الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
في جينيالوجيا الأخلاق
تمت ترجمة هذا الكتاب من خلال دار نشر أفريقيا الشرق
في كتابه جينالوجيا الأخلاق الصادر سنة 1887، تناول نيتشه الحديث فيه عن أصل ونقد القيم الأخلاقية. وطرحِ أسئلة متعلقة ببعض المسوشميات (البحث عن اللذة عبر الألم) الأخلاقية والاجتماعية والسياسية..
طارحاً إشكاليات فلسفية، عن أصل الأخلاق و محددات القيم وأصولها التي عرفها الإنسان مند النشيئة الأولى ..
كيف ظهر هذا (الشيء الغامض) الذي هو الشعور بالخطأ، كيف ظهرت هذه الآلهة التي نسميها “الشعور بالذنب”؟ [أليس] التصور الأخلاقي الأساسي لكلمة “خطأ” يرجع أصله إلى فكرة “دَيْن” المادية؟ أو إلى العقاب باعتباره انتقاما قد تطور في استقلالية تامة عن أية فرضية تتعلق بحرية الاختيار والإكراه؟ (جينالوجيا الأخلاق)ّ
يعتبر نيتشه، أن الأقوياء/ النبلاء “الارستقراطيين” من اعتبروا / وفعّلوا / أفعالهم على أنها الصالحة، مانحين أنفسهم الحق في خلق القيم التي فُرضَت على الضعفاء/ العبيد / الخاضعين.. وثم العبيد المستضعفين عملوا على قلب القيم (قيم النبلاء) وإعطاءها معاني جديدة تخدم مصالحهم. لقد حقدوا على السادة فقرروا الانتقام. يقول عن الحقد اليهودي أنه “أعمق وأسمى حقد عرفه العالم”، هو الذي أدى إلى رفع العبيد ووضع السادة من خلال أكذوبة الإله الذي يصلب نفسه من أجل خلاص البشر.
احتقر نيتشه الدين المسيحي بشكل ليس له مثيل, كما اعتبر أن الحضارة الأوروبية على وشك الانهيار في حال ما واصلت تمسكها بالدين المسيحي والمثل العليا القديمة لأن انهيار تلك القيم القديمة سيؤدي لحالة فراغ أو فجوة هي ( العدمية ) .
من هنا تبدأ تظهر ملامح الإنسان الخارق لنيتشه ومفاتيح تلك الشخصية أي الإنسان المتعالي أو السوبرمان وفلسفة إرادة القوة حيث يرى أن الضعفاء في العصور السابقة قاموا بابتداع المثل العليا لتحقيق مآربهم , فقام بمهاجمة كل القيم والمثل العليا القديمة..
في المبحث الثاني من كتابه، يشرح نيتشه كيف استطاعة العبيد جعل السادة يتحولون من سباع ضارية إلى أناس رحماء يؤرقهم تثبيت الضمير على ما اقترفته أيديهم.
“إنهم يتحولون فيها إلى التفكير والاستنتاج والحساب وخلط الأسباب بالنتائج، هؤلاء التعساء ! إنهم يتحولون إلى ضميرهم إلى أعضائهم الأضعف والأعوج. أعتقد أنه لا يوجد على الأرض مثل الشعور بالضيق أكثر إزعاجا وثقلا” ( نيتشه- جينالوجيا الأخلاق).
ينظر نيتشه للدولة إلى كونها جماعة من السباع الشقر، أنها عرق الفاتحين والسادة الذين يَنْقَضّون دون تردد، وهم مسلحون بنظامهم الحربي وبقوة التنظيم.. هذا هو أصل الدولة على الأرض.. يقول نيتشه “وأظن أننا قد أنصفنا أنفسنا من ذلك الوهم الذي يَرُدّ هذا الأصل إلى “العقد”.
عن المؤلف:
فريدريش فيلهيلم نيتشه (15 أكتوبر 1844 – 25 أغسطس 1900) فيلسوف ألماني، ناقد ثقافي، شاعر وملحن ولغوي وباحث في اللاتينية واليونانية. كان لعمله تأثير عميق على الفلسفة الغربية وتاريخ الفكر الحديث.
بدأ حياته المهنية في دراسة فقه اللغة الكلاسيكي، قبل أن يتحول إلى الفلسفة. بعمر الرابعة والعشرين أصبح أستاذ كرسي اللغة في جامعة بازل في 1869، حتى استقال في عام 1879 بسبب المشاكل الصحية التي ابتلي بها معظم حياته، وأكمل العقد التالي من عمره في تأليف أهم كتبه. في عام 1889، وفي سن الرابعة والأربعين، عانى من انهيار وفقدان لكامل قواه العقلية. عاش سنواته الأخيرة في رعاية والدته وشقيقته، حتى توفي عام 1900.
كان من أبرز الممهّدين لعلم النفس وكان عالم لغويات متميز. كتب نصوصاً وكتباً نقدية حول الدين والأخلاق والنفعية والفلسفة المعاصرة المادية والمثالية الألمانية. وكتب عن الرومانسية الألمانية والحداثة أيضاً، بلغة ألمانية بارعة. يُعدّ من بين الفلاسفة الأكثر شيوعاً وتداولاً بين القراء.
كثيراً ما تُفهم أعماله -خطأً أحيانا- على أنها حامل أساسي لأفكار الرومانسية والعدمية ومعاداة السامية وحتى النازية، لكن بعض الدارسين يرفضون هذه المقولات بشدة ويقولون بأنه ضد هذه الاتجاهات كلها.
يُعدّ نيتشه إلهاما للمدارس الوجودية وما بعد الحداثة في مجالي الفلسفة والأدب في أغلب الأحيان. روّج لأفكار اعتقد كثيرون أنها مع التيار اللاعقلاني. استخدمت بعض آرائه فيما بعد من قبل أيديولوجيي الفاشية والنازية. رفض نيتشه المثالية الأفلاطونية، والمسيحية والأديان والميتافيزيقيا بشكل عام. ودعا إلى تبني قيم أخلاقية جديدة، وانتقد الكانتية والهيغلية.
This post is also available in:
English (الإنجليزية)