الإنسان يبحث عن المعنى

عنوان الكتاب الإنسان يبحث عن المعنى
المؤلف  فيكتور إيميل فرانكل
الناشر Beacon Press
البلد الولايات المتحدة
تاريخ النشر 1946
عدد الصفحات 211

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

دكتور “فيكتور إميل فرانكل“، مؤلف هذا الكتاب، كان في بعض الأحيان كأنه يوجه كلامه كطبيب نفسي إلى مرضاه، ممن يعانون  العديد من ألوان العذاب القاسية أو الضئيلة، السؤال التالي:”لماذا لم تنتحر”؟ ومن إجاباتهم يستطيع غالبًا أن يجد الخط الذي يهديه إلى مرضاه لكى يعالجهم نفسي

ويعرض فرانكل في هذا الكتاب الخبرة  التي آلت به إلى اكتشافه العلاج بالمعنى. لقد وجد نفسه، كسجين مخضرم في معسكرات الاعتقال، متجردًا متعريًا . فوالداه وأخوه وزوجته قد لقوا حتفهم في معسكرات أو أرسلوهم إلى أفران الإعدام بالغاز، أي أن كل أسرته عدا أخته قد هلكت في هذه المعسكرات. وكل ما يملكه قد ذهب أدراج الرياح، كل قيمة قد تحطمت ليعاني من الجوع والبرد والقسوة، ومن توقع الإبادة في كل ساعة- إنسان هذا شأنه كيف يجد في الحياة ما يجعلها جديرة بالبقاء؟

هذا الطبيب النفسي الذي واجه شخصيًا تلك الظروف الشاذة لهو طبيب نفسي جدير بأن نصغي إليه. فالقارئ يتعلم الكثير مما يحويه هذا الكتاب عن السيرة الذاتية للمؤلف. يعرف القارئ ما الذي يفعله الكائن الحي الإنساني حينما يتحقق فجأة من أنه “لا يملك شيئًا يفقده عدا حياته المتعرية بطريقة تبعث على السخرية”.

وما يقدمه فرانكل من وصف للتدفق المختلط للانفعال والبلادة، إنما يستوقفنا كي ندرك كنهه. يضيف فرانكل، بناء على رجاء من الناشر، يضيف إلى سيرته الذاتية ما اكتسبه من  خبرات في معسكر الاعتقال ، وجزءً آخر يعرض فيه المبادئ الرئيسية للعلاج..

وقبل ذلك كانت معظم الكتب والدراسات المنشورة عن “مدرسة فيينا الثالثة في العلاج النفسي” (قبلها مدرستا فرويد وآدلر) تصدر باللغة الألمانية أساسًا. لذلك سوف يرحب القارئ بهذا الجزء المضاف عن المبادئ الرئيسية للعلاج بالمعنى.

جاء الكتاب في ثلاثة أجزاء:

  • في الجزء الأول منه خبرته داخل المعسكر، وقدّم توصيفًا للأطوار التي يمر بها المعتقل لحظة وصوله، بدءًا من الصدمة، ثم البلادة والموت الانفعالي، إذ يلجأ إليهما ليتحرر من ألمه، فيذكر أكثر من مرة محاولة السجناء عدم التفكير بذويهم إن خلّفتهم الحرب موتى، حتى لا تنتابهم لحظات ضعف. كما أشار إلى غياب تفكير السجناء بالنواحي الجنسية، حتى في منامهم، وسلّط الضوء على أفكار كالفراغ الوجودي، وجوهر الوجود، ومعنى الحياة لدى سجناء يتخذون أرقامًا لا أكثر، ثم يصف فرانكل بذهول ذاك الذي يشير بيده يمينًا أو يسارًا، متحكمًا بموت وحياة الآخرين، فعرف فرانكل فيما بعد أن من اتجه يسارًا هم أصحاب البنية الجسمية الأقوى للاستفادة منهم في العمل، بينما الاتجاه الآخر فهم ضعاف البنية، الذين أعطي لكل واحد منهم صابونة بيده لإيهامه بأنه سيدخل الحمام، وفعلًا تم إدخالهم في غرف الغاز، وحرقهم، ليتم وداعهم مع السحب الخارجة من مداخن تلكم الغرف، كما وأشار إلى استخدام المرح والنكتة بين المعتقلين كوسيلة لمزيد من التماسك اليومي، وكذا تحدث عن سيكولوجية المعتقل بعد الإفراج عنه، وكيف تختل شخصيته ويفقد الإحساس حتى بالسرور.
  • بينما تناول الجزء الثاني من الكتاب المبادئ الأساسية للعلاج بالمعنى، حيث يركّز الشخص أكثر على المعاني التي يجب أن يضطلع بها في مستقبله، والتي تؤكّد على معنى الوجود الإنساني، وهذا المعنى هو القوة الدافعية الأولية في الإنسان، واعتبر فرانكل أن خلاصه في المعسكر كان من خلال الحب، فالحب بنظره هو الهدف الأسمى الذي يمكن أن يطمع إليه الإنسان، وصوّر لنا مشاهد حديثه مع زوجته، رغم أنه لم يكن يعرف إن كانت مازالت على قيد الحياة.
  • أما الجزء الثالث فتناول فكرة التسامي بالذات “إني أجرؤ على القول بأنه لا يوجد في الدنيا شيء يمكن أن يساعد الإنسان بشدة على البقاء حتى في أسوأ الظروف، مثل معرفته بأن هناك معنى لحياته”، فقد يقع أحدنا برأيه ضحية “اللامعنى”، و”الفراغ الوجودي”، و”اللاقيمة”، و”العصاب المعنوي المنشأ”، وغيرها من المظاهر المرضية الكبرى، نتيجة الحرمان من الجمال والخير العدالة والنظام، وغيرها، ليبقى التسامي بالذات برأيه هو الحل الأنجع للتخلص من مثل هذه الأمراض.

عن المؤلف:

فيكتور إميل فرانكل (26 مارس 1905 – 2 سبتمبر 1997) طبيب أعصاب وطبيب نفسي نمساوي، وأحد الناجين من المحرقة.

هو أحد مؤسسي العلاج بالمعنى، الذي هو شكل من أشكال العلاج النفسي الوجودي. يصف في كتابه الشهير الانسان يبحث عن المعنى تجربته كسجين في معسكرات الاعتقال النازية، والتي قادته إلى اكتشاف المعنى في كل أشكال الوجود، حتى في الأشكال الأشد قسوة، وبالتالي إلى اكتشاف دافع للاستمرار بالحياة. أصبح فرانكل شخصية أساسية في مجال العلاج النفسي الوجودي، ومصدر إلهام كبير لعلماء النفس الإنسانيين.

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP