الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
الحياة في مكان آخر
تمت ترجمة الكتاب من خلال المركز الثقافي العربي
“إن جاروميل شاعر، فكيف للمرء أن يكون شاعراً في ظل نظام ديكتاتوري؟
نظام لا تتوفر فيه حرية الفكر.
الإشارة إلى أن ياروميل لم ينعم بالحرية أبداً، يخنقه حب أمه التي تتعقبه حيثما ذهب، حتى في فراش العشقيات؛ وتخنقه إيديولوجيات وشعارات الحزب الشيوعي؛ يخنقه ذلك الأب الذي لم تتسنَ له معرفته؛ يخنقه حبه لفتاة لا يجدها جميلة؛ ويخنقه نظرته الضيقة للعالم..”
غير أن رواية “الحياة في مكان آخر” ليست فقط قصة شاعرة شاب.
بل هي بالأحرى رواية حول حب الآخرين وحب الذات؛ رواية مليئة بالحقائق، وبالطلاوة الكونديرية، بصدق مذهل، بالإنسانية.
إنها رواية تحرَك مشاعر أي كائن بشري، لأن كلَ واحد منَا تساءل ولو لمرة واحدة عن مكان وجود الحياة، وعن مبلغه منها.
أن رواية “الحياة في مكان آخر” رائعة أدبية حول الأدب، وحول من يكتبون فيه، حول الحياة وحول من يعيشونها.
تقع أحداث الرواية في أثناء الحرب العالمية الثانية وفي الفترة التي أعقبتها، تحكي قصة جاروميل، هذا الصبي الذي كان ضحية زواج مليء بعذابات سيَرت حياته إلى الشعر…
إن رواية “الحياة في مكان آخر” هي ثالث عمل في مسيرة كونديرا الإبداعية، وهي من تلك الأعمال النادرة التي لا تكتفي بأن تشعرنا عند إعادة قراءتها بعد سنوات بنفس الإحساس فحسب، بل تمنحنا الشعور …
“بَيْد أن الناس كافّة يأسفون لعدم تمكّنهم من عَيْش حيواتٍ أخرى غير عيشتهم الوحيدة الفريدة.
أتريدون أنتم أيضًا أن تعيشوا كل حيواتكم الافتراضية التي لم تتحقق؟
كل حيواتكم الممكنة؟ فروايتنا تُشبهكم.
هي أيضا تتوق لأن تكون رواياتٍ أخرى، تلك التي كان من المحتمل أن تكونها، و لم تَكُنْها” نحن نتصوّر حيوات أخرى، لكن تفاصيل تلك الحيوات بسطحيتها وبأجزائها المُهمّشة قد يكون صعبًا.
جزء الرواية الأول يدور حول قصة ميلاد الشاعر، وأنت تقرأ العنوان تقرأه بمنتهى الجدّية عن بداية تكوين بطلنا الشاعر، من البداية مثّلت هذه النطفة أي “الشاعر” غلطة ووهما في المشاعر أصبحت واقعًا لا مفر منه، كان ضحية لآمال وطموحات فتاة في الحب، ولحظة طيش للمهندس الأب، وضريبة تلك الفعلة أن فقدت الأم كل حبّ وتملّك وسيطرة حتى على نفسها، وشاخ جسدها وأهملت رُوحها عندما أسرَتها بوليدها فقط لتعوض كل تلك المشاعر الجارفة وتهبها لنطفتها، وأحكمت قبضتها على ذلك الطفل الذي لم يتخلص من روح ولمسة أُمّه التي تلاحقه كقيد لآخر عمره، وكأنّها صارت لعنة على حياته.
يعرض لنا كونديرا نشأة ذلك الشاعر وما امتلكه من كلمات أكبر من سِنّه وكانت مصدر فخر لأمه، تكوّن ذلك الطفل ليثير اعجاب من حوله، وهكذا تحول إلى شخصية متغطرسة ومعتدة بنفسها بشكل فظ حتى مع ضحالتها، وكبرياء وغرور لا سقف ولا رادع له، هذه البذرة السيئة التي تكبر بداخل أي شخص لم يجد من يصفعه .
الحياة في مكان آخر
للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية
This post is also available in:
English (الإنجليزية)