الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
هناك حلقة مفقودة بين الرغبة في النجاح وتحقيق النجاح. إنهما عالمان مختلفان. يناقش هارف إيكر في كتابه «أسرار عقلية المليونير»، الجانب النفسي للثراء، فمعادلة الثراء ليست بالبساطة التي نتصورها. فنحن نعيش في عالم تسوده الازدواجية: أعلى وأسفل، أو ساخن وبارد، أو داخل وخارج، أو سريع وبطيء، أو يمين ويسار. هذه مجرد أمثلة لكنها بضعة من آلاف الأقطاب المتنافرة.
ولكي يتواجد أحد الأقطاب، لابد أن يتواجد الآخر. فمن المستحيل أن تكون هناك جهة يمنى بغير جهة يسرى. وبالتالي، فإنه مثلما توجد قوانين خارجية للمال، لابد أن تكون هناك قوانين داخلية. وتشمل القوانين الخارجية أموراً مثل معلومات الأعمال وإدارة الأموال واستراتيجيات الاستثمار، وهي ضرورية. لكن القوانين الداخلية على نفس القدر من الأهمية.
لنأخذ على سبيل المثال النجار وأدواته. فمن الضروري أن يمتلك أحدث الأدوات، لكن الأكثر أهمية أن يكون نجارا بارعا يستطيع استخدام هذه الأدوات بمهارة. ويرسم لنا المؤلف المليونير مخططاً لنصبح أثرياء مثله، أو على الأقل ناجحين ماليا. ومن هذا المخطط، نعرف أن الوجود في المكان المناسب في الوقت المناسب ليس كافياً. لا بد أن تكون الشخص المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب.
من أنت؟ كيف تفكر؟ ما هي معتقداتك؟ ما هي عاداتك وصفاتك؟ كيف تشعر عادة تجاه نفسك؟ ما حجم ثقتك بنفسك؟ إلى أي مدى تستطيع التواصل مع الآخرين؟ ما مدى ثقتك بالآخرين؟ هل تشعر بالفعل أنك تستحق الثروة؟ ما هي قدرتك على التصرف بالرغم من الخوف والقلق وعدم الملاءمة وعدم الارتياح؟ هل تستطيع التصرف حين يكون مزاجك متعكرا ؟
حقيقة الأمر أن برنامج العمل الذي تضعه لإدارة الأموال والتي تمثلها شخصيتك وتفكيرك ومعتقداتك هي جزء هام مما يحدد مستوى نجاحك، إذ تبين خطة تشغيل المال منحى تفكيرك ومقومات شخصيتك وما تأمله من نجاح.
لا تتمتع الأغلبية الساحقة من الناس بالقدرة الداخلية على الابتكار والإبداع والاحتفاظ بمبالغ كبيرة من المال والصمود في وجه التحديات المتراكمة التي تصاحب ازدياد المال والنجاح. على المستوى الخارجي، فإن اللوم في خسارة المال يقع دائما على سوء حظ أو تدهور في الاقتصاد، أو شريك سيء أو ما هو غير ذلك. ولكن على المستوى الداخلي، فهذه مسألة أخرى.
فمثلا إذا خضت مجال الأعمال بمبلغ كبير من المال وأنت غير مستعد له داخلياً، فإن الاحتمالات هي ان تكون ثروتك قصيرة الأجل أو أنك ستخسرها (كأن يضارب أحدهم بمبلغ كبير في بورصة الأوراق المالية دون دراسة لأحوال السوق، معتقدا أن ذكاءه يكفي لتحقيق الربح، لكن يحدث العكس حين يهبط سعر الأسهم فيخسر كل ماله: فالعيب هنا هو قصور التفكير وسوء التقدير وليس السوق نفسه). أمر آخر، فبالرغم من أن بعض الأغنياء قد يخسرون جميع مايملكون لأي سبب من الأسباب، فإنهم لا يخسرون أهم مكون لنجاحهم: عقلية المليونير، وهذا ما يفسر عودتهم من جديد إلى عالم الثراء.
This post is also available in:
English (الإنجليزية)