الطاعون

عنوان الكتاب الطاعون
المؤلف  ألبير كامو
الناشر  Vintage
البلد الولايات المتحدة الأمريكية
تاريخ النشر 7 مايو 1991
عدد الصفحات 320

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

من أوائل ما يمكن ملاحظته هو تصويره لوهران بتلك القباحة.. رغم أن وهران المعروفة بالجزائر بالباهية وهران وثاني أكبر مدن الجزائر وهي مدينة ساحلية تستلقي على شاطيء البحر المتوسط بين جبلين الأسود في الشرق ومرجاجو في الغرب حيث توجد القلعة الأسبانية “سانتا كروز” وهي معروفة بجمالها.

إذن يكمن هنا السؤال مثير؛ لماذا يصوّر لنا كامي وهران بتلك القباحة رغم أنها في الواقع ليست كذلك ؟ من هنا لا بد من التذكير بأن كامي مولود في قرية الدرعان بالجزائر.. وعاش طفولة فقيرة ولربما كان يراها قبيحة بحق لذلك. وهران في ذلك الزمان كانت تملك أحياء للأوروبيين وأخرى للجزائريين وكانت بالطبع الأحياء الأوروبية فخمة مقارنة بالجزائرية.. لكن الحكاية في رواية الطاعون كانت كلها عن شخوص أوروبية أي في الأحياء الأوروبية ورغم ذلك كانت تتصف بالقبح.
لكن إن أردنا النظر بشمولية لكل أعمال كامي.. نرى إهمالاً لربما متعمداً للشعب الجزائري رغم أن معظم تلك الحكايات في الجزائر.. ولربما نستثني الغريب لوجود “مومس” جزائرية وأخيها “البلطجي” !! ومن هنا من الممكن أن نستنبط تلك النظرة النمطية الإستعلائية على الشعب العربي بإهمالهم أو تصويرهم بالساقطات والهمجيين. ويبدو أن السيد كامي رغم أنه مولود بين ظهرانينا إلا أنه لم يفلت تلك النظرة العنصرية للعرب. ومن المهم أن نبرز رأيه الصريح فيما يخص إستقلال الجزائر والذي كان كامي يؤيده لكن بالإحتفاظ بالهوية الأوروبية للجزائر وكلنا يذكر الجيش الأوروبي العنصري الذي أعلن تمرده على إعلان الإستقلال وإنسحاب الجيش الفرنسي من الجزائر ولربما كان كامي مؤيداً لذلك الفكر. وأخيراً قد يكون كامي قد رأى في وهران ما لم نره نحن. من يدري ؟ 
كانت كل شخصية في الرواية تمثل نمطاً معيناً من التفكير أو لنقل يمثل رسالة في الواقع.. ومن الممكن جداً أن يكون الطاعون هو الشر الذي يحدّق في العالم من مرض و حروب وبؤس.. ومن هنا تبرز لنا مرة أخرى فلسفة كامي في الحياة من إنسانية وعبث والأسئلة التي تخص الوجود الإنساني ووجود الرب من عدمه.
بعد تفشي الوباء في المدينة تم إعلان الحجر الصحي على المدينة بأسرها وهذا يعني العزلة المطلقة عن العالم وهنا تصبح وهران ترمز لعزلة الكون ووحدته وكل من فيها يمثلون أنماط الفكر والرسالات التي يحمله كل فرد بشري.

عن المؤلف:

ألبير كامو (1913 – 1960) فيلسوف وجودي وكاتب مسرحي وروائي فرنسي مشهور ولد بقرية موندوفي من أعمال قسنطينة بالجزائر، من أب فرنسي، وأم أسبانية، وتعلم بجامعة الجزائر، وانخرط في المقاومة الفرنسية أثناء الاحتلال الألماني، وأصدر مع رفاقه في خلية الكفاح نشرة باسمها ما لبثت بعد تحرير باريس أن تحولت إلى صحيفة combat
الكفاح اليومية التي تتحدث باسم المقاومة الشعبية, واشترك في تحريرها جان بول سارتر. ورغم أنه كان روائيا وكاتبا مسرحيا في المقام الأول, إلا أنه كان فيلسوفا. وكانت مسرحياته وروايت عرضا أمينا لفلسفته في الوجود والحب والموت والثورة والمقاومة والحرية، وكانت فلسفته تعايش عصرها، وأهلته لجائزة نوبل فكان ثاني أصغر من نالها من الأدباء.
وتقوم فلسفته على كتابين هما ((أسطورة سيزيف)) 1942 والمتمرد1951 أو فكرتين رئيسيتين هما العبثية والتمرد ويتخذ كامو من أسطورة سيزيف رمزا لوضع الإنسان في الوجود، وسيزيف هو هذا الفتى الإغريقي الأسطوري الذي قدر عليه أن يصعد بصخرة إلى قمة جبل، ولكنها ما تلبث أن تسقط متدحرجة إلى السفح, فيضطر إلى إصعادها من جديد, وهكذا للأبد، وكامو يرى فيه الإنسان الذي قدر عليه الشقاء بلا جدوى، وقدرت عليه الحياة بلا طائل, فيلجأ إلى الفرار أماإلى موقف شوبنهاور : فطالما أن الحياة بلا معنى فلنقض عليها بالموت الإرادي أب بالانتحار، وإما إلى موقف اللآخرين الشاخصين بأبصارهم إلى حياة أعلى من الحياة, وهذا هو الانتحار الفلسفي ويقصد به الحركة التي ينكر بها الفكر نفسه ويحاول أن يتجاوز نفسه في نطاق ما يؤدي إلى نفيه, وإما إلى موقف التمرد على اللامعقول في الحياة مع بقائنا فيها غائصين في الأعماق ومعانقين للعدم, فإذا متنا متنا متمردين لا مستسلمين. وهذا التمرد هو الذي يضفي على الحياة قيمتها, وليس أجمل من منظر الإنسان المعتز بكبريائه, المرهف الوعي بحياته وحريته وثورته, والذي يعيش زمانه في هذا الزمان : الزمان يحيي الزمان. 
للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP