فهم تركيا

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

احتفظ حزب العدالة والتنمية وأردوغان بالمسافة فيما بين الدين والعقيدة لسنوات. فالإسلام في تركيا كدين وثقافة يلقى المزيد والمزيد من النفوذ. فالفصل بين الدين والدولة، وعلم الدولة العلمانية الوحيدة في العالم الإسلامي لا يبدو أنه يطبق بصرامة.

الإسلام التركي شهد تغييرا عميقا. وقام جيرهارد شفايتزر باستخدام العديد من التجارب الشخصية واللقاءات في تركيا لتوضيح هذا الأمر، ولهذه الاسباب  اعتبر بعض المشاهدين الأوروبيين أن الأمر في تركيا أصبح مزعجا جدا.

ويرى الكاتب أن الوضع بين أردوغان ومعارضيه قد تصاعد تصاعدا خطيرا. فالأكراد والمعارضين لسياسة اردوغان والمعارضة العسكرية تقريبا مع روسيا، كما فشلت علاقتها مع أقرب جيرانها ، كل ذلك دفع المزاج السياسى على مضيق البوسفور الى نقطة الغليان.

الإسلام فى تركيا

تبلغ نسبة المسلمين في تركيا قرابة 97.8% من السكان تتبع الغالبية منهم المذهب السني. ولا ينص الدستور التركي على دين رسمي للدولة التركية، بل يكفل حرية المعتقد والدين للمواطنين الأتراك على النحو الذي يرغبونه دون إكراه أو إلزام.

وعلى الرغم من التاريخ الإسلامي الحافل للأتراك إلا أن الجمهورية التركية كادت تكون قد قطعت الصلة بينها وبين هذا التاريخ على المستويين التشريعي والقانوني للدولة حيث تبنت النهج العلماني بعد قيامها سنة 1923.

وبالرغم من تمسك الدولة التركية بالقيم العلمانية على المستوى الرسمي إلا أن الإسلام احتفظ بحضوره القوي في أوساط الشعب التركي، وهو ما أدى فيخمسينيات القرن العشرين إلى إفصاح بعض السياسيين الأتراك عن ميولهم الإسلامية ومحاولتهم الاستفادة من المكانة الشعبية للإسلام في تقديم خططهم لنهضة تركيا وحل مشكلاتها، غير أن هذه الأصوات عورضت من قبل أغلبية النخبة العلمانية الحاكمة لتركيا وذلك لاعتقادها بأن العلمانية تعتبر مبدًأ راسخًا قامت على أساسه الدولة التركية الحديثة ولا ينبغي تجاوزه، ولعل هذا التعصب من قبل القادة الأتراك للقيم العلمانية أدى بشكل تدريجي إلى استقطاب المجتمع التركي نحو إيثار عودة القيم الإسلامية وهو ما دفع بدوره بحلول الثمانينات من القرن العشرين إلى ظهور جيل من السياسيين الأتراك أخذوا علانية في تحدي النخبة العلمانية الحاكمة لبلادهم والمناداة بعودة القيم الإسلامية إلى تركيا.

This post is also available in: English (الإنجليزية)