الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
فلسطين: الواقع
كتاب “فلسطين إليكم الحقيقة” كتاب تاريخى يبحث فى أعماق القضية الفلسطينية، يتناول جذور القضية وحقيقة الوضع الفلسطينى بنظرة موضوعية، فالكتاب عبارة عن دراسة بحثية فى التاريخ الفلسطينى وتاريخ تكوين الكيان الصهيونى، دراسة موضوعية يضعها الكاتب بين أيدى القارىء لهدف صريح أعلنه من خلال عنوان الكتاب، فالكاتب ما قام بهذا العمل إلا بهدف توضيح حقيقة القضية الفلسطينية .
مؤلف الكتاب سياسي وكاتب بريطاني، دافع عن القضية الفلسطينية، ووضع هذا الكتاب في منتصف القرن الماضي، حورب بسببه، ويفضح خيوط المؤامرة على فلسطين، ويعيد للتاريخ اعتباره.
هو الباحث والصحافي البريطاني ج ف ن جيفريز، وكتابه “فلسطين إليكم الحقيقة” صدر مترجماً عن الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر عام 1971 بعد 32 عاماً من صدوره بالإنجليزية، وترجمه أحمد خليل الحاج، وراجعه الدكتور محمد أحمد أنيس، ويروي الكتاب القصة من البداية إلى النهاية، وكيف تواطأ العالم في التمكين لاغتصاب وطن واقتلاع شعب.
يسقط الكتاب كل الأساطير التاريخية التي بني عليها مشروع انتزاع فلسطين من شعبها وتسليمها للصهاينة، بحيث تشعر وأنت تقلب صفحاته بأن المؤلف يردّ بالوثائق على ليكود المؤرخين والمثقفين العرب، المتطوعين في فيالق صفقات التطبيع.
يقول المترجم، في تقديمه الكتاب، إن الصهاينة وشركاءهم من رجال الدولة البريطانيين والأميركيين وغيرهم من الاستعماريين لم يتركوا أي وسيلةٍ يمكن وأده بها إلا لجأوا إليها.. لقد اشتروا طبعاتٍ كاملة منه وأحرقوها، وحين تبين لهم أن الوسيلة ليست نافعة، لجأوا إلى المكتبات البريطانية والفرنسية والأميركية، فاشتروا ذممها بعمولة عدم بيعه على أن تكدّس الكتاب لديها وتنكر وجوده على طالبيه، وكذلك فعلوا مع شركات التوزيع.
أما الوزارة البريطانية التي كانت تضطلع بالحكم، حين صدر، فقد حاولت أن تمنع نشره بصورة مغايرة، لقد حاولت أن تستغل شهامة الرجل الوطنية، فأرسلت إليه من يناشده باسم بريطانيا التي تمر بمحنةٍ عظيمة، بسبب شبح الخطر النازي الفاشي الذي كان يخيم على أوروبا، ويتهدد الوطن البريطاني، ألا ينشر هذا الكتاب في ذلك الحين 1939، قائلة له إن بريطانيا تحاول أن تجمع شعوب أوروبا في جبهة معها لدرء هذا الخطر الغاشم، وأن نشر مخازي بريطانيا في هذا الوقت بالذات، تلك المخازي التي جلبها عليها بعض ساستها السابقين، من شأنه حتما أن يجعل هذه الشعوب لا تثق فيها، فلا تأمن التحالف معها، فيكون هذا الكاتب قد سدّد طعنة نجلاء إلى وطنه.
يقع الكتاب في أربعين فصلاً تملأ 728 صفحة من القطع الكبير، بالإضافة إلى مقدمة من 12 صفحة. ويكتب مؤلفه في المقدمة، شارحاً أسباب إقدامه على هذا العمل، مقتبساً من روبرت بريدجز في “روح الإنسان”:
“ربما نتبين أن حماقاتنا وآثامنا القومية قد استحقت العقاب.. وإذا كنا لا نستطيع، نحن أنفسنا، أن نبدو في هذه التعرية للعفونة أبرياء تماما، فإننا مازلنا أحرارا وصادقين مع أنفسنا، وفي وسعنا أن نطمع في تكفيرها عنا من خلال الندم”.
ماذا يمكن أن يقال أجمل من ذلك في زمنٍ يتنافس فيه عربٌ على كأس العفونة الفكرية، تزلفاً للاحتلال الصهيوني؟!
وعد بلفور
وعد بلفور الذي أعلن في عام 1917، وأعرب فيه وزير الخارجية البريطاني عن تأييده ومساندة بلاده لإقامة دولة يهودية في فلسطين، كان عبارة عن وثيقة أثرت تأثيراً عميقاً على الشرق الأوسط للمائة عام التي تلته.
فلسطين: كان هذا الوعد بمثابة تنفيذ لحسابات شخصية كشف الصحفي جيفريز –ولأول مرة- عن بعض منها في كتابه من خلال درايته الوثيقة ومعلومات حصل عليها من شخصية درامية عاشت أحداث القصة وأيضا من خلال الوثائق ذات الصلة بهذا الوعد .
وقد كتب جيفريز أن وعد بلفور هو عبارة عن نص وافق عليه الصهاينة من جميع الجنسيات وتعهدت بريطانيا للصهاينة بتنفيذه. وعرض جيفريز عن من هم الكتاب الحقيقيون ومن هم أتباع هذا الوعد الذين استخدموا بلفور كقناة لتحقيق أهدافهم السياسية، وقصصهم الشخصية، ودوافعهم، وخداعهم ومؤامراتهم، كما أوضح أيضاً الوعود المكسورة التي وعدتها بريطانيا لحلفائها من العرب الذين تركوا الطريق مجاناً للصهاينة لكي يقيموا دولتهم، ويجردوا العرب الفلسطينيين من وطنهم ويعطون الأرض للشعب اليهودي.
ونجحت الطريقة التي تلاعبت بها بريطانيا وفرنسا بعصبة الأمم التي كانت قد تشكلت حديثاً، ومنحوا أنفسهم الولاية والسيطرة على فلسطين وسوريا ولبنان.
وبهذه الطريقة ادمج وعد بلفور ليصبح حقيقة بعد أن كان في الأصل مجرد رسالة توصى بإقامة منزل وطني يهودي في ولاية فلسطين، مما يعطيهم وضعا لا يستحقونه.
ومن أبرز ما كشف عنه جيفريز أن بريطانيا حكمت بشكل غير قانوني تحت إدارة مدنية بدلاً من إدارة عسكرية، من أغسطس 1920 إلى سبتمبر 1923، وهو انتهاك للاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها.
وكان الحكم المدني غير قانوني لأن معاهدة السلام كانت لم توقع بعد مع تركيا، ولكن البريطانيين انحنوا أمام الضغوط الصهيونية التي كانت لا تريد الحكم العسكري لأنه كان من شأنه أن يمنع التغييرات في الدستور الفلسطيني والتي كانت تسمح للهجرة الصهيونية والحكم الذاتي والتنمية اليهودية في فلسطين.
فلسطين: الواقع
للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية
This post is also available in:
English (الإنجليزية)