الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

لا تهتم بصغائر الأمور مع أسرتك

تمت ترجمة الكتاب من خلال مكتبة جرير

هذا الكتاب سنرى كيف نمنع المضايقات الصغيرة في حياتنا من أن تصيبنا بالإحباط، بدءاً من نزع فتيل صراخ وشجار الأطفال ، مروراً بتسوية المشكلات مع شريك الحياة، إلى تقليل الخلاف حول أداء الأعمال المنزلية.

كذلك يوضح لنا المؤلف طرقاً تجعل أهم مكان في حياتنا ، وهو البيت، ينعم بقدر أكبر من السعادة والسكينة .

درس ريتشارد كارلسون في كتابه “لا تهتم بصغائر الأمور مع أسرتك”، الذي ترجمته وأصدرته مكتبة جرير في الرياض، تفاصيل السلوك اليومي لأفراد العائلة، وتوجه في المقام الأول إلى رب العائلة الذي يشعر بأنه يبدد حياته في حض الزوجة والأبناء والآخرين، كل يوم، على عدم التسبب أو الوقوع في أي خطأ أو خسارة، من دون ان يؤدي ذلك إلى نتيجة. ويطرح السؤال: “ماذا سيكون شعور أولئك الآباء والأزواج لو عرفوا أن توقعاتنا هي المسئولة عن قدر كبير من الحزن والضغط الذي نعانيه؟ فنحن لم نتعلم تقبل الأشياء على علاّتها بدلاً من تعليق سعادتنا على الشكل الذي نريده للأشياء”.

والتقبل، في رأيه، يكون بأن نتوقع الأسوأ دائما، “فإننا عندما نتوقع حدوث أمر ما، فإننا لا نندهش كثيراً ولا تصيبنا المفاجأة عندما يحدث هذا الأمر. ومن ناحية أخرى، عندما لا يحدث ذلك السوء المتوقع فإننا نشعر بالارتياح الغامر”.

وينصح ريتشارد رب كل أسرة بألا يجعل الأمور العادية مدعاة لتكدير يومه. لكنه لا يشترط عليه ممارسة الصبر على طريقة الزهاد لكي يسعد، كما لا يطالبه بصبر جاهل تستوي في ميزانه الأمور والأشخاص: “فأداة الصبر الوحيدة لا تكتمل إلا بتقبل أخطاء الذين نحبهم برحابة صدر”. وهو يطرح على رب الأسرة سؤالاً واحداً يعتبره كافياً للدلالة على انحراف سلوكنا الطيب عن هدفه الحقيقي: “لو أن صديقك أو جارك سكب كوباً من اللبن على سجادة ثمينة في بيتك، فهل سيكون موقفك منه مثل موقفك لو أن الذي سكبه كان ابنك أو ابنتك أو زوجتك؟”.

وحتى يمكن التمييز بين الأمور الصغيرة والأمور الجوهرية، نقتطف بعضاً من النصائح المائة التي استقاها المؤلف من تجربته الشخصية وقراءاته، لمعرفة ما هو الأمر الذي يستحق إما الغضب والانفعال أو الاهتمام والتركيز والتضحية بسواه من أجله، إذ يؤكد: “…فنحن نعكس تلك الأمور، في الغالب، حين نقدم الهامشي على الجوهري والمستحيل على الممكن والشخص البعيد على القريب، فنقضي حياتنا نهتم بالوسيلة إلى الحياة المثالية التي نريد بدلاً من الاهتمام والاستمتاع بالحياة نفسها، الزائلة.

ولو أردنا المفاضلة بين أمرين كلاهما كبير ومهم، فلن نجد معياراً أصلح لذلك من تمثل الشعور بفقدهما، لأن المرء على فراش الموت لا يمكن أن يندم على الأوقات التي قضاها مع أطفاله، ولكن من الممكن أن يندم على الأوقات التي قضاها في مكتبه”.

يقول المؤلف في هذا السياق: “عش وقتك الحاضر، فإن اللحظة الحاضرة هي الوقت الوحيد الذي يمكن أن تجد فيه السعادة. اجعل المرح ملاذاً لك من الفوضى، فأن نخرج أنفسنا من الموقف الشديد، وننظر إليه من زاوية كوميدية خير من الشكوى والحزن. ليكن إيقاع حياتك عقلانياً، فإن السرعة التي حققها التطور التكنولوجي أدت إلى قلة الصبر والرغبة في أن تحدث الأشياء على الفور… وبدلاً من أن نعيش لحظتنا، فإننا نركز على اللحظة التي تليها.

إن الاحتفاظ بإيقاع حياة معقول السرعة لا تقتصر فائدته على أن نحتفظ بهدوء عقلنا، فهو يثري خبرتنا بطريقة لا يمكن أن تحدث حينما نكون في عجلة متهورة من أمرنا”.

ويتابع النصح: “ضع حداً لرغباتك، وحينها ستشعر بأنه يمكنك أن تكون سعيداً الآن وليس فيما بعد، وقبل أن تحصل على كل شيء تعتقد بأنك تريده أو تحتاجه. عش حياتك طبقاً لما يمليه عليك قلبك، وأنصت لذلك الصوت الذي بداخلك والذي لا يظهر إلا عندما تهدأ بصورة كافية للإنصات إليه”.

من جهة أخرى، يحض ريتشارد كارلسون رب الأسرة على إثبات حبه واحترامه لنفسه ولأفراد الأسرة خصوصاً أمام الآخرين: “حافظ على خصوصية منزلك، لأن ذلك دليل أمام نفـسك وأمام الآخرين على تقديرك لذاتك ولسكينتك الذهنية. في هذا الزمن، يحاول الكثيرون منا أن يكونوا مثاليين أو التصرف على أنهم شخصيات خارقة.

ببساطة إن تذكير نفسك بأنه لا يتعين عليك أن تكون شخصاً مثالياً يعتبر طريقة رائعة لتخلص نفسك من بعض الضغوط التي تعاني منها”.

أما عن إظهار التذمر والشكوى أمام الأهل والأصدقاء فيقول: “لا تجعل من نفسك شهيداً، فإن الحقيقة المحزنة هي أن ليس هناك من يقدر الشـهيد. الشــهيد هو عدو نفسـه، يملأ رأسه دائــماً بقوائم الأشياء التي يفعلها ويذكر نفــسه بمدى صعوبة الحياة. لا تحط من قدر نفسك أمام الآخرين.

إن التذمر هو تشويه لطبيعة الحـياة الجـميلة، كما أنه مثـال على إعطاء الأمور التــافهة أكثر مما تستحق، وهو طريق وعر لتكوين علاقات مع الآخرين”.

ولسريعي الغضب ومقاومي التغيير، يضع وصفات من نوع: “كن متسامحاً حتى تخفف من ثورات نفسك. فعندما تبدأ في مسامحة نفسك على ثورات غضبك، سيسهل عليك أن تسامح الآخرين على ثورات غضبهم… فمقاومة أي شيء تجعله يبدو على نحو أسوأ مما هو عليه بالفعل، كما أنها تؤدي في الواقع إلى تشجيع حدوثه”.

وحيال الأولاد: “قدّر مرحلة المراهقة حق قدرها، إن جزءاً من المشكلة يعود إلى أننا ننسى أنها مجرد مرحلة، والى خشيتنا من أن تكون سلوكيات المراهقة متأصلة في النفس… ولو سألت نفسك فستجد أنه من السهل جداً أن تحسن عمل أي شيء إذا شعرت وحظيت بتقدير وإيمان من حولك بك.

وهذا ينطبق على المراهقين الذين يحسنون التصرف لأن لهم آباء يثقون بهم. وكذلك التركيز على الأخطاء يجعلك تهتم بالأمور الصغيرة ويوجه انتباهك الى كل خطأ في نفسك وفي العالم، ويجعلك تشعر بعدم الكفاءة وربما بالعجز… ويؤدي بك إلى انتقاد الآخرين بشكل دائم”.

وفي الحياة العامة، ينصح: “لا تصدر أحكاماً مسبقة ضد أي شخص عند وقوع مشكلة بسببه لم تعرف ملابساتها، بل يجب أن تتواضع وتعترف بأنك لا تعرف ما سيفعله الشخص الآخر… تقبل التغيير، فالتغيير هو أحد الثوابت القليلة في هذه الحياة، وتقبله يحيطك بالأمن والطمأنينة. وبدلاً من الإصرار على العيش بطريقة معينة، فإنك تبدأ رحلة قبول وتقدير كل مرحلة بذاتها… خصص وقتاً قصيراً للتعاطف مع الآخرين بشرط أن تداوم عليه. وأوف بالعهود، فالوفاء بالعهد إستراتيجية قوية بعيدة الأجل للمحافظة على ارتباطك بمن تحب بصورة دائمة، كما ان عدم تقديم الوعد في المقام الأول أفضل بكثير من عدم الوفاء به”.

وأخيراً يحذر: “إياك أن تقلل من قيمة شريك حياتك، فإذا قررت التوقف عن اعتباره شخصاً مسلّماً به، فإن شريك حياتك سوف يبدأ في فعل الشيء نفسه”.

المصدر: الحياة

لا تهتم بصغائر الأمور مع أسرتك

للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية

 

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP