الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
أمريكا في حرب مع نفسها
يحذر المؤلف هنري جيروكس في هذا الكتاب مما أسماه “الأوقات المظلمة” في تاريخ الولايات المتحدة، كما يسلط الضوء في نفس الوقت على مجموعة من الإجراءات التي تتعارض مع بعضها البعض، بدءا من الممارسات التربوية للحركات الاجتماعية، ونظام معيشة السود “الزنوج” في البلاد، وبناء المجتمع، والتربية المدنية، والذاكرة التاريخية، والعمل الثقافي، وفق ما أسماه “الديمقراطية التمردية”.
ويرصد “جيروكس تزايد التهديدات للديمقراطية الأمريكية المعاصرة، واصفا الرأسمالية بـ”سفاح يتغذى على معارضيه وعلى من يختلفون معه، ويجعلهم كغرباء غير مرغوب فيهم في المجتمع الأمريكي، ولذلك تغلبت ثقافة المشاهير والانحرافات المادية على المشاركة المدنية وعلى وسائل الإعلام الشعبية، مما أدى إلى خلق ظاهرة السلبية الاجتماعية في أمريكا”.
يرى المؤلف ـ ان اميركا تحولت منذ عام 1980 الى حكومة تدار من قبل نخبة مالية وشركات كبيرة، اذ اوجدوا اتحادا مقتدرا مؤثرا من واضعي نهج اقتصادي تعليمي عسكري جديد، يهدفون الى تدمير النقابات والبيئة والشباب والمصالح المشتركة للشعب الاميركي واي حكومة تدعو لرفاه المواطنين، واسسوا على انقاض هذه الحكومة مجتمعا يعج بالانانية والصراع الطبقي، والخصخصة والطمع لاجل منافع اكثر، حتى صارهم المجتمع اليوم الاستهلاك. وقد وضعوا مجموعة من القوانين تجعل خوض نشاطات اقتصادية مستحيلة بالنسبة للمواطنين بسبب التكاليف الباهضة. وهذا النهج ادى الى بروز مشاكل داخل المجتمع الاميركي وبلغ التفاوت الطبقي حدا ان تكون عائدات 400 عائلة اميركية اكثر من دخل نصف الشعب الاميركي.
ويؤكد على ان الديمقراطية فى امريكا لم يبقى منها الا الاسم في المجتمع الاميركي وتحول المجتمع الى مجتمع مستبد. فالمؤسسات العسكرية والاقتصاية والاجتماعية والثقافية بيد 1 % من الاميركان. فكل شيء في اميركا بدءا من الانتخابات والى تحديد النهج السياسي بيد ثلة راسمالية. وليس لـ 99% من الشعب الاميركي اي تدخل في القرارات الاساسية الداخلة في صميم حياتهم اليومية.
عن المؤلف:
الدكتور “هنري جيروكس” الباحث والمنظر الاميركي، واضع نظرية “التعليم والتربية النقدية”، له اكثر من خمسين كتابا و300 مقال علمي منشور في اميركا. كتب مؤخرا مقالا بعنوان “حكومة اللا امن القومي” جاء فيه؛ “ان اميركا قد ابتعدت عن الاصول الانسانية لمنهجية الحياة، اذ تحول التعذيب والتمييز العنصري والعنف في المجتمع الاميركي الى امر طبيعي، والحكومة استبدلت الى حكومة عسكرية وبوليسية تسلطية،وهي بعيدة كل البعد عن الانظمة الديمقراطية ، وحولت الحكومة البلد الى سجن غوانتانامو واسع للشعب”.
أمريكا في حرب مع نفسها
This post is also available in: English (الإنجليزية)