خطابات السلطة من هوبز إلى فوكو

عنوان الكتاب خطابات السلطة من هوبز إلى فوكو
المؤلف باري هندس
الناشر المشروع القومي للترجمة
البلد مصر
تاريخ النشر 2005
عدد الصفحات 208

أشتري الكتاب حمل الكتاب

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

خطابات السلطة من هوبز إلى فوكو

تمت ترجمة الكتاب من خلال المشروع القومي للترجمة

كتاب ” خطابات السلطة من هوبز إلى فوكو ” ندرك فيه أهمية ما تعنيه الممارسات الخطابية وغير الخطابية للسلطة، والتي تشكل أيديولوجية خطابها المسيطر.

وهل نستطيع أن نجرد الخطاب من تلك العلاقات القائمة بين منطوق الخطاب وعمليات إنتاجه ؟

كيف شكل المجتمع والدولة الحديثة الخطاب السلطوي لتصوغ الحداثة أيديولوجيتها؟

يمكن تصوّر شكلين من العلاقة بين الخطاب والسلطة: الخطاب مضافاً إلى السلطة “خطاب السلطة” حيث يستمد هو صلاحيته من قوتها.

وفيه توظف السلطة أدواتها الهائلة للتلاعب بدلالات اللغة وإحالاتها، خدمة لبقائها سلطة. وبعيداً عن التعريفات المركبة لمفهوم الخطاب وعلاقاته الاستطرادية، فإنّ من الأمثلة القريبة على التلاعب باللغة بالدلالة، استخدام خطاب السلطة الأميركي تعبيرات “مقاتلي الحرية” ثم “الإرهابيين” على التوالي لوصف نفس الجماعات الجهادية في أفغانستان باختلاف الظروف.

وفي العلاقة الثانية، “سلطة الخطاب” فتضاف السلطة إلى الخطاب لأنه يستمد قوته وتأثيره من بنائه المنطق المتساوق ودعمه لذاته.

والحالة دائماً صراعاً بين الخطابين، خطاب السلطة المدعوم بمختلف الوسائل، بدءاً من الإعلام، مروراً بالبوليس والترويع، وانتهاء بالجيوش والغزو؛ والخطاب الآخر الذي يتوسل التواصل بالودّ والإقناع بلا إكراه مع العقول والقلوب إذا وجد إليها سبيلاً.

ودائماً ما يظل الخطاب الثاني المعتمد على منطقه مقموعاً ومخنوقاً بخطاب السلطة.

ميزة الخطاب الذي لا يعمل موظفاً عند سلطة، هي حرية وجهاته وطبعه في الاستكشاف وطرح الأسئلة. إنه ليس معنيّاً بالترويج لشيء بوصفه حقيقة مطلقة يستوجب إبقاؤها إقصاء الروايات البديلة، وإنما يهدف إلى بناء الحقيقة من الأسفل إلى الأعلى، ويختبر منطقه وصلاحيته بالتحاور مع الخطابات الأخرى ليعدل نفسه ويتطور. والمشكلة الأساسية التي تصيب المجتمعات بالشلل المعرفي وتعيق تقدمها المادي والاجتماعي، هي ترويج خطاب سلطوي وحيد وحرمان العقل الاجتماعي فضل الاختيار من متعدد الروايات. وفي معظم الأحوال تتشارك جهات عديدة متقاطعة المصالح في صياغة خطاب السلطة وترويجه بجهد منسق كاسح.

وفي شرحه لطبيعة هذا الجهد وتكويناته، قال الروائي والكاتب الأميركي، فيليب ك. ديك: “لأننا نعيش اليوم في مجتمع يتم فيه تصنيع حقائق زائفة من قبل الحكومات، ووسائل الإعلام، والشركات الكبرى، والجماعات الدينية والجماعات السياسية… فإنني أتساءل، في كتابتي، ما هو الحقيقي؟

وبينما يتم قصفنا دون توقف بحقائق زائفة يصنّعها أناس بالغوا التعقيد، باستخدام آليات إلكترونية متطورة للغاية، فإنني لا أشكك في دوافع هؤلاء، وإنما أشكك في سلطتهم.

إن لديهم الكثير منها. وهي سلطة مذهلة: قدرة خلق أكوان كاملة، أكوان للعقل”.

ينبغي، نظريّاً، أن لا يكون تسلط خطاب السلطة ظاهراً بهذا الوضوح في “الديمقراطيات” الرائدة، لكنّنا رأينا كيف عملت الحكومة ومراكز الدراسات والإعلام واللوبيات في الولايات المتحدة على تسويق أفكار أصحاب المصالح الكبرى، إلى درجة إقناع الناس بخوض الحروب الإمبريالية والموت في سبيل هؤلاء بذريعة حماية المصلحة الوطنية.

ولم تكن قوة خطاب السلطة وقدرته على التضليل أكثر سفوراً مما ظهرت عليه في فترة التحشيد لغزوات أفغانستان والعراق في العقود الأخيرة.

إذا كان أميركيّ يتحدث هكذا عن كثافة القصف بالزيف في البلد الذي يزعُم أنه مثال الديمقراطية، فماذا نقول نحن عن حالة مجتمعاتنا البطريركية التوليتارية، التي تستبد فيها السلطة حتى بتعريف الديمقراطية نفسه، وتكيّفه بحيث تصبح إدامة الوضع الراهن قمة الديمقراطية؟!

المعنيّون بإنتاج التفسيرات البديلة هم المثقفون والفلاسفة والفنّانون والإعلاميّون –أكثر أو أقل، لكنّ القسم الذي لا يعمل منهم عند السلطة ويختار أن يكون “صوت الذين لا صوت لهم” يتعرّض للعزل والتثبيط. وفي المجتمعات التي تشبّعت بالروايات الجاهزة و”الثوابت” والمحرّمات والحدود، يشارك المجتمع في مقاومة الفكر الجديد، ويتآمر ضدّ نفسه وهو يعتقد أنّه يدافع عن بنيته وولائه للموروث.
ومع ذلك، يبقى للنّاس في مناطقنا خيار المطالبة بالديمقراطية التمثيلية على النمط الغربي كبداية –رغم عيوبها الموصوفة أعلاه- لأنّها تفسح مجالاً ما لخطاب مختلف على الأقل.

ومع أنّ الخطاب السياسي مصادر في معظمه لصالح الجهات التي ذكرها فيليب ديك، فإنّ الخطاب الاجتماعي والتربوي والعلمي غير المتصل مباشرة بالسياسة، يجد لنفسه تعبيرات في

“الديمقراطيات” الراسخة، وبما ينعكس على التقدم المادي والحريّات المدنية والابتكارات العلمية.
ما يزال عقلنا العام يألف خطاب السلطة، ولا يمتلك الأدوات لتقدير سلطة الخطاب في ذاتها لأننا غير مدربين على المحاكمة المنطقية.

وإلى أن تتعدّد الروايات –بفعل معجزة ما- سيعيد خطاب السلطة فقط إنتاج نفسه، بتأييد الإعلام الموظف، والنافذين وأصحاب المصالح وكتبة السلاطين، لتظل هي السلطة!

 

خطابات السلطة من هوبز إلى فوكو

للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية

https://old.booksplatform.net/ar/product/jihad-and-death/

https://old.booksplatform.net/ar/product/liquid-surveillance/

https://old.booksplatform.net/ar/product/bad-science/

 

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP