الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
يبدأ “لورنس لسيغ” من إشكالية بسيطة تقول بأن ثورة المعلوماتية والاتصالات تكون خواءً إن لم تقدّم للناس معلومات متطوّرة ومتقدمة ومتعمّقة، بمعنى أن تكون شبكة الإنترنت ناقلاً فعلياً لمعرفة الإنسانية تواكب إيقاع العِلم في الأزمنة المعاصرة.
وفي المقابل، يشرح ليسِغ أن القوانين الحاضرة عن المُلكية الفكرية، تمنع هذا الأمر، بل تحصر معارف الإنترنت ضمن أطر ضيّقة، وتقصر معظمها على معلومات متقادمة لا تنفع في التقدّم، إضافة إلى أنها تمنع التفاعل الجدّي النافع بين الأجيال الشابة والمعلوماتية، ما يشكّل عائقاً أساسياً أمام الابتكار.
وقد يُدهش كثيرون لمعرفة أن قوانين الملكية الفكرية أدّت إلى وضع الإعلام العام برمته، في أيدي قلّة من الشركات الكبرى. سواء أكان ما يتصل بالتلفزيون أو الصحافة أو الراديو.
هل تصنع الإنترنت واقعاً مغايراً على الفضاء الإفتراضي للإعلام الرقمي؟. يحتكم ليسِغ إلى العقل والبداهة السليمة ليناقش مسألة انتشار المعرفة والحق في الوصول إلى المعلومات في القرن 21.
والأرجح أن كتابه يمثّل رأياً تفتقده المكتبة العربية، وفي المجمل فإن الكتاب من أبرز مؤلّفات ليسغ. ويتميّز ببحثه العميق، وهو أستاذ أكاديمي متخصص في القانون.
لورنس ليسيغ والثقافة الحرة
في عام 2002 حصل ليسغ على جائزة للمساهمة في النهوض بالبرمجيات الحرة من قبل مؤسسة البرمجيات الحرة و في عام 2004 انتخب كعضو مجلس ادارة في مجلس ادارة مؤسسة البرمجيات الحرة و كان قد اقترح مفهوم الثقافة الحرة اضافة لتأيده للبرمجيات الحرة و المفتوحة المصدر كما اشار الى براءات الاختراع في مجال البرمجيات و خطرها و ارتفاع تهديها لكل من البرامج الحرة و المفتوحة المصدر على السواء .
في اذار عام 2006 انضم ليسغ الى مجلس مستشارين مشروع الكون الرقمي كما تحدث بعد عدة اشهر من ذلك عن اخلاقبات حركة الثقافة الحرة ضمن مؤتمر ويكمانيا 2006
ليسغ وقضية تمركز الميديا
في كتابه الثقافة الحرة عبر ليسيغ عن قلقه من ان ازدياد تمركز الميديا في ايدي قليل من الشركات حيث من من الممكن ان تقوم هذه الشركات باخفاء حقائق اكثر عن الجمهور من وسائل الاعلام غير المتمركزة فعلى سبيل المثال اعترفت شبكة التلفزة الشهيرة “سي آن آن” بعد حرب العراق بأنها أخفت الكثير من الحقائق عن تلك الحرب، لأنها خشيت على موظّفيها بالذات، من تداعيات ما أخفته كما لاحظ ليسيغ انه ظهر نص على إحدى مدونات الانترنت كتبه شخص شاهد تغطية مراسلةامريكية مرافقة للجيش الامريكي خلال الحرب على العراق حيث لاحظ هذا الشخص ان مكتب القناة الرئيسي التابعة له تلك المراسلة قد داب على وصف مراسلتها بالقاتمة وانهم يحتاجون الى قصة تدعو للتفاؤل و ما كان من المراسلة الا الرد انه مثل تلك القصة لا أهمية لها، فردّ المكتب قائلاً انه لهذا السبب كتبوا كلمة “القصة” على الشاشة
وفي نفس الكتاب يشير ليسيغ الى ظاهرة تمركز الميديا حيث انه لاحظ انه خلال عشرين السنة الاخيرة قد شهدت ملكية المييديا تبدل كبير خصوصاً بعد التغيّرات التي أعلنتها “اللجنة الفيدرالية للإتصالات” في حزيران (يونيو) 2003.
وكذلك ينقل عن المرشح الجمهوري السابق للرئاسة السيناتور جون ماكين أن المعلومات التي توافرت لدى “اللجنة الفيدرالية للإتصالات” بشأن مُلكية الميديا تُلخّص بالتالي: “تتحكّم خمس شركات في أكثر من 85 في المئة ن مصادر الميديا”. وتسيطر 5 شركات على 84.8 في المئة من الميديا، وهي: “مجموعة يونيفرسال للموسيقى” Universal Music Group، “بي أم جي” BMG، “سوني للترفيه والموسيقى” Sony Music Entertainment، “مجموعة وارنر للموسيقى” Warner Music Group و”إي أم أي” EMI. وجلي أن الشركات الخمسة الكبرى في الكابل، تضخ برامج إلى 74 في المئة من مشاهدي الكابل في الولايات المتحدة.
عن المؤلف:
ويترأس البروفيسور لورنس لسيغ – المولود في ولاية داكوتا الجنوبية عام 1961- مركز الأخلاق في مؤسسة إدموند سافار في جامعة هارفرد، بالإضافة إلى عمله أستاذاً للقانون في الجامعة نفسها، وبين عامي 1997 و 2000 شغل لسيغ منصب أستاذ للحقوق في كلية القانون في جامعة ستانفورد، حيث أسس “مركز الإنترنت والمجتمع”، كما أسس حركة “المبدعون العامون” التي ترأسها بين عامي 2001 و2007.
وقبل انخراطه في العمل الأكاديمي، عمل لدى قضاة في المحكمة الفيدرالية العليا في الولايات المتحدة، واشتهر لسيغ بتعمقه في دراسة العلاقة بين القانون والتكنولوجيا، وخصوصاً المعلوماتية والإنترنت، كما اضطلع بدراسة أثر قوانين الملكية الفكرية على تلك العلاقة..
حاز لورنس لسيغ جوائز عدة، مثل “جائزة الحرية لحركة البرمجيات الحرة والوصول المفتوح”، كما سمي بوصفه واحداً من “خمسين رؤيوياً” في الولايات المتحدة، ويحوز عضوية في “المجمع الفلسفي الأمريكي.
This post is also available in: English (الإنجليزية)