الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
متحف البراءة
تمت الترجمة من خلال دار الشروق
لكن هذا مجرد خيط، يفتله أورهان باموق بمهارة. فنحن بصدد ما يشبه الملحمة الروائية، التي يروي عبرها باموق سيرة قصة حب، غير عادية، لأنها تنتهي بأن صاحبها يرغب في توثيقها في صنع متحف، من مقتنيات جمعها من أشياء لمستها حبيبته، أو استخدمتها، أو سجائر دخنتها، أو ملابس ارتدتها.
تبدأ أحداث “متحف البراءة” في العام 1975، حينما كان “كمال” وخطيبته “سيبل” يتجولان في شارع “دار الوالي” فيعجبان بحقيبة نسائية في فاترينة “بوتيك” تعمل فيه من ستكون حبيبته.
يمضي “باموق” ببطله وسط سيرة مدينة “إسطنبول”، وعادات أهلها، البورجوازيين، الأغنياء، فيقول: كان بورجوازيو إسطنبول يقولون عن الفتيات اللواتي تلقين تعليماً ما في باريس: “درست في السوربون”.
بعبارة كتلك، وغيرها من العبارات، يمنح باموق القارئ ما يعرف أنه يتشوق للإطلاع عليه، أسرار المدينة، وعادات أهلها، التفاصيل التي تمنح الأعمال الروائية لحماً ودماً. إنها أجواء عالم أورهان باموق، ولمحات من زمن السبعينات التي عاشتها تركيا. يكتشف “كمال”، في البوتيك، فسون، قريبته من بعيد، التي حاولت أن تنافس في مسابقة ملكة الجمال، والتي لها طموح أن تصبح فنانة سينمائية. وأم كمال، الذي ينتمي إلى عائلة ثرية، تقول له عن أسرة “فسون”: كانوا فقراء جدا جدا، لكنهم ليسوا وحدهم يا بني، تركيا كانت كلها فقيرة.
يقترب “كمال” من “فسون”، ويقع في هواها، وفي فصل عنونه “ممارسة الحب في المكتب” يتحدث عن عادة الأثرياء في ممارسة الجنس مع سكرتيراتهم في مقار أعمالهم، وفي الشركة التي يمتلكها والده. بعدما أنهى دراسة إدارة الأعمال في الولايات المتحدة، أصبح كمال مديرا على رأس العاملين عند والده. يتطرق باموق لأول مرة، بعد 22 صفحة من الرواية، لأولى الموضوعات الشائكة في المجتمع التركي، البكارة، ويروي على لسان بطله: في تلك الأعوام، كانت النخبة من بنات العائلات الغنية المغرّبة، اللواتي رأين أوروبا، قد بدأن بكسر قدسية البكارة للمرة الأولى، ومضاجعة عشاقهن قبل الزواج، وكانت “سيبل” تفخر بأنها واحدة من هذه البنات الجريئات وقد ضاجعتني قبل أحد عشر شهراً، هذه فترة طويلة وأصبح علينا أن نتزوج.
لكن “كمال” ينجرف في علاقة حب واسعة وطويلة المدى مع قريبته “فسون”، على الرغم من حفلة خطوبته الهائلة في فندق “هيلتون” – إسطنبول.
الرواية الهائلة التي نشرها أورهان باموق العام 2008، ثم جمع بالفعل مقتنيات “فسون” وصنع لها متحفاً حقيقياً في اسطنبول سمّاه “متحف البراءة” العام 2012، تكمن روحها في ذلك السؤال الذي يطرحه “كمال” على الروائي باموق في الصفحة 580 حينما تنتهي حياة “فسون” بشكل مفاجئ، ويبحث “كمال” عن روائي يكتب القصة، في شكل دليل متحف.
ليس هذا فحسب، بل إن الروائي في الرواية، راقص بطلته “فسون”، ليفاجأ “كمال” بأن باموق تعرف على “فسون” خلال الدقائق التي جمعتهما، ويحكي له أنه اقترب منها، وشعر بشرودها خلال حفلة خطوبته – خطوبة كمال وسيبل- وأنها كانت تبدو مهمومة.
“متحف البراءة” ليست رواية عن قصة حب، بل هي رواية عن سيرة مدينة، بكل تحولاتها. محاولة لاستعادتها، وتوثيقها، وبالتزامن مع ذلك، لعبة جديدة من ألعاب السرد الروائي. * صدرت الرواية في مصر عن “دار الشروق” بترجمة عبد القادر عبد اللي.
المصدر: المدن – وجدي الكومي
للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية
https://old.booksplatform.net/ar/product/the-bastard-of-istanbul/
https://old.booksplatform.net/ar/product/الدولة-والكنيسة/
https://old.booksplatform.net/ar/product/alsr5h/
https://old.booksplatform.net/ar/product/animal-farm/
This post is also available in: English (الإنجليزية)