لا مكان للاختباء

عنوان الكتاب لا مكان للإختباء
المؤلف جلين جرينوالد
الناشر  Metropolitan Books
البلد الولايات المتحدة الأمريكية
تاريخ النشر 31 مايو 2014
عدد الصفحات 272

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

العنوان هوليوودي بامتياز: “لا مكان للاختباء” للكاتب والإعلامي الأمريكي جلين جرينوالد الذي وجه نفسه فجأة في موقع لا يحسد عليه، لكنه، وهو الذي اعتاد على مهنة البحث في المشاكل ومارسها في عدد من كبريات الصحف الأمريكية، ومن أجل الحقيقة، خاض مغامرات وواجه تحديات في أكثر من بلد وعاصمة، خاض معركته حتى النهاية مسجلاً أحداثها بتفاصيلها الدقيقة والمثيرة .

التفاصيل تتناول علاقته مع إدوارد سنودين التي بدأت عبر الإنترنت ولم تنته بعد، اعتباراً من أن تفاصيل كثيرة أخرى سوف تكشف عن الرجل الذي عرى الإدارة الأمريكية وأجهزتها الاستخباراتية وخصوصاً وكالة الأمن القومي .

“لا مكان للاختباء” كتاب عن المخابرات بامتياز . أحداثه حقيقية وإن كانت تتماهى مع سلسلة أفلام “جيمس بوند” وما احتوته من مغامرات خيالية ومثيرة . فيه نقرأ القصة الكاملة للموظف السابق في الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودين الذي بعد لجوئه إلى روسيا هرباً من ملاحقة السلطات الأمريكية بتهمة الكشف عن وثائق في غاية السرية تمس الأمن القومي، قرّر أن يكشف الحقائق الكاملة للكاتب والإعلامي جلين جرينوالد بتفاصيلها وحيثياته، وبكل ما احتوته من معلومات وأسرار وفضائح .

303 صفحات وتفاصيل كثيرة في أربعة فصول: الاتصال، عشرة أيام في هونغ كونغ، اجمعوا كل شيء، ضرر المراقبة، والسلطة الرابعة، اختصرت القصة الكاملة للموظف السابق في الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودين، نقلها إلى العربية بدقة واحتراف بسام شيحا، راجعها وحرّرها مركز التعريب والبرمجة في الدار العربية للعلوم ناشرون . المذهل في هذه الأحداث، أن في كل فصل يكتشف القارئ، كم تمكنت “العبقرية” الأمريكية من جعل العالم مكشوفاً أمام تقنياتها التواصلية الآخذة بالتطور يوماً بعد يوم، وكم هي الأكاذيب الأمريكية في البيت الأبيض ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية والعسكرية والأمنية والثقافية والاقتصادية، وكم تكبر الخديعة الأمريكية في الحرية والديمقراطية لتجعل من أدوات التواصل لديها جلاّد القرن الحادي والعشرين وقدرته على التحكم بالمصير الكوني .

يكشف سنودين ويعّري دولة المراقبة الأمريكية من خلال سلسلة عناوين تشكل كل منها ساحة كبرى لأسئلة وتحاليل واستنتاجات، منها على سبيل المثال لا الحصر إبراز 56 وثيقة لم تنشر من أرشيف سنودين تتناول: تفاصيل جديدة حول “الموجهات” ومحولات الشبكة، الشركات الشريكة مع وكالة الأمن القومي، مبدأ جمع كل شيء، اعتراض الاتصالات الجوية، علاقات مع شركاء أجانب، تجسس اقتصادي . . . إضافة إلى كيفية اختباء سنودين في هونغ كونغ، والقصة المثيرة التي تكمن خلف نشر التحقيقات الأولى في صحيفة “الغارديان” .

يتكئ المؤلف في بداية “لا مكان للاختباء” على الدستور الأمريكي الذي اتخذه متراساً لا يتزحزح، ثابتاً وحصيناً في الدفاع عن الحرية الفردية والجماعية، في حال تعرّض للملاحقة والمحاكاة في نشره وثائق سنودين . أيضاً كلام السيناتور فرانك تشيرش، رئيس لجنة مختارة من قبل مجلس الشيوخ لدراسة الإجراءات الحكومية المتعلقة بالأنشطة الاستخباراتية عام ،1975 أكدّ فيه أن “حكومة الولايات المتحدة طوّرت قدرة تكنولوجية تمكننا من مراقبة الرسائل التي تنتقل عبر الأثير” . أضاف تشيرش: “يمكن تحويل وجهة هذه القدرة في أي وقت نحو الشعب الأمريكي، ولن تبقى لدى أي أمريكي أي خصوصية مع هذه القدرة على مراقبة كل شيء: المحادثات الهاتفية، البرقيات . . . لا يهم . لن يكون هناك أي مكان للاختباء” .

وما حذّر منه تشيرش تحقق، ليس على الساحة الأمريكية فحسب، إنما على كامل الكرة البشرية، براً وبحراً وجواً . . حتى إذا وصلت العين الأمريكية وأذنها وأنفها إلى مخادع الناس لتلتقط أنفاسهم، بادر سنودين، وقد شغل منصباً عالياً في وكالة الأمن القومي ووطد علاقاته مع عملاء وجواسيس وناشطين سياسيين وعسكريين وأمنيين . فضح “دولة المراقبة” من أعلاها إلى أسفلها . صار مطلوباً على طريقة الغرب الأمريكي حين كان المسدس حاكماً مطلقاً . جعل من ذاته لسان مئات ملايين الأمريكيين الرافضين لإدارة متحكمة تحاول أن تكون روما الجديدة . هي القيصر، ودول وشعوب عبدة لها .

غامر سنودين بحياته من أجل فضح الإدارة الأمريكية، وتمكن من الفرار واللجوء السياسي قبل أن تغدر به العين الأمريكية النافذة وذراعها الطويلة، بينما تابع حامل أسراره جلين جرينوالد المغامرة من باب الكتابة الواسع يروي من خلالها رحلته مع سنودين فيقول: “في شهر أيار/مايو من العام 2013 قصدت هونغ كونغ لمقابلة مخبر متكتم ادعى أن لديه أدلة مذهلة حول تفشي التجسس الحكومي الأمريكي . أصرّ المخبر على التواصل معي عبر قنوات شديدة التشفير فقط، ليتبين لي بعد ذلك أن هذا المصدر لم يكن سوى إدوارد سنودين المتعاقد مع وكالة الأمن القومي، الذي تحولت اعترافاته حول الانتشار الواسع والمبرمج لتجاوزات الوكالة إلى أكثر الأخبار إثارة وشيوعاً في التاريخ المعاصر، ما أثار نقاشات حادة حول الأمن القومي وخصوصية المعلومات” .

تبعاً لهذه الاتصالات السرية والمشفرة بامتياز، والرحلة إلى هونغ كونغ، يجمع جرينوالد كل الأجزاء معاً، مستعيداً تفاصيل لقاءاته مع سنودين التي سبق أن نشرت جريدة “الغارديان” البريطانية قسماً منها، مضيفاً إليها معلومات جديدة ومستجدة . وفاضحاً سوء استخدام وكالة الأمن القومي لسلطتها، وذلك عبر وثائق لم تنشر من قبل زودّه بها سنودين تكشف أسراراً خطيرة عن تورط الوكالة في زرع أجهزة مراقبة داخل موجهات شبكات الإنترنت ومحولاتها ومراقبة جميع الاتصالات الإلكترونية بما فيها اتصالات الطائرات وتمويل أجهزة استخبارات أجنبية للحصول على المعلومات الاجتماعية ومراقبة أنشطة المواطنين الخاصة وغيرها .

هكذا وعبر الكشف عن تجاوزات وكالة الأمن القومي ومن خلال معلومات شديدة السرية زوده بها سنودين وعشرات الوثائق، يثبت جرينوالد في “لا مكان للاختباء”، إخفاق الوكالة في الدفاع عن مصالح الأمريكيين، بالإضافة إلى خداعهم حول أنشطتها عبر نشر معلومات مغلوطة في وسائل إعلامية تابعة لها .

وعليه يوضح سنودين أن العالم يقف عند مفترق طرق تاريخي متسائلاً: “هل سيفضي العرض الرقمي إلى تحرير الفرد وإلى منح الحريات السياسية، الأمرين اللذين يستطيع الإنترنت إطلاق العنان لهما بصورة فريدة، أم أنه سيحدث نظام مراقبة وسيطرة لكل الوجود، على نحو يفوق أحلام حتى أكبر طغاة الماضي” . ويستنتج أنه: “في الوقت الحالي كلا الطريقين ممكن، إن أفعالنا هي التي ستحدد المصير الذي سننتهي إليه.” 

عن المؤلف:

صحفي أمريكي ومحامي دستوري ومؤلف عدد من أكثر الكتب مبيعا في السياسة والقانون

 

 

تمت ترجمة هذا الكتاب بواسطة الدار العربية للعلوم

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP