الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
الإنسان المتمرد
كتاب “الإنسان المتمرد” هو تتبع تاريخي من ألبير كامو لتاريخ التمرد منذ بداية الخليقة حيث يبدأ بتعريف التمرد كمفهوم وكمنهج وكفلسفة
ثم يضرب أمثلة على مدار التاريخ الإنساني لأحداث فكرية وسياسية تبنى فيها الإنسان منهج التمرد ثم يبدأ في تفسير بعض المصطلحات والمناهج الفلسفية التي ظهرت وتطبيق منهج التمرد عليها مثل السريالية والصوفية وفلسفة العبث والكتاب يشجع المجتمعات والإنسان على التمرد والثورة عموماً .
مقدمة
العبث والقتل
ثمة جرائم ترتكب بدافع الهوى وأخرى استنادا الى محاكمات عقلية , ان مجموعة القوانين الجزائية تميز بينهما تمييزا ملائما الى حد كاف استنادا الى مبدأ سبق التصور والتصميم وانا لفي زمان سبق التصور والتصميم في زمان الجريمة الكاملة, فلم يعد مجرمونا هؤلاء الأطفال العزل يتذرعون بالحب انهم بالعكس راشدون ولا سبيل الى دحض ذريعتهم : الفلسفة التي تستخدم لكل شيء حتى لتحويل القتلة الى قضاة .
ان هيثكليف في مرتفعات ويذرنغ مستعد لقتل البرية كلها كي يمتلك حبيبته كاتي ولكن لن يخطر بباله أن يقول ان هذا القتل معقول أو انه يبرر بمذهب انه يرتكب الجريمة وعند هذا الحد يقف كل معتقده .
الإنسان المتمرد ويفترض هذا العمل قوة الحب والمزاج الملائم وبما أن قوة الحب نادرة الوجود لذلك يبقى القتل عملا استثنائيا ويحتفظ اذن بطابعه التحطيمي ولكن اعتبارا من اللحظة التي نسارع فيها بسبب انعدام المزاج الملائم الى التسلح باحدى النظريات ومذ تشرع الجريمة بالتذرع بالمحاكمات المنطقية فانها تتشعب العمليات العقلية وتكتسب كل أشكال القياس المنطقي لقد كانت متوحدة منفردة كالصرخة فاذا بها تصبح عامة شاملة كالعلم بالأمس كانت في قفص الاتهام وها هي ذي قد أصبحت صاحبة الأمر والنهي لن تستشيط غيظا لذلك ههنا فهدف الدراسة ونكرر القول هو قبول واقع الحال ونعني الجريمة المنطقية وأن نفحص مبرراتها : انني أبذل جهدي هذا في سبيل فهم زماني لعلنا نعتبر أن عصرا شرد أو استعبد أو قتل سبعين مليون نسمة خلال خمسين عاما يستدعي فقط وقبل كل شيء أن يحاكم إلا أنه يجب أن نفهم دأبه ففي العهود الأولية الساذجة حين كان الطاغية يمسح مدنا بأكملها لإعلاء مجده وحين كان العبد الموثق بعربة المنتصر يسير معروضا في شوارع المدن المختلفة بأعياد النصر وحين كان يرمى بالعدو الى الحيوانات المفترسة أمام جموع الشعب المحتشد نقول : ازاء جرائم بمثل هذه السذاجة كان في وسع الوجدان أن يكون ثابتا وفي وسع الحكم أن يكون جليا .
عن المؤلف:
فيلسوف وجودي وكاتب مسرحي وروائي فرنسي مشهور ولد بقرية موندوفي بالجزائر، من أب فرنسي، وأم أسبانية، وتعلم بجامعة الجزائر، وانخرط في المقاومة الفرنسية أثناء الاحتلال الألماني، وأصدر مع رفاقه في خلية الكفاح نشرة ما لبثت بعد تحرير باريس أن تحولت إلى صحيفة combat الكفاح اليومية التي تتحدث باسم المقاومة الشعبية, واشترك في تحريرها جان بول سارتر. ورغم أنه كان روائيا وكاتبا مسرحيا في المقام الأول, إلا أنه كان فيلسوفا. وكانت مسرحياته ورواياته عرضا أمينا لفلسفته في الوجود والحب والموت والثورة والمقاومة والحرية، وكانت فلسفته تعايش عصرها، وأهلته لجائزة نوبل فكان ثاني أصغر من نالها من الأدباء.
وتقوم فلسفته على كتابين هما (أسطورة سيزيف) 1942 والمتمرد1951 أو فكرتين رئيسيتين هما العبثية والتمرد.
للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية
This post is also available in: English (الإنجليزية)