أفواه الزمن

عنوان الكتاب أفواه الزمن
المؤلف إدواردو غاليانو
الناشر  Picador
البلد المملكة المتحدة
تاريخ النشر 17 أبريل 2007
عدد الصفحات 368

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

أفواه الزمن

تمت ترجمة هذا الكتاب بواسطة دار نشر كلمة

هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من القصص والحكايا والطُرف والمفارقات والتأملات في الكون والتاريخ والسياسة والحياة وكل ما يخطر على بال الكاتب .. الأسلوب فكاهي وممتع .. أفكار قصيرة ومتفرقة ومتسلسلة بطريقة ذكية.

في كل نص من نصوص هذا الكتاب الساحر يبدع “إدواردو غاليانو” ترنيمة شجية أخرى. يطلق نغمة مختلفة. يصنع تنويعات للحنه الإبداعي كما لو أنه يترصد إيقاع الوجود، يتعقب أثره في تعرجات هذا المسيل الغامض الذي نسميه الزمن.

نحن صناعة الزمن “من زمن نحن” هذا ما يقوله لنا، مشيراً إلى حقيقة أن آثار رحلتنا في الحياة ستُمحى بفعل رياحه ( أي الزمن )، تلك الرحلة التي تنقضي ببساطة شديدة بين خفقتين بالأذرع؛ تهويمة ذراعيّ الطفل المولود لتوّه، وحركة ذراعيّ الشيخ الذي يحتضر. فكلاهما يبدو وكأنه ينوي معانقة أحد ما.

فغاليانو يعرف أن الزمن هو صانع التراجيديا البشرية، فالموت والفناء ليسا سوى المقولتين الحاسمتين للزمن، في مقابل امتزاج انبهار الإنسان إزاء الجميل بشعور بالأسى لأن هذا الجميل، بفعل الزمن، ماضٍ إلى الزوال. وفي هذا الخضم، من ثم، يضعنا المؤلف أمام نظرة الطحالب الزرقاء التي هي جداتنا ـ بحسب منظور داروين ـ وهي التي أبت أن تتطور، مثلما فعلت قريناتها في طفولة العالم ـ تنظر إلى عالمنا، كما صار، من عالمها القديم، لكن، وكما يختتم غاليانو نصه: “لا أحد يعرف رأيها في ذلك”.

وفي كل نص من نصوص كتابه الذي يفوق عددها المائتين يرمي غاليانو إلى نوع من التجلي والتطهر، متخففاً من الزوائد، واضعاً إيانا في قلب العالم شبه المضاء وشبه المعتم، محيلاً ما هو معرّض للنسيان إلى ما لا يُنسى. فاركاً الصدأ عن المألوف ليضيئه بنور وعي ثاقب، وعي فنان مفكر. تاركاً إيانا في كل مرة في حالة من الانبهار والتفكر، معولاً على ذكائنا في قراءة لاوعي نصوصه حيث الحدود تختفي أحياناً بين الواقعي والمتخيل، بين ما يجرّبه المرء وما يتوهمه.

غاليانو صياد المشاهد الآسرة والصور التي تفجر فينا الحزن والمسرّة. أما مرجعياته فهي مما خبره في حياته. ما رآه وما سمعه من أفواه الناس، وما قرأه في الصحف والمجلات، وفي كتب التاريخ.. نصوصه قصيرة بأشرطتها اللغوية، كثيفة، مشحونة، ذات توتر عالٍ في محمولاتها ودلالاتها.. إنها حكايات الناس كما يتداولونها، يأخذها مادة خام ليحررها في مختبره السردي، إذ يذهب إلى الحدث المألوف لينظر إليه من زاوية مفاجئة، فهو قادر على رؤية المدهش في اليومي والعابر والاعتيادي. ويخرجها نصوصاً ذات قيمة أدبية وجمالية. إنها نصوص سردية بيد أنها تنتمي إلى أفق الشعر أولاً، فغاليانو بارع في التقاط الشعري من أكثر الأماكن التي نظن أنها تفتقر إلى ما هو شعري.

“سبع نساء جلسن في دائرة. ومن بعيد جداً من قريتهن في موموستينانغو، حمل إليهن هومبرتو أكابال بعض الأوراق الجافة، جمعها هو من تحت شجرة أرز.

كل واحدة من النساء سحقت ورقة، برفق، عند أذنها، وهكذا انفتحت لهن ذاكرة الشجرة.

إحداهن سمعت الريح تهب في أذنها.

أخرى، سمعت الأغصان تتأرجح برفق.

أخرى، خفق أجنحة عصافير.

وقالت أخرى إن المطر يهطل في أذنها.

وأخرى سمعت وقع خطوات بهيمة تركض.

أخرى صدى أصوات.

وأخرى حفيف خطوات بطيء”.

يستل غاليانو معظم شخصيات ومشاهد وأحداث نصوصه من بيئته.. بيئته التي تمتد على طول مساحة قارة أميركا اللاتينية.. تلك الأرض التي ألهمت الساردين السحرة من أمثال بورخس وكاربنتير وماركيز وإيزابيل الليندي وماريو بارغاس يوسا.. تلك الأرض بتنوعها المذهل،وغرابتها وحيويتها وأسرارها. بتضاريسها وحيواناتها ونباتاتها.. بفقرائها وأغنيائها وأبطالها وعشاقها ومجانينها وقتلتها وغانياتها وأحلامها الواسعة، وفتنتها التي لا تضاهى. غير أنه يغادر أرضه وبيئته اللاتينية أيضاً، مرات ومرات، ليسوح في أركان العالم المترامي.

و لا تخلو نصوصه من روح الدعابة غالباً، ومن السخرية التي تكون مرّة أحياناً. وإذا كان صحيحاً أنه لا يتحاشى السياسة، فإنه لا ينغمس فيها مباشرة بل يوحي بتداعياتها وانعكاساتها على حياة البشر، وإذ ذاك يكون ساخراً حقاً.

وأخيراً يشكّل مجموع نصوص غاليانو لوحة فسيفساء مرسومة ببراعة، تمنحنا فكرة عميقة عن فحوى الزمن ـ شكله الرجراج ومعناه الزلق ووجوهه المتقلبة ـ وعن موقعنا، نحن البشر، وتحولاتنا، قوتنا وضعفنا، مجدنا ومأساتنا، في اللوحة تلك. فما هذا الكتاب إلاّ شذرات مبعثرة، شظايا عالمنا وحياتنا ووجودنا،بمستطاعنا لملمتها كيفما شئنا لنمسك في النهاية بصورة ما، تصورٍ ما، هي صورة كينونتنا وتصورنا عنها. فـ ( أفواه الزمن ) هو من ذلك النوع من الكتب الذي يعمّق رؤيتنا لأنفسنا ووجودنا.. يُحدث تبدلاً، بهذه الدرجة أو تلك، فينا. بحيث أننا لن نعود بعد قراءتنا له مثلما كنا قبل تلك القراءة.

عن المؤلف:

إدواردو غاليانو (3 سبتمبر 1940 – 13 أبريل 2015) باحث وروائي وصحفي أوروغواياني، ولد في مونتيفيديو وتُرجمت كُتبه إلى أكثر من عشرين لغة. قضى سنوات عديدة في المنفى لأسباب سياسية في إسبانيا والأرجنتين.

ساند إدواردو غاليانو الحركات المناهضة للعولمة بحضوره الفكري ومشاركته في مجلات عالمية وجرائد مثل لوموند ديبلوماتيك.

المؤلفات:

  • الشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية، ترجمة أحمد حسان وبشير السباعي، منشورات دار النيل 1998
  • كتاب العناق
  • أفواه الزمن
  • أبناء الأيام
  • مرايا: ما يشبه تاريخا للعالم
  • كرة القدم بين الشمس والظل، ترجمة صالح علماني، منشورات دار طوى
  • ذاكرة النار 1 (سفر التكوين)، ترجمة أسامة إسبر ، منشورات دار الطليعة
  • ذاكرة النار 2 (الوجوه والأقنعة)، ترجمة أسامة إسبر ، منشورات دار الطليعة
  • ذاكرة النار 3 (قرن الريح) ، ترجمة أسامة إسبر ، منشورات دار الطليعة

 

أفواه الزمن

العديد من الكتب العالمية يمكنكم الاطلاع عليها من خلال منصة الكتب العالمية

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP