نيجيريا وأفريقيا والولايات المتحدة

عنوان الكتاب نيجيريا وأفريقيا والولايات المتحدة
المؤلف أولايولا أبجونرين
الناشر Lexington Books
البلد الولايات المتحدة الامريكية
تاريخ النشر 2016
عدد الصفحات 286

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

نيجيريا وأفريقيا والولايات المتحدة

يؤكد هذه الكتاب أن وزارة الدفاع الأمريكية تخوض “حرب ظل” جديدة في أفريقيا، باعتبار أن هذه القارة هي ساحة معركة الغد بالنسبة للأمريكيين، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تنشر “حروبا سرية” في القارة من أجل الاستحواذ على الموارد الطبيعية.

ويكشف الكتاب عن كيف ولماذا يحدث هذا؟ موضحا أنه منذ بداية القرن العشرين، تشكلت سياسة الولايات المتحدة تجاه أفريقيا على أساس الأهمية الإستراتيجية للموارد الطبيعية في القارة السمراء، وكيف يمكن استغلالها لصالح أمريكا، فيلقى نظرة على نيجيريا، والتحديات التي تواجهها، خاصة مشاكل التنمية، والحكم الرشيد، والأمن، فضلا عن آثار الإرهاب على هذا البلد الأفريقي الغني بالنفط، والذي يعد الشريك الاستراتيجي الأهم للولايات المتحدة في القارة الأفريقية.

جذور أمريكا الأفريقية

أول اتصال حصل بين أفريقيا وأمريكا كان خارج القارة الأفريقية. كان المستوطنون الأمريكيون في حاجة إلى العبيد لاستغلال ثروات البلد الجديد والنهوض به. وصلت أول “شحنة” من العبيد الولايات المتحدة في بداية القرن السابع عشر. وبالرغم من أن الولايات المتحدة لم “تستورد” إلا 6 بالمائة من مجموع العبيد الذي كان يباع إلا أن الأفارقة الذين لهم جذور متأصلة في أمريكا أصبح يعادل في بعض المناطق الأمريكية 65 بالمائة من عدد السكان.

قبل مدة قصيرة من استقلال المستعمرات البريطانية (4 يونيو/حزيران 1776) أنشأت حركة إلغاء العبودية. و قد بدأت وقتها بعض المدن والمناطق الشمالية في الولايات المتحدة القيام بإلغاء العبودية بصورة تدريجية إلى أن تم إلغاؤها نهائيا عام 1865. و تبقى وضعية السود ” المحررين” بين بعضهم غير متساوية وذلك حسب المناطق التي يسكنوها. 
في عام 1820 استقرت مجموعة من المستعمرين السود الذين حرروا في منروفيا عاصمة ليبريا حاليا. وقاموا بإعطاء هذا الاسم للمدينة إشادة منهم بالرئيس الأمريكي جامس مونرو(1817-1825).

وبدأت حركة الرجوع إلى الأرض الأم أي القارة الأفريقية تأخذ اتجاها يسوده بعض الغموض بين السود الأمريكيين. فبعضهم يريد البقاء في المجتمع الأمريكي والنضال من اجل الحصول على حقوق متساوية مع البيض، والبعض الآخر يريد العودة إلى الأرض الموعودة التي يطالبون بها كحق لهم. وكانت المجموعة الصغيرة التي أرسلتها الجمعية الأمريكية للاستعمار التي أنشأت عام 1816 قد بدأت تفرض وجودها على السكان المحليين في شواطئ منطقة ” الغران”. وفي عام 1847 عندما أصبحت ليبيريا بلدا مستقلا كان الأفريقيون من أصل أمريكي يحتلون مراكز القيادة في هذا البلد.

في بداية سنوات 1870 اضطرت ليبيريا إلى اللجوء إلى القروض الأوروبية والأمريكية. وأصبحت المستعمرة مزدهرة بعدها ولكنها اختارت عند بداية الحرب العالمية الأولى أن تكون في صف الحلفاء متناسية بان ألمانيا كانت الشريك الاقتصادي الأول لها مما سبب إفلاسها بعد ذلك. وكان اكتشاف المعادن الثمينة والتحريض للاستعمار الذي حصل بعد مؤتمر برلين من قبل الأوروبيين لتقاسم أفريقيا وتنمية المزارع فيها وتعزيز البنية التحتية والتجارية، كان حافزا قويا لدى رجال الأعمال الأمريكيين للاهتمام بالقارة الأفريقية .

ففي عام 1920 قامت ليبيريا بتوقيع عقد مع شركة “فيريستون” الأمريكية التي استأجرت من الحكومة الليبيرية أكثر من نصف مليون هكتار من الأراضي لكي تزرع فيها شجرة المطاط وتستغل المعادن التي قد تكتشفها من بعد، ومنها خاصة مناجم الماس، مقابل قرض قدمته للحكومة التي كانت في حالة مالية قريبة من الإفلاس.

من جهته استقبل الملك مانيليك ملك الحبشة مبعوث الرئيس روزفلت ورحب به كثيرا. وكانت فكرة ربط علاقات جديدة مع دولة عظمى لا تنتمي إلى الدول الأوروبية قد أغرت ملك الحبشة الذي لم يكن يتمتع بكل قواه العقلية. و قد وقع اتفاقية مودة وتجارة مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 1909.

وغادر الرئيس روزفلت الرئاسة الأمريكية في شهر مارس /آذار من العام 1909 و في نفس العام قام برحلة “سفاري” إلى أفريقيا الشرقية وكان مصحوبا بالعديد من “العلماء” والخبراء. ولم تكن الولايات المتحدة تعطي من قبل أهمية للقارة الأفريقية وكان اهتمامها فلكوريا و ربما دينيا في بعض الأحيان.

غير أن هذا الاهتمام الجديد أيقظ، ولو بصورة بطيئة، حفيظة جمعيات السود الأمريكيين التي تناضل ضد العنصرية و الحركات التي تنادي بالوحدة الأفريقية. وبدأ يظهر تيار فكري يمثله القسيس التبشيري الأسود ويليام شيبار الذي كان يندد بالتجاوزات والانتهاكات التي يقوم بها البيض البلجيكيون ضد السكان في الكونغو. وكانت لتقاريره عن الوضع في أفريقيا صدى كبيرا في الولايات المتحدة الأمريكية.

في عام 1937 أسس المجلس الأفريقي للأعمال الذي كانت مهمته تلخيص واستنتاج ما يطمح إليه السود الأمريكيون وربطه بمطالب سكان وشعوب الدول الأفريقية المستعمرة. وقد ركزت هذه الجمعية نشاطها على أفريقيا الجنوبية البلد الأفريقي الوحيد الذي كان مستقلا وقتها و على سياسة التمييز العنصري في هذا البلد. و تم منع المجلس الأفريقي للأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1955 عندما بدأت الحملات ضد الشيوعية وما يعرف بالفترة الماكارتية في الولايات المتحدة الأمريكية.

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى قررت الولايات المتحدة تكوين أسطولها السادس في البحر الأبيض المتوسط مما يدل على الأهمية الجديدة التي تعطيها للسواحل الأفريقية. و أنشأت قاعدة عسكرية أمريكية في منروفيا مع نهاية الحرب العالمية الثانية ثم تبعتها قاعدة مصوع باريتريا التي كانت ضمتها أثيوبيا إليها عام 1962. وسمح الأوروبيون لحلفائهم الأمريكيين بإقامة قواعد في المغرب وأفريقيا الجنوبية ومدغشقر ومصر جاعلين منها الطريق التي تؤدي إلى آبار النفط في الشرق الأوسط و آسيا.

نيجيريا وأفريقيا والولايات المتحدة

للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP