الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
عقل الإرهابي: ديفيد هيدلي، مذبحة مومباي، وثأره الأوروبي
يروي الصحفي المخضرم كاري سورنسن في كتابه “عقل الإرهابي” (The Mind of a Terrorist)، القصة المقلقة لـ”ديفيد هيدلي”، العقل المدبر لهجمات 2008 في مومباي، والتي قتلت 166 شخصا من بينهم 6 أميركيين.
وأوضح سورنسن في كتابه الصادر عن دار أركاد (Arcade Publishing) بالولايات المتحدة، والذي يستند إلى تقارير مكثفة ومقابلات شهود عيان، ووثائق ورسائل البريد الإلكتروني التي كتبها هيدلي ، نظرة غير مسبوقة عن عقل الإرهابي.
ديفيد هيدلي ولد في عام 1960، نشأ من أم أمريكية وأب باكستاني، عاش حياته بين الشرق والغرب ، حتى عمل كمخبر للحكومة الأمريكية، وبعد حادث مومباي بشهرين توجه إلى كوبنهاغن لتخطيط لعمل إرهابي آخر بمساعدة خلايا للقاعدة في أوروبا.
اعترف هيدلي بقيامه بمهمة استطلاعية في مومباي ويعد من أهم شهود الحكومة ضد شريكه في الجريمة طاهور رانا. وقال هيدلي في شهادته إن عسكر طيبة “كانوا يعملون تحت مظلة الاستخبارات الباكستانية” حتى بعد أن تم حظر الجماعة الإرهابية في باكستان عام 2001 وإنه كان هناك تنسيق بين الاستخبارات الباكستانية وعسكر طيبة، حيث قدمت المساعدة المالية والعسكرية والدعم المعنوي للجماعة.
وقال هيدلي إنه بعد أن تدرب لمدة 3 سنوات مع عسكر طيبة، جنده “الرائد علي” من الاستخبارات الباكستانية عندما تم إلقاء القبض عليه بالقرب من الحدود الأفغانية عام 2006. وأحاله الرائد علي إلى ضابط يعرف باسم “الرائد إقبال” الذي أصبح المسؤول عنه وعمل وحده لكن بالتنسيق مع قادة عسكر طيبة وأدار العملية الاستطلاعية التي قام بها هيدلي في الهند ومنحه 25 ألف دولار لتمويل العملية.
وأضاف هيدلي أنه كان يطلع إقبال أولا قبل عسكر طيبة. وشارك إقبال في التخطيط لهجمات مومباي من خلال اختيار الهدف وطريقة الهجوم البرمائي وتأمين منزل آمن لمسلحي عسكر طيبة على سبيل المثال. وقال: “لقد كان كل هذا يتم من خلال التنسيق، لكن كان الرائد إقبال هو من يصدر التعليمات”.
هجمات
هجمات نوفمبر 2008 في مومباي العاصمة الاقتصادية لجمهورية الهند، هي مجموعة من الهجمات الإرهابية شبه المتزامنة بدأت أحداثها ليل الأربعاء 26 نوفمبر 2008، قامت بها مجموعات من المسلحين على عدد من الفنادق الفاخرة والمطاعم الشهيرة والمستشفيات ومحطات القطارات المكتظة في المدينة التي يزيد عدد سكانها عن 13 مليون نسمة، مماتسبب في مقتل 195 شخص، وجرح مئات آخرين واحتجاز عدة سياح أجانب، وذكر مسؤولون إن من بين القتلى في الهجمات “هيمانت كاركاري” رئيس قسم مكافحة الإرهاب في شرطة مومباي.
واستمرت العمليات الأمنية ضد المهاجمين الذين تحصنوا في عدد من المواقع بينها مركز يهودي وفندق تاج محل حتى أعلنت الشرطة الهندية السبت 29 نوفمبر 2008 انتهاء حالة “حصار مومباي”.
من بين المواقع التي استهدفتها الهجمات “فندق برج وقصر تاج محل” الشهير في المدينة والذي يعتبر من أهم معالمها، والذي شوهدت سحابة ضخمة من الدخان الأسود والنيران التي اندلعت فيه، بعد القاء المهاجمين عدد من القنابل داخله وحوله، ثم قاموا باحتجاز مجموعة من الرهائن في الفندق، كذلك “فندق أوبروي ترايدنت” الفخم في المدينة الذي حاول الجيش الهندي اقتحامه. إلا أن مجموعة من الرهائن لا تزال محتجزة بداخله.
وشملت الهجمات محطة شاهترابتي شيفاجي المركزية (فيكتوريا سابقا) للقطارات والتي تعد من معالم المدينة.
ومن بين المواقع التي استهدفت مجمع سكني هو “ناريمان هاوس” حيث يقطن مجموعة من اليهود والإسرائيليين، ويوجد بداخله مركز ثقافي يهودي حيث قتل المسلحون اثنان في شقتهم إضافة إلى فتى مراهق قضى عندما قفز من شقته، كما احتجز عدد من الرهائن في المبنى بينهم حاخام وزوجته. فيما ظل مسلحون يحتجزون رهائن داخل المركز لتنتهي العملة في 28 نوفمبر باقتحام قوات كوماندوز هندية المركز وقتل مسلحين اثنين في حين عثرت على 5 رهائن داخل المركز قتلى.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت رفض الهند لمساعدة عسكرية عرضت تقديمها إسرائيل لغرض تحرير الرهائن المحتجزين في مومباي، حيث ذكر أن وزارة الدفاع الإسرائيلية أن طائرة خاصة كانت جاهزة للاقلاع إلى الهند لهذه الغرض, إلا أن نيودلهي رفضت العرض.
وصرح رئيس وزراء ولاية مهاراشترا الهندية أن قوات الشرطة الهندية “قتلت رميا بالرصاص أربعة إرهابيين ونجحت في اعتقال تسعة يشتبه بأنهم إرهابيون”.
اعترافات ديفيد هيدلي
كشف ديفيد هيدلي، أن الاستخبارات الباكستانية لعبت دوراً في الهجوم، إذ ذكر أنه كان يجتمع بضابطين يعملان في جهاز الإستخبارات الباكستاني خلال مراحل تنفيذ العملية.
حرصت السلطات الهندية على عزل المتهم هيدلي على أمل الحصول على أدلة توضح دور الحكومة الباكستانية في تفجيرات مومباي، والتي راح ضحيتها 163 شخصاً.
وأدلى هيدلي باعترافات جديدة لم يسبق له التحدث عنها، في جلسة استجواب عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.
وسعت الحكومة الهندية إلى الحصول على أدلة رسمية تكشف المتورطين في تنفيذ هجوم مومباي، لممارسة نوع من الضغط على الحكومة الباكستانية لاتخاذ عقوبات ضد المتآمرين.
وقال هيدلي في جلسة الاستجواب التي أشرف عليها المدعي العام الهندي اوجال نيكام، إنه «تواصل مع جهاز الاستخبارات الباكستاني من طريق شخصين هما الرائد اقبال والرائد علي»، مضيفاً أنه «تعرضت مومباي إلى محاولتي تفجير قبل الهجوم الأخير، إلا أن كلتا العمليتين باءتا بالفشل».
وأكد المتهم «وجود علاقات وثيقة تربط بين جهاز الاستخبارات الباكستاني وقيادة تنظيم عسكر طيبة».
وقام هيدلي بطلب من الجماعة بتغيير اسمه الحقيقي في شهادة الميلاد ليتمكن من الدخول إلى الهند والخروج منها بسهولة، ما سمح له بزيارتها سبع مرات قبل التفجيرات.
وبدأ هيدلي في العام 2002، تدريبات عسكرية مع الجماعة استمرت عامين، تدرب خلالها على استخدام أسلحة رشاشة متطورة من طراز «ايه كي 47».
وأُلقي القبض عليه في العام 2009، بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي ضد صحيفة دنماركية، لكن تعاونه مع المحققين في العام 2011، ساهم في خفض عقوبته من الإعدام إلى السجن مدى الحياة.
وعرضت الولايات المتحدة الأميركية مكافأة مالية بقيمة 10 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تقودها إلى مكان مؤسس الجماعة الإرهابية حافظ محمد سعيد.
يذكر أن المحكمة العليا في إقليم البنجاب الباكستاني، أمرت بإطلاق زكي الرحمن الأخوي المشتبه في أنه العقل المدبر لتفجيرات مومباي.
واستدعت الخارجية الهندية السفير الباكستاني في نيودلهي، بعد قرار المحكمة العليا في إسلام آباد في 18 كانون الأول (ديسمبر) 2014، إطلاق الأخوي.
ووصفت نيودلهي الإفراج عنه بأنه «صفعة لضحايا هجمات مومباي» التي نفذها 10 مسلحون تسللوا على متن زورق من مدينة كراتشي الباكستانية، وقضوا ثلاثة أيام يطلقون الرصاص والقنابل اليدوية في المدينة.
وطالبت نيودلهي المجتمع الدولي باتخاذ موقف قوي حول ما أسمته «سياسة باكستان المزدوجة في مواجهة الإرهاب».
عقل الإرهابي: ديفيد هيدلي، مذبحة مومباي، وثأره الأوروبي
للمزيد من الكتب، اضغط هنا
https://old.booksplatform.net/ar/product/a-lepreuve-du-terrorisme-les-pouvoirs-de-letat/
https://old.booksplatform.net/ar/product/ekhtera3/
https://old.booksplatform.net/ar/product/national-security-in-saudi-arabia-threats-responses-and-challenges/
This post is also available in: English (الإنجليزية)