اليورو..كيف يهدد مستقبل أوروبا؟

عنوان الكتاب اليورو..كيف يهدد مستقبل أوروبا؟
المؤلف جوزيف ستيغليتز
الناشر  W. W. Norton & Company
البلد أمريكا
تاريخ النشر August 16, 2016
عدد الصفحات 448

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

اليورو..كيف يهدد مستقبل أوروبا؟

تعيش منطقة اليورو، أي البلدان الأوروبية التي تبنّت العملة الموحّدة منذ عام 1992، حالة من الأزمة التي وصلت بأحد بلدانهاــ اليونان ــ إلى حالة الإفلاس التام.

هذا في الوقت الذي تعيش فيه أغلبية البلدان المعنية ــ باستثناء الحالة الألمانية ــ وعلى رأسها فرنسا وإيطاليا وأسبانيا والمملكة المتحدة البريطانية ــ التي قرر مواطنوها الخروج من أوروبا الموحّدة في استفتاء عام قبل أشهر ــ حالة من الأزمة والجمود الاقتصادي.

والباحث الاقتصادي الشهير «جوزيف ستيغليتز»، الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد ورئيس فريق اقتصاديي البنك الدولي لسنوات طويلة، يكرّس كتابه الأخير للعملة الأوروبية الموحّدة ولشرح المسار الذي دفع ببلدانه إلى مستنقع الأزمات. يحمل الكتاب عنوان «اليورو، وكيف يهدد مستقبل أوروبا».

في الصفحات الأولى من الكتاب يقدّم المؤلف «صورة قاتمة» لأوروبا مشيرا إلى أن «العالم يعيش باستمرار في الحقبة الراهنة تحت وقع الأخبار الرهيبة القادمة من أوروبا». وهذا ما يجده في واقع أن «اليونان تعاني من الكساد.

حيث إن أكثر من نصف شبابها يعانون من البطالة». وتبلغ نسبة البطالة على المستوى العام 25 بالمائة، ونسبة 25 بالمائة هي أيضا تلك التي عرفها الدخل القومي اليوناني «انخفاضاً» بعد تبنّي العملة الأوروبية الموحّدة.

بالتوازي «يتقدّم اليمين المتطرّف كثيراً في فرنسا» و«نجح الانفصاليون من دعاة الاستقلال في كاتالونيا ــ منطقة برشلونة ــ الذين ينادون بالقطيعة مع إسبانيا في نيل الأغلبية ببرلمان الإقليم». ويشير المؤلف أنه حتى «النجاح» الإسباني في تقليص نسبة البطالة من 26 بالمائة عام 2013 إلى 20 بالمائة في مطلع عام 2016، إنما هو، أي النجاح، بمثابة «فشل».

ويصل المؤلف في حصيلة التوصيف الذي يقدّمه لحالة منطقة اليورو إلى نتيجة أساسية يصوغها في الجملة التالية ومفادها: «في الوقت الذي يتوجّه فيه مخطوط هذا الكتاب إلى المطبعة تعرف عدّة بلدان أوروبية نهاية عقد ضائع.

ذلك أن الدخل القومي فيها بالنسبة لدخل الفرد هو دون ما كان عليه في الفترة التي سبقت نشوب الأزمة المالية والاقتصادية الكبرى الأخيرة».

فما الذي جرى؟ ألم يكن ممكنا تسيير أمور الاقتصاد في أوروبا بشكل أفضل ؟ أين مفتاح اللغز؟ ولماذا تتدهور أوروبا اقتصادياً بينما يتقدّم الآخرون ؟.

على مثل هذه الأسئلة والعديد غيرها من نفس الطبيعة التي يطرحها المؤلف يجيب بالقول: «المسألة بسيطة…ويكمن جوهر ذلك كلّه في قرار تمّ اتخاذه عام 1992 بتبنّي عملة أوروبية موحّدة ــ اليورو ــ ولكن دون إيجاد المؤسسات التي تجعل تلك العملة الموحّدة تعمل بصورة جيّدة».

يشرح المؤلف بهذا الصدد أنه «لا يمكن للمنظومات المالية الجيّدة أن تضمن تحقيق الازدهار…لكن بالمقابل يمكن للمنظومات المالية السيئة أن تقود إلى التقهقر والكساد».

والإشارة في هذا السياق أن حالة «الكساد» التي عرفتها الولايات المتحدة الأميركية في نهاية القرن التاسع عشر تعود إلى تبني «الذهب» كمعيار لقيمة العملة وبالنتيجة بالقياس إلى مختلف العملات الأخرى. لكن عندما لم يتم اكتشاف كميّات كافية من الذهب انخفض سعر المنتجات العادية التي تقاس قيمتها بالذهب.

ويحمّل المؤلف قدراً هاماً من المسؤولية فيما آلت إليه منطقة اليورو إلى العولمة، وبدقّة أكثر للطريقة التي عمل بها النموذج ــ الموديل ــ الحالي من العولمة.

يحدد «ستيغليتز» القول إن العولمة بـ «صيغتها الحالية» تعمل لمصلحة البعض. ويشرح أن مختلف اتفاقيات التجارة عبر المحيطين الأطلسي والهادي ــ الباسيفيكي ــ جرى ابرامها «حول طاولة في غرف مغلقة من قبل القادة السياسيين والشركات الكبرى صاحبة المصلحة في ذلك».

ولا يتردد جوزيف ستيغليتز في التأكيد أن اليورو مسؤول إلى حد كبير عن استمرار الأزمة التي تعيشها أوروبا منذ عام 2008.

وليس في استمراها فحسب، ولكن أيضا في عمقها. من هنا يرى أنه إذا كان من العسير القيام بعملية «إصلاح في العمق» للعملة الأوروبية الموحّدة فإنه حريٌّ بالجميع تنظيم عملية «انفصال» ودّي بالتوافق. ذلك أن آلية عمله، أي اليورو، تسير نحو التقهقر.

والإشارة في هذا الإطار أن تعلّق بعض البلدان باليورو يقوم على خلفية الاعتقاد أن إصرار اليونان وإسبانيا مثلا على عدم الخروج من منطقة اليورو يقوم على اعتقادها أنها تثبت بذلك انتماءها الأوروبي «أوروبيتها».

لكن هذا يجد ما يخالفه في الواقع. هكذا تنتمي السويد إلى الاتحاد الأوروبي وهي إحدى دوله الفعّالة، لكنها احتفظت مع ذلك بعملتها.

ويشرح المؤلف بهذا الصدد أنه حتى لو توفرت مثلا لدى بلدان منطقة اليورو إرادة إنشاء «اتحاد مصرفي» فإن الألمان سوف «يكبحون» مثل ذلك المشروع حول النقطة الأكثر أهمية.

ويقصد بذلك تأمين «الضمان المشترك للودائع» الذي يضمن وحده عدم هروب الأموال في البلدان التي تعرف بنوكها بعض الهشاشة.

المطلوب، كما يشرح المؤلف، هو «إنقاذ أوروبا وليس إنقاذ اليورو». ذلك أن هذه العملة تشكّل تهديداً بالنسبة للقارّة القديمة، كما يشير عنوان الكتاب نفسه.

هذا ورؤية الواقع الذي أنتجه اليورو مواجهة ودون مواربة. وهو أن وضع أوروبا الاقتصادي في زمن اليورو أسوأ مما كان قبله. وكان النمو أكبر حتى بالنسبة لليونان.

وفي محصّلة التحليل المقدّمة يركّز المؤلف،الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد، على فكرة أساسية تتكرر بأشكال مختلفة تعبر عنها الجملة التالية ومفادها أن «مشروع العملة الأوروبية الموحّدة جرى تصميمه تحت تأثيرات مقتضيات الإيديولوجيا والمصالح الخاصّة.

لذلك لم يفشل ذلك المشروع في تحقيق هدفه الاقتصادي والازدهار فحسب، ولكنه فشل أيضا في طموح التقريب بين البلدان المعنيّة».

إن المؤلف يركز في هذا الكتاب على شرح ما يصفه بـ«التناقضات» التي لازمت عملة ــ اليورو، مبينا أنه كان الهدف الرئيسي منها أن تقارب بين شعوب البلدان المعنيّة بها وتؤمّن بالتوازي مع ذلك قدراً كبيراً من الازدهار الاقتصادي ومن تحسين مستوى معيشة مواطنيها.

لكن الأمر انتهى، كما يشرح، إلى التفريق بين الشعوب المعنيّة وإلى كبح تقدم اقتصاداتها.

المؤلف في سطور

جوزيف ستيغليتز. اقتصادي أميركي. عمل لسنوات كرئيس لفريق الاقتصاديين في البنك الدولي. حاز عام 200 على جائزة نوبل للاقتصاد.

من مؤلفاته: «ثمن عدم المساواة» و«انتصار الجشع»…الخ.

اليورو..كيف يهدد مستقبل أوروبا؟

للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية

 

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP