عرب لا نراهم: العرب الذين لا نعرفهم أولئك الذين ليسوا إرهابيين

عنوان الكتاب عرب لا نراهم
المؤلف باولا كاريدى
الناشر المركز القومي للترجمة
البلد مصر
تاريخ النشر 2011
عدد الصفحات 170

أشتري الكتاب حمل الكتاب

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

عرب لا نراهم: العرب الذين لا نعرفهم أولئك الذين ليسوا إرهابيين

 تمت ترجمة الكتاب من خلال المركز القومي للترجمة

إلى هؤلاء العرب الذين لا نراهم، أولئك الذين أسدلت عليهم عباءة الصورة النمطية، إلى هذه القائمة الطويلة من الرجال والنساء الذين لا يعرف الغرب ملامحهم وسيماهم.

يأتي هذا الكتاب في محاولة لجعل جزء منهم على الأقل، أكثر تفهما من قبَل الغرب، وذلك بهدفين: الأول إماطة ولو جزء من الأفكار المسبقة التي تغشى الواقع العربي، والتعريف بما حدث في السنوات الأخيرة على الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط.

أما الهدف الثاني فهو التذكرة بالخيوط الخفية التي دائما ما ربطت مصيرنا بهم ومصيرهم بنا؛ التذكرة بأحجار قصر الجابري البيضاء والسوداء شديدة الشبه بأحجار دوومو أمالفي، دون الشعور بالغربة هنا وهناك.

عقود طويلة  ربما  منذ اكتشاف النفط في منطقة الخليج العربي باتت صورة الإنسان العربي متمثلة في ذاك الثري الذي يبذر أمواله بسفه وعته أو جنون والوجه الأخر للإنسان العربي  هو الإرهابي الذي يخطف الطائرات والسفن  ، ويهدد بنسف  المباني والممتلكات  ، وهي صورة من أسف باتت نمطية في الإعلام الغربي  إلا من قلة قليلة  من أصحاب الضمائر الحية  والصدق والموضوعية  في الرؤية  والنقد والتحليل .

من بين هولاء القلائل  تأتي الكاتبة  والإعلامية الايطالية  ” باولا كاريدي ” صاحبة المؤلف الجديد في المكتبة الايطالية  “عرب لا نراهم: العرب الذين لانعرفهم أولئك الذين ليسوا إرهابيين “.

والشاهد أن صاحب هذه السطور قد قدر  له أن يعايش الدكتور باولا الحاصلة  على الدكتوراة  في العلاقات الدولية لسنوات طويلة في القاهرة ، ووجد فيها  شخصية محبة للعرب والمسلمين    وربما كان هذا  سبب كتابها  الذي تهديه للعالم الأوربي  وفيه تتحدث عن العرب الذين لا يراهم الغرب ، أولئك الذين أسدلت  عليهم عباءة  الصورة النمطية .. لماذا تعمد باحثة وكاتبة ايطالية  إلى مثل هذا  العمل ؟

يأتي هذا الكتاب في محاولة  لجعل جزء من العالم العربي على الأقل  أكثر تفهما من  قبل الغرب وذلك لهدفين : الأول  إماطة   ولو جزء من الأفكار المسبقة  التي تغشى الواقع  العربي ، والتعريف  بما حدث  في السنوات الأخيرة على  الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط فضلا عن التعريف بالكوارث  والحروب  والصراعات المترسبة  في المجتمع  والحياة اليومية  ، ما بين  تطور تكنولوجي  وعادات وبحث عن الهوية  وتطورات اجتماعية  اقتصادية  واتجاهات فنية .

أما الهدف الثاني  فهو التذكرة  بالخيوط الخفية التي دائما  ما ربطت  مصير الأوربيين بمصير العرب .

تعشق باولا كاريدي  شراب الليمون بالنعناع  العربي اللذيذ ،  تتمتع  بشربه في شوارع دمشق ، وحواري القاهرة ، ونواصي بيروت وعمان والقدس ،  وفيما  تفعل ذلك  ترى العرب الذين لا يعرفهم الغرب وهم  يمرون أمامها ، عرب بشر حقيقيون  ليسوا إرهابيين ، لا يخضبون بلون الدم الأحمر والدخان الأسود مترو لدندن  أو فنادق عمان ولكنهم يستخدمون ألوانا أخرى  الأصفر والأخضر  أو ألوان الانترنت  الصارخة  في داخل  عالم افتراضي  براق  ونشط يخلقه العرب بعيدا  عن تصريحات القاعدة  أو الألوان المتعددة  للحجاب  الذي يغطي  شعر السيدات المسلمات طبقا  لموضات وقوانين خاصة لا  يتسع لفهمها  وقت   الغافل في الغرب  أو  ابيض فساتين زفاف المسلمات والمسيحيات في مواكبهن الصاخبة  عبر الشوارع العربية المزدحمة أو ازرق المحيط بدرجاته المختلفة  التي تطل عليه كازابلانكا  ، ازرق البحر الأبيض المتوسط الفاتح أو لون البحر الأحمر الفيروزي .

تلفت ” باولا كاريدي ” انتباهنا  إلى  شان مهم للغاية  وهو انه لولا كتاب ادوارد سعيد المفكر العروبي الكبير عن الاستشراق في أواخر السبعينات لبقي الغرب في نظرته للعرب  كما هي  ملتبسة وغير حقيقية  غير أنها  تفاجئنا  انه  بعد أكثر  من ربع  قرن على هذا الكتاب  العمدة ، يبدو أن التاريخ قد عاد إلى الوراء  كما لو انه  يجب أن نبدأ   من جديد ،  دون وجود ، مع ذلك  لصوت اكبر رجال الفكر العرب وأكثرهم تلامذة  لكي يوبخ  ويستنكر أساليب ومفاهيم عدة .

وكما تعود بنا ” باولا كاريدي ”  إلى الراحل الكبير ادوارد سعيد  فهي بنفس القدر تحزن نفوسنا  وتملا عواطفنا  بالأسى والحسرة على  عبقري أخر  ضاع ضحية  للغدر  والإرهاب  الذي  أقدمت عليه  قلة  عربية ذات مرة  ، أنها  تحدثنا  عن العربي السوري الجميل شكلا وموضوعا  ” مصطفى العقاد المخرج العبقري الذي تعمد قبل وفاته بإعادة  رسم الوجه الحقيقي  للإسلام العربي ، العقاد هو المخرج السوري العلماني  صاحب الفيلم الشهير  ” أسد الصحراء ”  ومن مفارقات القدر  أن الرقابة  على الإعمال  الفنية  في ايطاليا  منعت عرضه  لأنه يفضح  فترة  الاحتلال الايطالي لليبيا   على نحو خاص ،  كان العقاد يريد أن يقدم  عمل فني  كبير عن النهضة العربية  في اسبانيا  ، وفي حديث  له في خريف 2005 قال :  كان هناك زمن  يرسل فيه كل ملوك أوربا  أبناءهم إلى قرطبة  كي يتعلموا  الكيمياء والجبر والطب والفلك .

كان منتج أفلام الهالويين يريد أن يوضح للناس  أن الإسلام ليس طالبان وليس الإرهابيين  ولكن هذا الفيلم لم يتم تنفيذه  أبدا  ولن يتم  لان العقاد لقي مصرعه في احد فنادق  عمان في منتصف شهر نوفمبر عام 2005 ، وتمزقت أوصاله  اثر  عملية  انتحارية  قام بها  رجال أبو مصعب الزرقاوي النائب  الأول للقاعدة  في العراق  والذي  قتله الأمريكان بعد الحادث ببضعة شهور .

أين تقع  الإشكالية الحقيقية  في الفهم المغلوط بين العرب والغرب في سياق تلك الصورة النمطية؟

تؤكد المؤلفة  انه من الصعب على من يعيش في روما  أو في نيويورك أن يفهم أو يصدق كيف أن العرب وبخاصة المسلمين منهم يشعرون بوطأة  الصور النمطية  عليهم  ، أنها أحكام سابقة  مساوية  وان كانت في عكس اتجاه تلك التي تثقل كاهلنا  يوما  بعد يوم وهي أن الغربيين  كلهم استعماريون  كلهم أشرار ولكن القليل يكفي كي نشعر بأثر ذلك .

تقودنا المؤلفة الايطالية  إلى  الجنوب الايطالي حيث تحمل  كلمة عربي مرادفات الازدراء والتحقير ، وتشير إلى أن الصحف  هناك كثيرا  ما تنشر وبالبنط العريض عنوان يقول ” القبض على  أربعة  إسلاميين في ميلانو بتهمة الإرهاب “، وتتساءل  لماذا  لا تكتب  الصحف القبض على  أربعة كاثوليكيين  أو الإمساك بثلاثة بوذيين  ، أو تم القبض على  مجموعة من  الهندوس  وتضيف  يكفي بكل بساطة  أن نضع أنفسنا  مكانهم  ، مكان المهاجر غير الشرعي  أو مكان من يقوم بعملية   انتحارية ، موظف البنك في دمشق  مدرس التعليم الابتدائي  في القاهرة ، كي نشعر بمدى قمع  الصورة النمطية  التي لم تعد حتى  تستخدم  على استحياء  وإنما  يصرح بها  في وضح النهار .

سطور كتاب باولا كاريدي  تحمل  أغنى وأعلى  التحليلات  الاجتماعية  لأنها تعكس  عمق الأزمة  بين العالم العربي والإسلامي وبين أوربا  تحديدا  التي تحدثت عنها  كثير من القراءات مؤخرا  لجهة زيادة  العنصرية فيها .

لقد باتت النظرة الغالبة  مقولبة  في سياق القول أنهم عرب  إذن أنهم إرهابيون “، هكذا  أصبح التعبير الدارج وكنتيجة  لذلك فان  هولاء العرب بحسب المؤلفة  باتوا يعزلون أنفسهم داخل عالمهم بما قد ينشا  من ذلك في بعض الأحيان من سلبية  خطيرة من شانها أن تمنعهم منذ البداية من أي نوع من أنواع الاختلاط حتى ولو سطحي مع من يعتقدون أنهم لن يعاملوهم معاملة الند وإنما سينظرون إليهم نظرة استعلاء .

هل من عبارة شهيرة باتت تردد في العالم العربي وتعكس المخاوف القائمة مع ومن الغرب مؤخرا ؟

العبارة كالتالي ” ارغب في الهجرة ولكن أصبح الجميع غاضبين منا ” إنني مسلم لا احد يريدني أنها ليست فقط رقابة ذاتية وإنما تفرقة واقعية تطول الجميع وتخلق ضربا من العقاب الجماعي ويصيب أحيانا إرهابيين حقيقيين ولكنه ينال من العرب غير الإرهابيين في كثير من الأحيان .

حكما هناك من يريد للعلاقة بين الشرق والغرب أن تسوء هناك من له مصلحة في أن تخيم غيمات سوداء كثيفة على الأجواء الغربية الإسلامية لذلك تقر الدكتورة كاريدي بان ما تم تقديمه لنا في هذه السنوات هو الإسلام المعادي للمسيحية ذلك الإسلام الذي يتبع نظريات الحملات الصليبية البالية في العداء وإسلام القاعدة وان كان موجودا والإسلام السياسي الأكثر أصولية .

لكن في قلب هذا الظلام تبقى هناك صورة شاملة ثرية في مزجها وفي تشابك خيوطها الوثيق الذي يجعل من مصيرنا ومصيرهم مصيرا ومشتركا أي من مصير العرب ومصير الغرب واحدا تماما كما في المسجد الأموي في دمشق وفي الحي القبطي في القاهرة حيث تزين الكنائس والمعابد اليهودية والمساجد التكوينات الزخرفية الخشبية نفسها وحيث تذهب النساء المسلمات اللاتي لم ترزقن بأولاد إلى الكنائس لإنارة الشموع ودعاء القديس جرجس والقديسة تريزا وطلب شفاعتهم.

انه إذن تزاوج يتحقق بشكل كبير في الممارسات الدينية الشعبية تماما مثل اختلاط السلع والروائح في الأسواق وانه تحديدا هنالك بين شموع النذور ورائحة الكفتة والفلافل لازالت الأرض الوسطية رحبة إلى يومنا هذا وهي مساحة أخذه في الانكماش ومهددة بالزوال .

هل من تحدي حقيقي يواجه الغرب اليوم في علاقته مع العالم الإسلامي ؟

تجيب صاحبة هذا العمل الشيق علينا أن ننظر بانفتاح وحسن ظن على قدر الإمكان إلى العرب الآخرين العرب غير المرئيين الذين يمثلون الأغلبية العرب الذين نالوا منهم جمود المواقف وحدة الصراع قبل أن ينتبه الغرب في ظل الحادي عشر من سبتمبر إلى أن شيئا ما كان يحدث في العالم العربي شيء كانت له أيضا علاقة بنا .

تتحدث باولا كاريدي بلسان الغرب وتتساءل كيف لنا أن نساعد النهضة العربية ؟

وجوابها انه يجب النظر إلى الأمر من الجانب الأخر ونحاول أن نفهم ليس ماذا يجب أن يفعل العرب ولكن ماذا يجب أن تكون قواعد سلوكنا نحن مغربيين وهي ترى انه وقبل كل شيء وقبل أي تصرف حيال الأخر العربي الذي أمامنا يجب على الغرب استعادة مصداقيته تلك الميزة التي فقدها في مواقف كثيرة ولأسباب كثيرة على مستويات كثيرة ولأخطاء متعددة .

بداية يرى العرب أن الغرب ضحى بمصداقية على مذبح الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي سواء كان ذلك على يد أمريكا وأوربا التي عن حق أو عن خطا على الأقل حتى الحرب على لبنان في صيف 2006 ظلت تخضع لرغبات إسرائيل وأمريكا باختصار كانت أوربا في مواقف كثيرة ممثلا قام تجاه العرب بدور مزدوج تلوم عليه واشنطن .

خلاصة تفكير باولا كاريدي أن العالم العربي ليسوا سواء في مسالة الإرهاب بل على العكس من ذلك فالإرهاب وصدام الحضارات  يشبهان شمع تلميع  دهنوا به  الزجاج  ومن خلال النافذة  التي تنظر منها  إلى العالم العربي وزجاجها  بهذه الحالة  لا نرى  إلا ظلالا والظلال في اغلب الأحيان تجسيد للأوهام .

حسنا جدا  أن تتناول مؤلفة ايطالية  مثل هذه  القضية  الحساسة والمثيرة ، غير أن المؤلم أن كتابنا  وأدبائنا  وروائيينا  مشغولون  بقصص أخرى  بعيدة  كل البعد  عن الواقع  المر لعلاقة  الشرق بالغرب في حاضرات أيامنا .

عرب لا نراهم: العرب الذين لا نعرفهم أولئك الذين ليسوا إرهابيين

للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية

https://old.booksplatform.net/ar/product/un-jihad-de-lamour/

https://old.booksplatform.net/ar/product/bad-science/

https://old.booksplatform.net/ar/product/jihad-and-death/

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP