الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
أُصيبت أمريكا بصدمة عندما أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي “جيمس كومي” ان هيلاري كلينتون لم تكشف أى معلومات سرية.
هل هربت كلينتوت المحظوظة من العدالة مرة أخرى؟ ليس بهذه السرعة، هذا ما يقوله مراسل التحقيقات ومؤلف الكتاب الأكثر مبيعا ادوارد كلاين.
هناك ما هو أكثر بكثير مما تراه العين وراء المؤتمر الصحفي الصادم والكثير من الأدلة في البريد الإلكتروني بين هيلاري والبيت الأبيض.
في كتابه الجديد المذهل، يكشف كلاين القصة الحقيقية وراء فضائح البريد الالكترونى لهيلارى والألاعيب السياسية القذرة التي أبقتها خطوة واحدة إلى الأمام تهرب من القانون – في الوقت الراهن. كلاين يكشف عما وجده فريق مكتب التحقيقات الفيدرالي والذى يتكون من 150 محقق مع خادم كلينتون.
وكيف تم تهديد كومى بالاستقالة في محاولة من البيت الأبيض للتدخل في التحقيقات، وخطته السرية للف وراء وزارة العدل اذا لزم الأمر. كيف يمكن لتحقيق ليس له مثيل اجراه الكونجرس خلال عام الانتخابات ويكشف عن ادلة مروعة من الفساد على مستوى الخيانة ان يختفي. وماالذي ما زال لدى بيل وهيلارى من حيل في سعيهم للعودة إلى المكتب البيضاوى.
أصل الأزمة
كانت صحيفة “التايمز” قد كشفت أنه وخلال تولي هيلاري كلينتون لمنصب وزيرة للخارجية الأمريكية لفترة أربع سنوات، كانت تستخدم حساب بريد إلكتروني خاص بدلاً من حساب تابع للحكومة الأمريكية. الأمر الذي أثار ضجة وجدلاً كبيراً لاحتمال تعرض السجلات الفيدرالية في الولايات المتحدة للخطر جراء هذا التصرف.
أثارت هذه القصة الكثير من الجلبة حول المخاطر الأمنية التي قد تكون هيلاري كلينتون قد أثرت بها على الأمن القومي الأمريكي خصوصاً إن كانت تستخدم حساباً غير مشفر.
ظهر الخبر بشكل مفاجئ على تويتر ولقي الكثير من التفاعل. طالب الكثير من قراء الخبر بالكشف عن مضمون بريدها الالكتروني الغير مشفر. هنا تطرأ ثلاث أسئلة رئيسية: كيف أنشأت كلينتون الحساب؟ السبب في ذلك؟ وماهي انعكاسات هذا الموضوع على حملتها الانتخابية التي تهيئ لها في عام 2016؟
يمنح المسؤولون الرسميون في الحكومة الأمريكية حساب بريد إلكتروني خاص تابع للحكومة عند توليهم منصبهم. وعلى ما يبدو فقد اختارت هيلاري أن لا تستخدمه. قال الناطق باسم كلينتون في تصريح تلا الخبر “استخدمت السيدة كلينتون كغيرها من وزراء الخارجية قبلها عنوان بريدها الالكتروني الخاص عند مخاطبة أي مسؤولين رسميين آخرين. فلتتولى مهام الحكومة كانت هيلاري تراسل رؤساء الدوائر على حساباتهم الخاصة بالعمل، مع علمها بأنه سيتم تخزين هذه الرسائل…. وتسمح القوانين لموظفي وزارة الخارجية باستخدام حسابات غير تابعة للحكومة، طالما يتم الاحتفاظ بسجلات ملائمة”.
لم يتم الكشف عن خدمة البريد الالكتروني التي استخدمتها هيلاري. لكن صحيفة الواشنطن بوست قالت أنه وفي اليوم الذي عينت فيه هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية في 13 كانون الأول من عام 2009 قام شخص ما بتسجيل وشراء عنوان الانترنت domain باسم clintonemail.com وقد يكون هذا مرتبطاً بلغز الرسائل الالكترونية – بالرغم من أن معرفة اسم النطاق والشاري لا يقول أي شيء عن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها كلينتون – إن اتخذت أي إجراءات – كما لا يكشف شيئاً عن المشكلة الأكبر سواء وافق المجلس القانوني ووزارة الخارجية على قرار استخدام حساب خاص أم لا. هل كان البيت الأبيض والأمن القومي على دراية بذلك؟ هذا إن أخذنا بعين الاعتبار أن الأمن القومي يُعنى إلى حد كبير بالخروقات الأمنية. وقد حصل سابقاَ أن جرد الحرس الشخصي للرئيس باراك أوباما الرئيس من هاتفه blackberry وزودوه بنسخة أكثر أمناً. وحتى الآن لا يعلم أحد نوع حساب البريد الالكتروني الذي يستخدمه رئيس الولايات المتحدة.
بالعودة إلى السؤال عن السبب الذي يدفع هيلاري كلينتون لاستخدام حساب خاص للبريد الالكتروني. هناك مرجع تاريخي يقول أنه وفي عام 2007، اكتشف أن بعض المسؤولين في إدارة الرئيس السابق جورج بوش كانوا يستخدمون حسابات بريد إلكتروني غير تابعة للبيت الأبيض، وقد تم محو الأرشيف الخاص بهذه الحسابات في الوقت الراهن.
اتهم الديمقراطيون في ذلك الوقت بالإضافة إلى مجموعات المصلحة العامة أعضاء إدارة بوش بالسعي لحماية أفعالهم من أمناء السر في سجلات الحكومة، المجموعات المرتبطة بالكونغرس، والصحفيين الذين يملكون حرية الطلب بالوصول إلى سجلات معلومات البيت الأبيض.
سيفترض الكثير من المراقبين أن هيلاري كانت تحاول أن تتخذ تدابير لحماية تحركاتها من أعين المراقبين إلى حين توفير حملتها الانتخابية تفسيراً مقنعاً يثبت العكس. بالنظر إلى تاريخ عائلتها، لن يكون الفرض صادماً. ففي ظل الفضائح التي تحيط بالعائلة، لطالما اتخذ أفراد عائلة كلينتون تدابير ملتوية لحماية سجلاتهم وخصوصيتهم. على أحد المستويات، يمكننا أن نتفهم ذلك تماماً. مع بداية عام 2008، ربحت كلينتون معركة كانت تخوضها لأكثر من عشر أعوام للفوز بمنصب وزيرة للخارجية. وعقب توليها المنصب، عرفت أن خصومها السياسيين في العاصمة وأماكن أخرى، سيسعون لإحراجها في أي موقف ممكن بالادعاءات، إقامة جلسات استماع، والمطالبة بمستندات داخلية، من بينها سجلات اتصالاتها الخاصة. كما من المنصف أن نفترض أن كلينتون كانت واعية وتنوي التخطيط للفوز بحملة انتخابية سيقوم فيها هؤلاء الخصوم باغتنام كل فرصة وكل سجل ومستند يتوفر لهم من تاريخها الماضي.
نجد هنا أن قلق كلينتون مبرر. فمنذ الاعتداء على القنصلية الأمريكية في بنغازي في أيلول من عام 2012، أمضى الجمهوريون وغيرهم الكثير من الوقت والجهد لإلقاء اللوم بالهجوم على هيلاري، وكان واضحاً أنهم لن يوفروا فرصة لتشويه صورتها. ومن المؤكد الآن، أنهم سيستخدمون فضيحة البريد الالكتروني للتذكير مرة أخرى باعتداء بنغازي.
تبقى مسألة التداعيات السياسية عالمياً مسألة منفصلة تماماً. نشرت صحيفة الواشنطن بوست وحملة كلينتون تصريحاً كررت فيه أن وزراء خارجية سابقين كثر ومنهم كولن باول Colin Powell استخدموا حسابات خاصة للبريد الالكتروني في جزء من اتصالاتهم وليس جميعها. يسهم هذا في التغطية على هيلاري بعض الشيء. ومع ذلك يتتابع فرق البحث التابعة للصحفيين والجمهوريين المعارضين البحث ، لكن مالم يأتوا بدلائل أقوى وأكثر دقة، فقد لا تكبر القصة إلى حد خطير.
بالطبع ستكون هذه الكشوفات جزءاً من سلسلة من المقالات السلبية التي ستطارد وتؤثر على الحملة الانتخابية التي توشك كلينتون على الانطلاق بها إذ أنها ستضاف إلى غيرها من الفضائح المتعلقة بجمعية كلينتون لجمع التبرعات Clinton Foundation. هناكل احساس عام لدى كبار السياسة والنقاد، أنه قرار كلينتون تأجيل انطلاقة حملتها الانتخابية قد يكون نتيجة فقدانها السيطرة على هذه الشائعات.
للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية
This post is also available in:
English (الإنجليزية)