“العرب: وجهة نظر يابانية”

عنوان الكتاب العرب.. وجهة نظر يابانية
المؤلف نوبواكي نوتوهارا
الناشر  منشورات الجمل
البلد كولون، ألمانيا
تاريخ النشر 2003
عدد الصفحات 140

أشتري الكتاب حمل الكتاب

الوصف

“العرب: وجهة نظر يابانية”

في مطلع سبعينيات القرن الماضي، كان الروائي الياباني “يوكيو ميشيما” (صاحب رباعية بحر الخصب: ثلج الربيع/ الجياد الهاربة/ معبد الفجر/ سقوط الملاك)، قد مارس نوعًا من التطهير الروحاني في حقِّ ذاته، وذلك بتصفية جسده وإحالته إلى العَدَم، بالانتحار على طريقة (الهارا كيري: غرس السيف في الصدر، مثل محاربي الساموراي)، احتجاجًا على التأمرك الياباني، والمدّ الحداثي الغاشم الذي طال الثقافة اليابانية الأصيلة في جذورها العميقة.

بعده بعامين، كان الروائي “ياسوناري كاواباتا” (صاحب رواية أستاذ الغو، والتي كشَّفَّ فيها عن مصير اليابان الحديثة عبر مباراة بلعبة الـ غو اليابانية، حيث انتصر الشاب على المعلّم المخضرم في هذه المباراة، دلالة على انتصار الحداثة على الجذر في اليابان الحديثة)، قد انتحر هو الآخر، مُوجهًا بذلك ضربة إلى الثقافة اليابانية.

إِنَّ الطهارة الفردانية، إذ تطال ذاتًا حساسةً، فهذا مُؤشِّر خطر على مآلات الدناسة الجمعية، لناحية تقدمها بخطواتٍ ثابتة ناحية روح الأمة؛ فالأرَضَة أَكلَت الجذور، وآن أوان تهدّم الشجرة الكبيرة. وتلك المرحلة من تاريخ اليابان الحديث، والتي شهدت انتحار اثنين من أفضل كُتَّاب اليابان، أشرت بطريقةٍ أو بأخرى على آخر مراحل اليابان القديمة، وأولى خطوات الاندماج الكامل في اليابان الحديثة.

لقد قاومت اليابان كثيرًا لكي لا تنفصل عن جذرها، لكنها – ويا للأسف- وبالنهاية لفظت أنفاسها الأخيرة مع “يوكيو ميشيما” و “ياسوناري كاواباتا”، وها هي تستظلّ بسلام تحت شجرة يابسة، مثل عجوز ناشفة الملامح.

ذات الطهارة الفردانية مارسها الكاتب الياباني “نوبوأكي نوتوهارا”، في كتابه (العرب: وجهة نظر يابانية)[1]، {مع هذا استبعد انتحار مؤلف الكتاب، على اعتبار أن يوكيو ميشيما وكاواباتا قد مثلا مرحلة القطيعة مع الجذر الياباني الأصيل، وما طهرانية نوبوأكي إلا طهارة غير أصيلة، بصفتها فاقدة للجذر الياباني الأصيل، واعتمادها أساسًا على دفق خارجي غير أصيل} وذلك من خلال شغفه بـِــ:

أولاً: بكتابات الروائي الليبي “إبراهيم الكوني”، وانحيازه التام لعالَم الصحراء.

ثانياً: تحيّزه لبعض كتَّاب العرب، تحديدًا أولئك الذين لهم موقف سياسي من القضايا الوطنية، أو اختيار عمل وترجيحه على باقي الأعمال الأخرى، وإن كان أقل إبداعًا؛ الأهم أن يكون هذا العمل أكثر صراخا!

من سبق له أن قرأ أعمال الروائي “إبراهيم الكوني” – باستثناء بعض أعماله الأخيرة -، يعرف أيّ حضور قوي وباهر للصحراء وتفاصيلها الصغيرة في أعماله؛ فهو مثل مُريد صوفي لا يجد ضالته الروحية والمادية إلا في تلك المساحات الشاسعة، بصفتها دلالةً على اللانهائي!

السؤال: ما سبب غرام “نوبوأكي نوتوهارا” بهذه الصحراء الشاسعة؟

أعتقد أنه يُمارِس نوعًا من الطهرانية الجمعية، وإنْ تمثلت في ممارسة فردانية، فـَ “نوبوأكي نوتوهارا” شخص غير واعٍ لحظة التحيّز للصحراء الشاسعة؛ فالذات اليابانية الجمعية غارقة في حداثةٍ كئيبة، شاحبة، باردة، معدنية. والإنسان الياباني – على مستوى اللاوعي، رغم أنه غارق على مستوى الوعي في ملابسات والتباسات هذه الحداثة – إذ يهرب عبر شخص كـ “نوبوأكي نوتوهارا” إلى الصحراء، عسى أن يتحلّل من وسخٍ وجودي عظيم.

إنَّ الإنسان الياباني أصبح لا يُلامس إلا المعادن والصفائح والروبوتات، ولا يمشي إلا على الإسفلت والسكك الحديدية الحديثة، بعد أن كان يقضي وقتًا طويلًا في ملامسة التُراب والأشجار، والصعود إلى الجبال، ومراقبة زهر البرقوق، وهو ينضج؛ لذا ثمة شغف بالإقبال على الصحراء، والتحرّر – على الأقل نفسيًا، عبر قراءة أعمال إبراهيم الكوني – من حالة الاختناق التي تعصف بالمجتمع الياباني.

يكتب “نوبوأكي نوتوهارا”: “ثقافة الصحراء هي الثقافة البرية؛ وتلك الثقافة أوجدت المخلوقات التي تعيش في الصحراء: الإنسان والحيوان والنبات والمكان. إنني أتساءل، هل توجد صفة جوهرية لكل المخلوقات في برية الصحراء؟ وهل نستطيع أن نجد قلب الإنسان أيضاً؟ نحن خرجنا منذ زمن بعيد من الثقافة البرية، وأقمنا نظامًا أخلاقيًا جديدًا، ولكن أخشى ما أخشاه، أن يقودنا نظامنا هذا إلى نهاية مأساوية؛ ألا تعلمنا الحيوانات البرية بأن هناك حياة جوهرية مشتركة بين كل المخلوقات؟ على أي حال، أعتقد أن هنالك ما أسميه كرامة الحيوانات التي تعبر بسلوكها عنه، وهذه الكرامة التي أعنيها موجودة في حيوانات برية. إنني هنا أفكر في مصدر عالم الحياة، حيث تصدر المخلوقات كلها”.[2]

وفي موضع آخر يكتب:

“نحن جميعًا، نعرف بأن الحياة البرية تنحسر يومًا بعد يوم، والبدو أنفسهم يتناقصون ويذهبون إلى الاستقرار بإرادتهم أو رغمًا عنهم؛ وأقول أيضًا إذا انقرضت الثقافة الصحراوية البرية، فإن البشرية كلها ستخسر وجهًا عظيمًا من وجوهها الثقافية”.[3]

إنَّ المحاكاة هَهُنا ليست بالنسبة للبشرية عمومًا، إنما لليابان حصرًا؛ اليابان التي حالت إلى سفينة كبيرة مليئة بالمعادن والأسمنت، والمشاعر الباردة أيضًا، وتجري في بحرٍ جليدي عديم الإحساس العاطفي. لذا ثمة بحث محموم عن حرارة عالية وسط صحراء شاسعة (صحراء إبراهيم الكوني)، منفتحة على أفق أزرق لا نهائي.

ولربما عكست الطهارة التي مارسها “نوبوأكي” هَهُنا، حُمّى جماعية (حُمّى الدناسة والغرق في بحر الحداثة المميت) لدى الذات الجمعية اليابانية،؛ لذا ثمة نزوح جماعي –عبر فعل القراءة- ناحية طهارة الصحراء وأرضها البِكر.

جميل أن يُعْمَد إلى ترجمة الأدب العربي طواعية من قبل المثقفين اليابانيين، ولكن أن يُنحاز إلى أدب بعينه (تجلَّى هذا أولًا عبر إبراهيم الكوني، وثانيًا عبر ترجمات لأدباء صرخوا سياسيًا، وهذا ما سأتحدث عنه بعد قليل)؛ فهذا عين الخطل والخطأ، ووضع العربي المُبدع –بصفته حاملًا لمتن جمعي ومحمولًا على سند ذلك المتن- في تابوت صغير أُعِدَّ سلفًا، بسبب تشوّهات لدى الآخر عن العرب والشخصية العربية؛ فالعربي، هو البدوي الذي يدور في زمن دائري؛ فهو يركض ليل نهار حول كثبان رملية دوّارة ومُخاتلة ومُخادعة، لذا يتمثل بنائيتها الخارجية في تشكيل بنيويته الداخلية، وهو –بالتالي- يُهوِّم ويسوّف ويُمنّي نفسه بالأماني، دون أن يُقدم على فعل شيء.

إنه شخص (منفعل) بالوجود غير (فاعل)؛ فهو مستقبل أكثر منه مُرسل، لذا تصير الرسالة التي يُحاول إيصال متنها إلى العالَم رسالة معروفة سلفًا، وإن صيغت بقالبٍ إبداعي.

تعرفون كيف يُقبل العربي على جلد ذاته، إذا ما قارن نفسه بالياباني: الياباني الذي استطاع خلال السبعين سنة الأخيرة أن يصنع معجزة اسمها (اليابان)!

أنا شخصيًا، معجب بسيارات الـ TOYOTA والإلكترونيات اليابانية، ومعجب أيضًا بأشعار (الهايكو) اليابانية، ومسرح (النو)، والموسيقي (kitaro)، وأقرأ لـ “سوزوكي” تحليلاته البديعة لبوذية الزن، وربط استلهاماتها بعلم النفس الحديث. وأقرأ أيضًا للروائي “يوكيو ميشيما”، والروائي “ياسوناري كاواباتا”، والروائي “كوبو آبي”. ويروقني جدًا، أن أرى اليابانيين وقد وقفوا في طوابير للحصول على آخر رواية أصدرها “هاروكي موراكامي”. ومعجب – شديد الإعجاب – أيضًا بالملاحظات التي أوردها “نوبوأكي” في كتابه (العرب: وجهة نظر يابانية)، لا سيما تلك التي انتقد فيها سلوكياتنا نحن العرب، تحديدًا تلك المتعلقة بالثقافة والمثقفين، فهي من الأهمية بمكان، للانتباه إلى ما صرنا إليه من وهنٍ وتهالك وضعف، ومن ثم محاولة إصلاح هذا الخلل الكبير، لأن العفن إذا وصل إلى الرأس، فعلى الجسد السلام.

وعلى الرغم من هذا الإعجاب، إلا أني أرى أن البراءة جانبت “نوبوأكي” في كتابه المذكور أعلاه، فهو إذ يُبدي إعجابًا كبيرًا بـ “إبراهيم الكوني”، ليس من خلال القراءة له، إنما أيضًا من خلال ترجمته وتقديمه إلى القارئ الياباني؛ فإنه يستشعر – من جهة اللاوعي – يباسًا وصل إلى جذر الشجرة اليابانية القديمة؛ فهي شجرة يابسة غير مثمرة على المستوى الروحي.

ومن جهة الوعي، يُؤشّر على صورة نمطية رُسخّت عن العرب والشخصية العربية؛ فهي شخصية صحراوية، تهويمية، وأعظم ما يمكن أن يخرج منها، لا يتعدى أن يكون وليدًا لهذا الاستسلام الوجودي؛ هذا من جانب.

من جانب آخر، يبدو أن الشخصية العربية لدى “نوبوأكي نوتوهارا” مقرونة بالصحراء والسياسة (هنا أبدأ بمعاينة الجزء الثاني من الطهارة التي مارسها الكاتب، وهو يُعاين بعضًا من أشكال الثقافة العربية)؛ فهو يرى أن الكاتب الجيد (تحديدًا العربي) هو الذي يُعاين السياسة أدبيًا؛ أي أنه يفهم المُبدع العربي كمُبدع سياسي، لا كمُبدع ثقافي.

كلنا يعرف أن السياسة آنية، لحظية، زائفة، زائلة. أما الأدب، فهو عابر للأزمان والأذهان؛ فهو إذًا خالد وباقٍ، ومتواصل الحدوث عبر أذهان لا حصر لها. المطبّ الذي وقع فيه “نوبوأكي” – ولا أظنه خرج بذلك عن صورتنا التي رسخّها الاستشراق الكلاسيكي عنّا – هو رؤيتنا ككائنات زائفة، زائلة، غير خالدة، فهي غير قادرة على كتابة نصوص خالدة، وهي مسكونة بهواجس واهتمامات آنية، وأعظم ما يمكن أن تنتجه هو الصراخ والبكاء وذرف الدموع.

لا أنكر أننا نخرج على شاشة الجزيرة والعربية، ونبصق على بعضنا البعض كتعبير جمعي عن رفض مبدئي لقيمة الحوار، واللجوء –في الأزمات- إلى العنف والإلغاء والاستئصال. ولكن ثمة أدباء نجباء، خرجوا من عباءة الهراء السياسي ناحية الخلود الأدبي، إلَّا أن “نوبوأكي” يُصرّ على أن مهمة الكاتب العربي تكمن في صراخه السياسي!

إليكم ما كتبه عن الروائي “حنا مينة”:

“ولقد أعجبت أيضًا بالكاتب السوري حنا مينه، وخاصة في روايتيه؛ الشراع والعاصفة والياطر. لقد ذهبت إلى مدينة اللاذقية حيث عشت، وطفت بين المقاهي والأماكن والمعالم الواردة في رواية حنا مينه، فاستوعبته جيدًا. لكن على الرغم من أن إنتاجه يعجبني، إلا أنني بدأت أشك في مدى صدق مواقفه الفكرية ككاتب، والسبب أنه كتب رواية المرصد تقربًا من السلطة، فحصل على وظيفة سامية ومركز كبير في وزارة الثقافة. ومع أني لم أقرأ له، لم أفكر إلى الآن في ترجمة شيء من أعماله”.[4]

إنه ينظر إليه بصفته “قرّادة” أدبية تعتاش على مصّ دماء الآخرين، لذا يُشيح بوجهه –مستعيذًا من الشيطان الرجيم- عن هذه البقّة البغيضة!

نحنُ لسنا براء من هذه الأمثولة التسويقية للأدب العربي، بصفته أدبًا سياسيًا أكثر منه أدبًا إبداعيًا، وقراءة واحدة لتصنيفات اتحاد الكتّاب العرب لأفضل مائة رواية عربية في القرن العشرين، ستكشف عن المجزرة التي ارتكبت باسم الأيديولوجيا؛ فباستثناء عديد روايات، شكّل الهاجس السياسي معيارًا قيميًا لإطلاق أحكام نهائية على أعمال المبدعين العرب. وقد وقع الروائي “حنا مينه” ضحية لهذه التصنيفات، إذ تمَّ منح روايته (الشِّراع والعاصفة/ إحدى رواياته التي أعجب بها نوبوأكي نوتوهارا) صكّ الغفران، فدخلت في الحظوة التأطيرية التصنيفية لاتحاد الكتَّاب العرب كأفضل عمل أدبي لـِــ “حنا مينه”.

أن يتم استبعاد ثلاثية “حنا مينه”: (بقايا صور/ المستنقع/ القطاف) كأفضل عمل أدبي له، [هنا قد تُثار عاصفة من النقودات لناحية تعدّد الذائقة ونظراتها المختلفة إلى الأعمال الأدبية، لكني أقول فقط إن الفرق بين عملي حنا مينه (الشراع والعاصفة و ثلاثية بقايا صور، هو فرق في النظرة إلى الأدب؛ فالأولى تُقاربه آنيًا، سياسيًا، جغرافيًا، أما الثانية فتقارب الإنسان في وجوده الكلّي. ويمكن للمقاربات التي أفاض فيها حنا مينه في بقايا صور، أن تُعمّم على الإنسان أنَّى تواجد، بما يمنحها طابعًا عالميًا]، فذاك مؤشر خطير على الصورة التي ننقلها نحن العرب عن أدبائنا ومُبدعينا؛ فالفرق بينهم وبين السياسيين، هو فقط فارق في طول الكلمات المليئة بالصراخ وقصرها؛ فالسياسي يكتب خطبة قصيرة، والروائي يكتب خطبة طويلة.

عمليًا، نحنُ مشاركون في تعزيز الصورة الذهنية التي رُسمت عنَّا من قبل الآخر. وعندما يأتي “نوبوأكي نوتوهارا”، ويُطالب المُبدعين العرب باتخاذ مواقف سياسية أثناء ممارستهم للكتابة الإبداعية، فهو يُكمِّل جزيئات صور نمطية افتعلناها بحقّ أنفسنا، وافتُعلَت بحقّنا، لذا صارت لازمة قاصمة لعموم الإبداع العربي.

إنَّ الياباني إذ ينظر إلى العرب – بدافع الحب -، ويُؤشِّر على جُملة من الأخطاء والخطايا التي تُحيط بهم من كل حدب وصوب، فإنَّه يقع ضحية أوجزتها العرب قديما تحت شعار: “وَمِن الحُبِّ ما قتل”؛ فـ “نوبوأكي نوتوهارا” يُمارِس قتلًا مزدوجًا واحدًا بحقِّ نفسه؛ فالأربعين سنة التي قضاها في دراسة اللغة العربية والثقافة العربية لم تُغيِّر البنية التأسيسية للآخر، لا سيما في نظرته إلى العرب ككائنات بدوية من جهة، وسياسية من جهة أخرى. أما القتل الآخر، فبِحقَّ الثقافة العربية، حيث يُصرّ على قولبتها في قوالب جاهزة، مبتسرة، ولا يسعى – حتى في غمرة إعجابه الشديد بالثقافة العربية – إلى إبدال هذه القوالب بآفاق مفتوحة على الإنسان والإنسانية في تجلياتها العظيمة.

وبالمثل، فإنَّ العربي إذ ينظر إلى اليابان – بدافع الحب أيضًا – فإنه ينظر إلى (اليابان: الجذر + الشجرة اليانعة الخضراء)؛ اليابان التي تحدّث عنها “إينازو نيتوبي” في كتابه (البوشيدو: المكونات التقليدية للثقافة اليابانية).[5]

[1]- نوتوهارا، نوبوأكي، العرب: وجهة نظر يابانية، منشورات الجمل، كولون، ألمانيا، ط1، 2003

[2]- المرجع السابق، ص 100

[3]- المرجع السابق، ص 101

[4]- المرجع السابق، ص 118

[5]- كتاب (البوشيدو: المكونات التقليدية للثقافة اليابانية) من تأليف “إينازو نيتوبي”، ومن ترجمة “نصر حامد أبو زيد”، صادر في طبعته الأولى عن دار سعاد الصباح في الكويت العام 1993
بقلم: معاذ بني عامر
( مؤمنون بلا حدود)

“العرب: وجهة نظر يابانية”

للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية

TOP