التاريخ السري للديمقراطية

عنوان الكتاب التاريخ السري للديمقراطية
المؤلف بنجامين عيسي خان وستيفن ستوكويل
الناشر Palgrave Macmillan
البلد بريطانيا
تاريخ النشر 2011
عدد الصفحات 264 

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

يعتبر أبرز فلاسفة ومفكري الغرب أن الإنسان الغربي يمتلك مقومات ثقافية وفكرية وحضارية تجعله متفوقاً على الإنسان الشرقي. وتُعتبر هذه الفكرة ركناً أساسياً في الفكر الغربي وتعود إرهاصاتها إلى مرحلة عصر النهضة في أوروبا.

ففي ذاك الوقت، قرر الفلاسفة أن أوروبا هي أم الحضارات والتقدم والعلوم والفلسفة والفكر، وهمّشوا في كتاباتهم إسهامات الشرق الحضارية ونظروا إليها باعتبارها مرحلة بدائية اندثرت.

وعلى يمين هذه الفكرة، برزت فكرة النظر إلى بعض شعوب إفريقيا وآسيا على أنها في منزلة أدنى من البشر ويمكن التعامل مع أبنائها باعتبارهم كائنات لم تصل في سلم الارتقاء البشري إلى ما وصل إليه باقي البشر.

أُطلق على هذه الفكرة اسم نظرية “المركزية الأوروبية”، ووفقها كانت الحضارتان اليونانية والرومانية أول حضارات حقيقية سعت إلى رفعة الإنسان والسمو بطريقة تفكيره.

وعلى يمين هذه الفكرة، برزت فكرة النظر إلى بعض شعوب إفريقيا وآسيا على أنها في منزلة أدنى من البشر ويمكن التعامل مع أبنائها باعتبارهم كائنات لم تصل في سلم الارتقاء البشري إلى ما وصل إليه باقي البشر.

أُطلق على هذه الفكرة اسم نظرية “المركزية الأوروبية”، ووفقها كانت الحضارتان اليونانية والرومانية أول حضارات حقيقية سعت إلى رفعة الإنسان والسمو بطريقة تفكيره.

تفنيد “الأسطورة”

ولكن كتاب التاريخ السري للديمقراطيةThe Secret History of Democracy الصادر في أستراليا للباحثين بنجامين عيسي خان Benjamin Isakhan وستيفن ستوكويل Stephen Stockwell، بالتعاون مع عدد من الباحثين، يكشف استناداً إلى علوم الآثار والتاريخ أن حضارات الشرق القديمة قدّمت سوابق حضارية وفكرية وفلسفية وعلمية، وأن أسطورة أسبقية ديمقراطية أثنيا وروما ليست دقيقة.

يكشف عيسي خان أنه رغم تأكيد كبار الفلاسفة اليونانيين أن الديمقراطية تترجم تطور الإنسان الغربي، إلا أن أغلب فلاسفة اليونان القديمة نظروا إلى الديمقراطية باعتبارها اغتصاباً وحشياً من الجماهير للسلطة التي يجب أن تكون بيد النخب المتعلمة والثرية. وتضم قائمة القائلين بذلك أرسطو وأفلاطون وإيزوقراط وثوكيديديس وزينوفون.

ففي محاورة “الجمهورية”، وصف أفلاطون التحوّل الديمقراطي بأنه بمثابة تحوّل المواطن الصالح إلى “الجحش الديمقراطي العصي على الترويض”، أي غير القادر على ضبط مطالبه وفهم ضروريتها، ووبأنه يحدث خلخلة في البنيان المجتمعي.

ولكن الكتاب لا يكتفي بذلك، والأهم فيه هو أنه ذهب إلى إثبات أن الديمقراطية والدولة المدنية نشأتا في الشرق أولاً.

الديمقراطية في بابل وفارس

يشير عيسي خان إلى أن الفرس امتلكوا في واقع الأمر مجالس محلية تقوم بجمع الشكاوي والمشاكل، وكان لدى كل مجلس موظف مسؤول يرفع ما يصله إلى الحكومة المركزية، لافتاً إلى أن هذا النمط من الحياة النيابية الديمقراطية سبق ديمقراطية أثينا، ما يكشف جهل اليونانيين بما كان يجري على الأراضي الفارسية وقت الحرب بين البلدين، وربما خدع كبار فلاسفة اليونان أثينا وروّجوا لشعوبهم أن الفرس شعب همجي دونما أدنى إشارة معرفية إلى وجود ملمح ديمقراطي مهم لديهم.

وتوضح مسلة قوانين حمورابي المعروفة لدى العامة باسم شريعة حمورابي أن هنالك تنظيم ديمقراطي ومجتمع ليبرالي منفتح وعلاقات اقتصادية تندرج تحت بند السوق الحر، أهم الأفكار الرأسمالية والديمقراطية، في الحضارة البابلية القديمة، وأن حضارات العراق القديم لم تكن بعيدة عن مبادئ الديمقراطية.

ولا تعتمد رؤى تفوق الغرب على الشرق على ما تضمنته كتابات أرسطو وفلاسفة ومفكرين آخرين قدماء وحديثين، ولكنها تستند إلى تاريخ مزيف.

المصدر

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP