الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
كاليجولا
تمت ترجمة الكتاب من خلال دار الحرف العربي
كتب “ألبير” مسرحية “كاليجولا” عام 1938 وهو في حسن الخامسة والعشرين، وإلى يومنا هذا يعدها النقاد أفضل مسرحياته.
بالإضافة إلى كونها أكثر إثارة للجدل والشهرة، نجد فيها عصياناً شيطانياً ضد القدر، قدمه لنا مؤلفها وهو في الطريق للبحث عن معالجة لمشكلة الحرية.
لذا أقدم كامو على اختيار حاكم مطلق كبطل لمسرحيته هذه-هو الذي يشرع القوانين، وهو الذي يخرقها ويبدل فيها كما تهوى نفسه، وغالباً ما يزدريها، متباهياً بأنه لم يتوقف قط عن تعليم قومه دروساً في الحرية.
إستهوت شخصية الإمبراطور الروماني المعتل نفسيا كاليجولا (ت 41 م) الكتاب والأدباء على مر العصور، وربما كان آخر المبدعين الكبار تناولا لهذه الشخصية بنص مسرحي ماتع هو الأديب الفرنسي الكبير ألبير كامو (ت 1960).
كاليجولا كان إمبراطورا بيده السلطة المطلقة، لا شئ يقف أمامه إذا أراد، فبكلمة منه يقتل ويدمِّر ويجوِّع ويسجن وينفي، ورغم تلك السلطة المطلقة التي لا يقيدها قيد سياسي أو أخلاقي فإنه لم يشبع، لقد ظلت روحه تبحث عن الاطمئنان ونفسه تهفوا للسعادة وعقله يفتش عن اليقين فلا يجد إلى ذلك كله سبيلا.
لا يجده في فن ولا أدب ولا فلسفة ولا دين أو إيمان ولا حب ولا حنان، حتى ظن أنه ربما واجده في تجربة ذلك الذي يسمى “المستحيل” وغلب على ظنه أنه بعد أن يجربه قد ينجح في الوصول إليه والإمساك به وحينها تعرف روحه السكينة وعقله اليقين. لقد ذهب يبحث عن المستحيل كأنه إله يفعل ما يريد وقتما يريد ولا يُسأل عما يفعل.
هذا هو كاليجولا الذي اتخذ منه ألبير كامو بطلا لمسرحيته ومن خلاله وعلى لسانه وضع تساؤلات الفلسفة الوجودية: من أنا؟ ولماذا أنا هنا؟ وأين المعنى وراء كل هذا الذي نرى؟
شخصيات المسرحية هي عينة من الشخصيات الموجودة في حياتنا: الصديق والعدو، الحبيبة والعشيقة.
وهي خليط من الصفات التي فينا: الحب والكره، الصدق والكذب، الشجاعة والجبن.
وكامو في ذلك كله يسائل هذه الشخصيات، ويغوص وراء المعنى الكامن في هذه الصفات، باحثا عن ماهيتها الحقيقية دون زيف أو إدعاء.
الخط الدرامي للمسرحية يتصاعد آخذا معه اهتمامنا وحاشدا مشاعرنا، تلك المشاعر التي هي مزيج من الكراهية لهذه الصفات التي بدا عليها كاليجولا؛ صفات الدموية والقسوة، والرثاء لهذه النفس الحائرة والروح المعذبة.
يداخل قارئ المسرحية شعور بالخوف من أن تتكرر شخصية كاليجولا، ويكتب عليه القدر أن يعيش في زمان يتسلط عليه حاكم مثله، حاكم مصطرب النفس ومختل العقل وبيده السلطة المطلقة.
ويبدو أن التاريخ البشري شهد أمثال هؤلاء الحكام كثيرا.
كاليجولا لألبير كامو مسرحية تبحث عن الطريقة التي يتخلص فيها الإنسان من عذاب اللامعنى واللاقيمة واللاجدوى لهذه الحياة التي يعيشها.
فلسفة لها ألوان وظلال عند كيركجارد وهيدجر وسارتر وقد برع كامو في تجميع هذه الألوان وتلك الظلال ورسم منها لوحته الرائعة في هذه المسرحية الخالدة.
المصدر: صفحة قراءات – محمد عبد العاطي
كاليجولا
للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية
https://old.booksplatform.net/ar/product/eleven-minutes/
https://old.booksplatform.net/ar/product/the-casual-vacancy/
https://old.booksplatform.net/ar/product/snow/
This post is also available in: English (الإنجليزية)