الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
أزمة العالم الحديث
لا يحسبن أحد أن هذا الكتاب دعوة إلى الانطواء، بل هو دعوة إلى الفهم الصحيح
والنظر إلى الحضارة الغربية نظرة نقدية بوصفها عملاً إنسانياً يحتمل النقد ولا يعلو
عليه.
والمؤلف قد يبدو شديد الوطأة على الغربيين في نقده وتحليله، لكن الذين يفهمون
العقلية الأوروبية المعاصرة التي لا تستطيع التخلص من أوهامها الراسخة، وأفكارها القديمة
عن الشرق بصفة عامة – والعرب والمسلمين بصفة خاصة – سيدركون أن ما كتبه رينيه جينو فيه كل الإنصاف، لأنه لا يريد هدم حضارة الغرب، ولكنه يسعى إلى إنقاذها بكل طاقته.
ويرى أن عودتها إلى الدين الصحيح هو السبيل الأقوم لتحقيق توازن في مسيرة هذه
الحضارة التي يرى أنه لولا بعض العناصر الصالحة فيها، لما كان لها وجود اليوم .
يتمحور هذا الكتاب (أزمة العالم الحديث) بفصوله التسعة حول محورين بيّنهما المؤلف في مقدمته:
الأولى: (أنّ هذه الحضارة التي يتبجح بها المُحْدَثون لا تحتل مكانة مميزة في تاريخ العالم، وأنّه من الممكن أن تلقى المصير نفسه لحضارات أخرى اختفت عبر أزمنة تتفاوت في قِدَمها، وأنّ بعضها لم يخلّف سوى آثار ضئيلة وبقايا تكاد لا ترى أو لا يمكن التعرف عليها إلا بصعوبة) .
الثانية: أنّه ليس من سبب للاكتفاء بأن نتلقّى بشكل سلبي الفوضى والظلام الذي يبدو للحظات أنّه انتصر.
This post is also available in:
English (الإنجليزية)