الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
الانتماء الأسري.. وكيف أصبح؟
باتت قضية “الانتماء الأسري” واحدة من القضايا الأكثر إلحاحاً على الأسر في عصرنا الراهن، ولا شك أن الكثير منا يشعر بالإرهاق في تربية الأطفال بطريقة عالية الأداء، وعلى ثقافة ذات وتيرة سريعة، وهو الأمر الذي يركز عليه مؤلفا كتاب “الانتماء الأسري.. وكيف أصبح”.
يقدم المؤلفان، وهما زوجان، في كتابهما تجارب كثيرة من حياتهم الخاصة، وتوجيهات عملية لخلق ثقافة أسرية سليمة وعميقة الجذور، يشعر كل فرد فيها بالأمان والانتماء الأسري، على الرغم من تراجع هذا المفهوم في المجتمعات الغربية بصفة عامة، خلال العقود الأخيرة.
تجديد خيالك لما يمكن أن تكون الحياة الأسرية. يشعر الكثير منا بالقلق إزاء آفاق تربية الأطفال في ثقافتنا عالية الأداء والسريعة.
إن التأمل في الصعوبات التي تواجهها عائلاتنا الأصلية يمكن أن يزيد من شكوكنا وانعدام الأمن بشأن كوننا والد جيد. قد تبدو الأمثلة الإيجابية للحياة الأسرية قليلة ومتباعدة.
مارك وليزا سكاندريت فهم هذه التحديات، وفي الانتماء ويصبحون يلقيون رؤية مقنعة لما يمكن للأسرة.
مفهوم الانتماء الاسري
الأسرة أو العائلة هي الجماعة الأولى التي تتلقف الطفل بعدما يرى النور ويخرج إلى هذه البسيطة.. وهي الوحدة التي تخلق لدى الطفل شعور الانتماء والمواطنة..
ويزداد دور الأسرة أهمية خاصة بعد تعدد المؤثرات الخارجية والمشارب الثقافية المؤثرة في نفوس أبنائنا وشبابنا نتيجة ظروف متردية سائدة على المنطقة العربية وفي ظل ثورة اتصالية شكلت ظواهر العزلة والاغتراب في المحيط الأسري. ولأن الأسرة هي الوعاء الذي يحتضن الطفل منذ ولادته وحتى مراحله العمرية اللاحقة لذا فهي المكان الأول الذي يستقي منه الانتماء والولاء والمواطنة.. ولأن الانتماء الأسري هو العمود الفقري للانتماء المجتمعي والوطني لذا فإن مرحلة الطفولة تعد من أهم المراحل وأكثرها تأثيراً في حياة الفرد المستقبلة، إذ من خلالها تتشكل معالم شخصية الطفل من خلال ما يكتسبه من خبرات وقيم واتجاهات تأهله للقيام بأدواره ووظائفه داخل النسق المجتمعي..
وفي المحيط الأسري الذي يمثّل أولى المؤسسات الاجتماعية الحاضنة للطفل منذ لحظة خروجه إلى النور وخلال مراحل حياته العمرية يتشكّل الوجود الاجتماعي للطفل ويتلقى فيه المكونات الأولى لثقافته ولغته.. ويستقي قيم التعاون والحب.. التضحية والتسامح.. تحمل المسؤولية والعفو عند المقدرة والوفاء للوطن.. كل هذه القيم تُكرّس عند الطفل مفهوم الانتماء الأسري وترسخ المبادئ الأولى لمفهوم المواطنة التي لا تخرج عن كونها انتماء الفرد إلى مجتمعه ووطنه في ظل تمتعه بحقوق المواطنة المتعارف عليها وبالمقابل الالتزام بمجموعة من الواجبات وما يصاحبها من مسؤوليات.
الحاجة للانتماء من أهم الحاجات التي يجب أن تحرص الأسرة على إشباعها للطفل لما يترتب عليها من سلوكيات تعزّز شعور الاعتزاز والفخر بانتماء الفرد للمجتمع والوطن.. وإشباع حاجات الطفل وتقبله لذاته وشعوره بالرضا بالارتياح وسط أسرته هي من أولى مؤشرات انتمائه لمجتمعه ووطنه.
إن الرؤية للمنطلقات النظرية لتعزيز الشعور بالانتماء وتربية المواطنة تنطلق من التنشئة الأسرية إن هي زرعت في نفوس الصغار كيف أن عزتهم وكرامتهم لا يمكن أن تتحقق إلا بعزة الوطن والولاء له.. لذلك لا بد من الإشارة إلى بعض المسؤوليات التي ينبغي على الأسرة التركيز عليها لترسيخ مبدأ الانتماء وتعزيز مفهوم المواطنة الصالحة عند الناشئة وتغذيته بالأسس السليمة للانخراط في الحياة والتفاعل مع المتطلبات المجتمعية.. ولعل أول ما يأتي على رأس قائمة هذه المسؤوليات ربط الطفل بدينه.. وتنشئته على التمسك بالقيم الإسلامية إلى جانب توعيته بالمخزون الإسلامي العظيم في ثقافة الوطن..
يأتي بعد ذلك تهذيب سلوك وأخلاق الطفل وتربيته على حب الآخرين وتعويده على العمل المشترك والابتعاد عن كل الإفرازات الفئوية والعرقية والطائفية الممقوتة التي انتشرت في عصرنا الحالي واغتنام كل فرصة من قبل الوالدين للحديث مع الأبناء حول مقومات المواطنة الصالحة.
يتجلى مما سبق أن الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تعنى بالتماسك الاجتماعي كونها مصدراً لتكوين شخصية الطفل وتعزيز انتمائه وهويته الوطنية.
This post is also available in:
English (الإنجليزية)