأمعاء إلى مفاتيح تحويل «فوقجينية» تعطى إشارة البدء أو التوقف لجينات متنوعة. وقد أدى كشف هذه القضية المتزايدة التعقيد إلى جعل فهم السرطان أصعب من أى وقت مضى، غير أنه أيضًا فتح طرقًا غير متوقعة لاستكشاف مجالات لتطوير معالجات جديدة.

ويشير الكتاب إلى أنه فى المجتمعات الصناعية يأتى السرطان تاليًا فقط لأمراض القلب والشرايين كسبب للوفاة، لكنه كان حدثًا نادرًا فى العصور القديمة. فليس هناك شىء فى البيئة الطبيعية يمكنه أن يسبب السرطان، وبالتالى لابد أنه مرض من صنع الإنسان، ويمكن تعقبه وصولاً إلى التلوث والتغيرات التى طرأت على نظامنا الغذائى وأسلوب حياتنا، مما يمكنا من إصدار بيانات شديدة الوضوح حول معدلات الإصابة بالسرطان فى المجتمعات المختلفة، لأننا نمتلك لمحة كاملة عن تلك المجتمعات، ومن خلال البحث فى آلاف السنين، وليس فى مئة سنة فحسب، استطاع الباحثون أن يحصلوا على أكوام هائلة من تلك البيانات التى تساعدهم فى رصد حالات السرطان المختلفة.

كما يتطرَّق الكتاب إلى تفنيد النظرية التقليدية التى ترى أن أى خلية سرطانية اكتسبت التوليفة المناسبة من الطفرات ستكون قادرة على توليد ورم سرطانى جديد، لذا علينا أن نتخيَّل بدلاً من ذلك أن نمو السرطان وانتشاره يوجهان من قبل جزء من خلايا خاصة، تلك التى اكتسبت بطريقة ما خاصية داخلية هى المحافظة على السمات الجذعية، فالخلايا الجذعية السرطانية وحدها ستكون لديها القدرة على التكاثر إلى ما لا نهاية والانتقال ونشر بذور أورام خبيثة أخرى. فكم سيسهل ذلك الأمور على أطباء الأورام.

وقد يعود فشل المعالجة الكيميائية إلى استقبالها الخلايا الجذعية السرطانية، وعندها سيؤدّى التخلُّص من هذه الأجزاء البالغة الأهمية إلى اختفاء الورم الخبيث.

يرصد الكتاب أن جميع القضايا البيولوجية تصب فى فكرة جينات تتحدَّث إلى جينات أخرى فى دردشة جزيئية مستمرة، سواء كانت الجينات ضمن الخلية ذاتها أو كانت جينات من خلية تتحدث إلى جينات ضمن خلية أخرى.

وبالتالى سيؤدى ذلك إلى الوضوح الشمولى لآلية حدوث السرطان الذى بدوره سيضفى إلى تشخيصه ومعالجته بصبغة علمية منطقية، وهو ما لا يراه الأطباء الممارسون حاليًّا.

ويخلص الكتاب إلى أننا نترقب ظهور أدوية مضادة للسرطان تستهدف جميع القدرات الأساسية المميزة له. ويتصور مؤلف الكتاب أنه فى يوم من الأيام ستتحول بيولوجيا السرطان وعلاجه -والتى تتألف فى الوقت الحاضر من مزيج متنافر من بيولوجيا الخلية وعلم الوراثة- إلى علم ذى بنية مفاهيمية وتماسك منطقى ينافسان ما تمتلكه منهما الكيمياء أو الفيزياء.

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP