الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
من أوائل ما يمكن ملاحظته هو تصويره لوهران بتلك القباحة.. رغم أن وهران المعروفة بالجزائر بالباهية وهران وثاني أكبر مدن الجزائر وهي مدينة ساحلية تستلقي على شاطيء البحر المتوسط بين جبلين الأسود في الشرق ومرجاجو في الغرب حيث توجد القلعة الأسبانية “سانتا كروز” وهي معروفة بجمالها.
إذن يكمن هنا السؤال مثير؛ لماذا يصوّر لنا كامي وهران بتلك القباحة رغم أنها في الواقع ليست كذلك ؟ من هنا لا بد من التذكير بأن كامي مولود في قرية الدرعان بالجزائر.. وعاش طفولة فقيرة ولربما كان يراها قبيحة بحق لذلك. وهران في ذلك الزمان كانت تملك أحياء للأوروبيين وأخرى للجزائريين وكانت بالطبع الأحياء الأوروبية فخمة مقارنة بالجزائرية.. لكن الحكاية في رواية الطاعون كانت كلها عن شخوص أوروبية أي في الأحياء الأوروبية ورغم ذلك كانت تتصف بالقبح.
لكن إن أردنا النظر بشمولية لكل أعمال كامي.. نرى إهمالاً لربما متعمداً للشعب الجزائري رغم أن معظم تلك الحكايات في الجزائر.. ولربما نستثني الغريب لوجود “مومس” جزائرية وأخيها “البلطجي” !! ومن هنا من الممكن أن نستنبط تلك النظرة النمطية الإستعلائية على الشعب العربي بإهمالهم أو تصويرهم بالساقطات والهمجيين. ويبدو أن السيد كامي رغم أنه مولود بين ظهرانينا إلا أنه لم يفلت تلك النظرة العنصرية للعرب. ومن المهم أن نبرز رأيه الصريح فيما يخص إستقلال الجزائر والذي كان كامي يؤيده لكن بالإحتفاظ بالهوية الأوروبية للجزائر وكلنا يذكر الجيش الأوروبي العنصري الذي أعلن تمرده على إعلان الإستقلال وإنسحاب الجيش الفرنسي من الجزائر ولربما كان كامي مؤيداً لذلك الفكر. وأخيراً قد يكون كامي قد رأى في وهران ما لم نره نحن. من يدري ؟
كانت كل شخصية في الرواية تمثل نمطاً معيناً من التفكير أو لنقل يمثل رسالة في الواقع.. ومن الممكن جداً أن يكون الطاعون هو الشر الذي يحدّق في العالم من مرض و حروب وبؤس.. ومن هنا تبرز لنا مرة أخرى فلسفة كامي في الحياة من إنسانية وعبث والأسئلة التي تخص الوجود الإنساني ووجود الرب من عدمه.
بعد تفشي الوباء في المدينة تم إعلان الحجر الصحي على المدينة بأسرها وهذا يعني العزلة المطلقة عن العالم وهنا تصبح وهران ترمز لعزلة الكون ووحدته وكل من فيها يمثلون أنماط الفكر والرسالات التي يحمله كل فرد بشري.
عن المؤلف:
This post is also available in:
English (الإنجليزية)