الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

الشيطان في التاريخ

في إحدى أمسيات شهر يونيو (حزيران) عام 1940، كان هناك حشد متحمس في برلين ينتظر وصول أدولف هتلر إلى دار الأوبرا. كان الجيش الألماني يحقق انتصارا تلو الآخر في أوروبا في ذلك الوقت، وعندما دخل الدكتاتور إلى القاعة أخيرا، حياه الجمهور بهتافات حماسية «يحيا النصر»، «يحيا هتلر»، «يحيا القائد»!

كانت معاهدة عدم الاعتداء بين ألمانيا والاتحاد السوفياتي التي أبرمت عام 1939 سارية في ذلك الوقت، وكان من بين الحضور في تلك الليلة فاليتين بيريزكوف مترجم ستالين.

أشار المترجم في مذكراته: «عندما كنت أشاهد كل هذا، كنت أفكر – وأخافتني أفكاري – إلى أي مدى يوجد تشابه بين ما حدث هنا واجتماعاتنا ومؤتمراتنا عندما يدخل ستالين إلى قاعة المؤتمرات.

إنه الترحيب الحماسي المدوي الذي لا ينتهي. إنها تقريبا الهتافات الهستيرية ذاتها (المجد لستالين)! (المجد للقائد»).

غالبا ما يشار إلى نقاط التشابه بين الشيوعية والفاشية، مما يشعل جدلا لا ينتهي حول ما إذا كانت هاتان الحركتان متشابهتين في الأساس أم مختلفتين.

يقدم كتاب «الشيطان في التاريخ» وهو من تأليف خبير العلوم السياسية فلاديمير تيسمانينو، نظرة جديدة بصدق في هذا الشأن، حيث يستخلص دروسا باقية من التجارب المروعة في القرن الماضي مع النظم الشمولية.

بدلا من كتابة بحث تاريخي، قرر تيسمانينو إعداد «تفسير سياسي وفلسفي لكيف يمكن أن تؤدي الطموحات الخيالية المتطرفة إلى كوابيس مثل المعسكرات السوفياتية والنازية التي تمثلها كوليما وأوشفيتز».

يعد الكتاب، الذي يعتمد على رحلة المؤلف الفكرية الشخصية، مقالا موسعا يتناول التفسيرات المتطورة للشيوعية والفاشية.

يتطرق تيسمانينو إلى العديد من الأسئلة التي ربما لا يقدم إجابات لها جميعا، ولكنه بذلك يعيد طرح نقاشات مهمة حول الآيديولوجيات السابقة بل وأيضا الحالية والمستقبلية.

لم يختف العداء تجاه الليبرالية والذي وجده المؤلف راسخا في كلتا الحركتين الشموليتين، ويجب أن يظل العالم الليبرالي اليوم حذرا أمام مظاهره المعاصرة.

الشيطان في التاريخ

للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP