تعاضد الفن والعلم دعامة المواجهة

عنوان الكتاب تعاضد الفن والعلم دعامة المواجهة
المؤلف مايكل مان وتوم تولز
البلد جامعة كولومبيا
تاريخ النشر</td > 27 سبتمبر 2016
عدد الصفحات 208

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

يمكن أن يشكل كتاب «إنكار تغير المناخ مرادف للجنون.. عندما يتعاون الأكاديمي والفنان على تعميق وعي القراء»، لمؤلفيه مايكل مان وتوم تولز، نموذجاً للتعاون بين العلم والفن في سبيل النهوض بالمهمة – الرسالة السامية التي يحملها على أبناء المجتمع المعاصر، من علماء – مفكرين.. ومن فنانين مبدعين. وهو نموذج تبرز وتلح بقوة أهمية احتذائه على مستوى الوطن العربي.
ويتناول مؤلفا الكتاب واحدة من أهم وأعقد القضايا المعاصرة وهي قضية تغير المناخ، عارضين ومناقشين ومحللين الأخطار الناجمة عن هذه المتغيرات الكوكبية، ويركزا أيضا على الرد على من ينكرون هذه الظاهرة الخطيرة من علماء ومفكرين وأصحاب مصالح..
ولكن بأسلوب يجمع بين العمق في الفكر والتشويق في التحليل فضلاً عن تزويد هذا كله برسومات ساخرة ومتعمقة بدورها وبحيث تصل الرسالة المنشورة إلى جماهير القراء العاديين، بكل ما تسعى إليه من عمق في الفكر واستنارة في الرؤية وقدرة واعية على متابعة التطورات.
ومؤلفا الكتاب، ضليعان بهذه المسألة، فالبروفيسور مايكل مان هو أستاذ وباحث مخضرم في علوم الغلاف الجوي المحيط بكوكب الأرض بجامعة «بن» في الولايات المتحدة. أما زميله في عروض الكتاب فهو الفنان توم تولز – رسام الكاريكاتور في جريدة «الواشنطن بوست» الحاصل على جائزة «بولتزر» الأميركية الرفيعة في المجال الصحافي.
اتبع المؤلفان أسلوباً شيقاً في تناول طروحات الكتاب، حيث استثمر الأول (الكاتب المتخصص في الشأن البيئي: مايكل مان)، مهاراته في السرد الصحافي متعاوناً مع المؤلف الثاني (الفنان- رسام الكاريكاتور السياسي: توم تولز) الذي أضفت رسوماته الساخرة لمسة من الوضوح والحيوية والجاذبية أفادت في التخفيف من صرامة مناقشة القضايا العلمية – البيولوجية والمناخية والاقتصادية والصحية، التي حفلت بها صفحات هذا الكتاب الذي يضم 8 فصول تبدأ بمقدمة استهلال يجيب فيها المؤلفان..
الباحث والرسام، على السؤال البديهي:.. لماذا أقدمنا على تأليف هذا الكتاب؟ ومن ثم يمضي المؤلفان إلى حيث تعرض سائر فصول الكتاب لأساسيات ظاهرة تغير المناخ، ولما يقابلها من خطر إنكار الظاهرة المذكورة.
ويورد المؤلفان اقتباساً من شكسبير! وهما يستهلّان الفصل السادس بعنوان بليغ وطريف هو:.. أيها النفاق.. إن اسمك هو إنكار تغير المناخ.
ثم يختم الكتاب طروحات (الفصل السابع- قبل الأخير)، بعرض أكثر تفصيلاً وأشد عمقاً حول الأضرار التي يمكن أن تلحق بكوكب الأرض، وطبعاً بما يضمه الكوكب المذكور من كائنات حية وما يتشكل على مهاده من تضاريس وما يتحكم في حركته وإيقاعاته من نظم وقوانين، فما بالنا ونحن – البشر- لا نملك مسكناً ومثوى سواه، على الأقل حتى صدور الكتاب وكتابة هذه السطور.
ويشدد الكتاب على أهمية التحوّل بظاهرة – قضية تغير المناخ إلى حيث تصبح أقرب إلى الهاجس الشعبي والهّم الجماهيري الذي يحتل بؤرة الوعي عند المواطن العادي، غير المتخصص.
ولا يغفل المؤلفان في تمهيد نقاشهما قضية الكتاب، الاشارة الى الكثير من المستجدات والمتغيرات التي تعاقبت وتراكمت فمست موضوعة البحث، ومن ذلك مثلاً ما طرأ على لفظة «بيئة» من تبديل في المعنى والدلالة.. فحتى انتصاف القرن العشرين كان مصطلح «بيئة»، ينصرف في الاستخدام الدارج إلى انخفاض – أحياناً انحطاط -المستوى المعيشي أو التعليمي أو الثقافي.
لكن مرور الأيام عبر النصف الثاني من القرن المذكور ما لبث أن أضفى على مصطلح «البيئة» قدراً لا ينكر من الاهتمام ومن ثم التقدير والاحترام. وربما يرجع الفضل في هذا التغيير إلى المواطِنة الأميركية «راشيل كارسون» (1907 – 1964) التي تخصصت في علوم البيولوجيا وعكفت على رصد هجرات الطيور وربطت بين مصارع الطيور وتفشّي استخدام المبيدات الكيميائية، ومن ثم أصدرت كتابها المرجعي الرائد بعنوان «الربيع الصامت» وكان ذلك تحديداً في شهر سبتمبر من عام 1962.
فمن يومها استردت كلمة «البيئة» اعتبارها لتصبح مبحثاً علمياً له احترامه، حيث بلغ هذا الاحترام ذروته مع انعقاد المؤتمر الدولي المعقود في ريو دي جانيرو- البرازيل في عام 1992 تحت عنوان «مؤتمر البيئة والتنمية».
وكان لابد وأن يتفرع عن «مؤتمر ريو» اهتمامات شتى وقضايا متنوعة لايزال على رأسها القضية المحورية التي ما برحت تقضّ مضاجع البشرية وهي:.. تغير المناخ. وهي القضية التي تناولها بالدرس والتركيز مؤتمر قمة المناخ المعقود في باريس- نوفمبر 2015.

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP