الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
الجدران لا تصنع سجناً
تمت ترجمة الكتاب من خلال دار هاشيت أنطوان
بعد أن نجت جولي من جرعات فائقة مرّات لا تُحصى، ولم تلبث أن غاصت في تعاطي الهيرويين مجدّدًا، انتهى الأمر إلى توقيفها وهي في الثالثة والأربعين، فحُكِم عليها بالسجن خمس سنوات.
هناك، خاضت جولي صراعًا من أجل البقاء واستعادة السكينة الداخلية، في مسار إعادة تكوينها لهوّيتها الضائعة.
في الواقع يبدو أن كتابة هذه المذكرات كانت”المنقذ” لجولي.
كانت تمضي الليالي في السجن ودموعها تتساقط وهي تكتب هذه الكلمات بين أيدينا
. وكان الكتابة والسرد بحد ذاته علاجاً لها. يبدو أنها أرادت أن تعطي معنى للحياة وللسنوات الخمس التي قضتها حبيسة القضبان. حتى وصلت للعلاج الدائم وطول العمر كما تقول وهو”أنها أخيراً تصالحت مع نفسها ومع الله”.
الآن تدير “جولي” مدرسة للغات في بيروت، وتكمل دراساتها العليا المتعمقة في منحى آخر وهو “سيكيولوجية الإدمان”.
لماذا عنونت “جولي ” كتابها بهذا العنوان”الجدران لاتصنع سجناً!!”؟.
أسمته إشارة الى أن السجون الخارجية التي تحيط بنا ليست هي السجن بالنسبة لنا حتى وإن بدت كذلك لنا وللآخرين؛ وإنما السجن الحقيقي هو في داخل الإنسان.. عبوديته للمخدر..لأي عادة سيئة ..الخ.
تشير “جولي” الى نقطة مهمة وهي أهمية احتواء السجين داخل السجن، وإعطائه فرصة لينمو ويتعلم.
فالسجن يكسر ويحطم شخصية الانسان. وأيضا ماذا عن مصير الانسان بعد خروجه من السجن؟
وللأسف حتى لو قضى عقوبته وندم وتاب.. يظل من الصعب عليه الاندماج في المجتمع، فالمجتمع لا يحتوي السجين بعد خروجه ولا يتقبله، مما يصعّب عملية اندماجه في المجتمع.
وهذا قد يسبب نكسة كبيرة لمن يخرج من السجن وربما عودة الى طريق الضلال السابق.
ومن ثم لابد أن يكون هناك مشروع وخطة من المؤسسات الحكومية والمدنية لتأهيل السجين للعودة وتأهيل المجتمع. بمعنى أن أكون أنا.. وأنت عزيزي القارئ.. وكل فرد في المجتمع متقبلاً للسجين ومحتوياً له.
ولعل ما يساعدنا على ذلك استشعار أن ما من أحد بمنجاة أو بعصمة من الوقوع في هكذا تجارب – لا سمح الله – سواء الفرد نفسه أو أحد أحبابه.
الكتاب شائق ويفتح الوعي على عالم آخر، وتجربة مختلفة عاشتها”جولي” وأعطتنا الفرصة لمشاركتنا إياها، ودق أجراس صامتة حول أوضاع المساجين لاسيما السجينات من النساء في الوطن العربي. وخصوصاً في السعودية وهؤلاء النسوة لهن وضعهن ربما الأصعب بحكم طبيعة مجتمعنا، فالكثير من هؤلاء النسوة بعد خروجهن من السجن ينتهي بهن المطاف الى أن يكنّ بلا مأوى ولا عائل، ما يجعل عودتهن لذات الطريق الذي قادهن للسجن أول مرة أمراً محتملاً إن لم يكن في شبه المؤكد لاسمح الله!.
ختاماً شكراً لجولي.. التي جعلتنا نطل على هكذا كتاب رائع، ونفكر ملياً في ذواتنا وفي الآخرين، وفي كل من قدر الله عليه لسبب أو لآخر أن يدمن، أو يعيش مرارة السجن.. على أمل ودعاء أن نصل جميعنا الى العلاج أو حتى الوقاية من هكذا تجارب.. وهو ببساطة كما لخصته “جولي”: التصالح مع الذات ومع الله.
المصدر: صحيفة الرياض – د. حنان حسن عطاالله
الجدران لا تصنع سجناً
للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية
https://old.booksplatform.net/ar/product/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%B9%D8%B4%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%8A%D9%84%D9%88%D9%84/
https://old.booksplatform.net/ar/product/خذ-مسافة/
https://old.booksplatform.net/ar/product/رواية-معجم-طنجة-2/
https://old.booksplatform.net/ar/product/ذاكرة-الجسد/
This post is also available in: English (الإنجليزية)