التضليل والتحريف في كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي

عنوان الكتاب التضليل والتحريف في كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي
المؤلف الدكتور خالد كبير علال
الناشر الوراق للنشر والتوزيع
البلد الأردن
تاريخ النشر 2019
عدد الصفحات 488

أشتري الكتاب حمل الكتاب

الوصف

مقدمة المؤلف:

كتابي هذا واضح من عنوانه أنه خاص بجانب سلبي من الكتاب، وعليه فلا أتكلم عن الإيجابيات التي تضمنها ، وهي موجودة بهامشه لا بصلبه ومضمونه الأساسي المتعلق بالتصوف. فهي إيجابيات تقع في أطراف الكتاب مما نقله الغزالي من الشرع وآثار الصحابة والتابعين والعلماء من غير الصوفية.

وعلى القارئ الكريم أن لا يتعجب من قولنا بوجود التضليل والتحريف في كتاب الإحياء، لأنه سيتبين لاحقا أن وجود ذلك هو من ضروريات الكتاب، فلابد أن يتضمن ذلك وبشكل واسع جدا ،لأن الغزالي كتبه بلسانين لا بلسان واحد، وهذا اعترف به هو شخصيا كما سنبينه في مواضعه. والذي سأذكره من تلك الممارسات ليس افتراء على الرجل، وإنما هو إظهار لما اعترف به بنفسه ولِما دوّنه في كتابه تطبيقا لمنهج التقية الذي قرره الغزالي ومارسه بمختلف طرق التضليل والتحريف، وبالإشارات المًلغزة والعبارات الواضحة أيضا .

علما بأن ما سأذكره من نماذج وشواهد من التضليلات والتحريفات الواردة في الاحياء هي من باب التمثيل لا الحصر، وإلا فقد أغفلتُ شواهد أخرى كثيرة لم أذكرها لأن الغرض من الكتاب التمثيل الواسع لا الحصر. ولا شك أن النماذج التي ذكرتها كافية لإثبات ممارسة الغزالي لمختلف طرق للتضليل والتحريف في كتابه الإحياء بشكل واسع ومقصود، فكان ذلك أصلا عنده لا استثناءً. وقد أغفلتُ مواضيع صوفية كثيرة في الإحياء لم أتوسع في الرد فيها على أبي حامد الغزالي لأنه سبق أن توسعتُ في نقدها وبيان الحق فيها في كتابي: نقد الروايات والأفكار المؤسسة للتصوف. وأنا في كتابي هذا لا أُدَلِل الغزالي كما دلَله المدللون، ولا أبحث له عن المبررات ولا اعتذر له ما دام كلامه يحتمل ما قلته, وإنما أتعامل معه بكل موضوعية وحزم وحياد من دون تسامح ولا اعتذار، ولن أكذب عليه ،ولا أحرف كلامه ولا أحمله ما ليس فيه.

وأنا على يقين بأن كثيرا من أهل العلم سينكر عليّ تصنيفي هذا الكتاب ولا يُعجبهم ما ذكرته فيه، بدعوى أنه يُسيء لعالم كبير من علماء المسلمين، ولا توجد فائدة راجحة في تأليفه ، وأنه يُفرح الأعداء لا الأصدقاء. فأقول: نعم هذا الاعتراض له وجه مقبول، وقد يقتنع به كثير من الناس، لكن بالنسبة إليّ فهو اعتراض غير صحيح، لأني وصلتُ إلى قناعة راسخة بالأدلة والشواهد الشرعية والعلمية الدامغة إلى أن حقيقة ما فعله أبو حامد الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين هو عمل هادم للشرع والعقل والعلم وليس إحياءً للدين ولا للعقل ولا للعلم. ولهذا أصبح من الواجب شرعا وعقلا وعلما الرد على هذا الرجل، ولا يصح ولا يجوز السكوت عنه ولا تبرير فعله. فاقتنعتُ بأنه حرام ومن الجريمة السكوت عنه ، ولا بد من الرد عليه. هذه قناعتي ، ومن يرد عليّ بالعلم أسمع له وآخذ برأيه إن تبيّن أني أخطأت فيما كتبتُه. وأما من يعترض عليّ بالسب والشتم ، والتهويل والتخوين ، والتجهيل والاتهام فلن أسمع له، ولن أرد عليه، ولن أدخل معه في أي نقاش علمي.

وربما يلومني بعض أهل العلم على تأليفي لهذا الكتاب بدعوى أن أمر كتاب إحياء علوم الدين مع ما فيه من نقائص وسلبيات فإن محاسنه وإيجابياته أكثر من نقائصه وسلبياته. لذا فليس من الحكمة ولا من المصلحة تأليف كتاب في التضليلات والتحريفات التي تضمنها الإحياء. وأقول:أنا أُخالف هذا الموقف، لأنه قد تبيّن لي أن كتاب الإحياء ليس حاله كذلك، فهو كتاب –بما فيه من أباطيل وانحرافات- هادم للوحي والعقل والعلم مع تستره بالإسلام وتظاهره به؛ ولهذا لا يصح السكوت عنه ولا تزكيته ،ولا حث عامة الناس على مطالعته، وإنما يجب كشف حقيقته وهدمه بالوحي والعقل والعلم. ويعلم الله سبحانه وتعالى إني لم أُصنف كتابي هذا إلا انتصارا للشرع والعقل والعلم، ولم أُصنفه تشهيرا بالرجل ولا نكاية فيه .

وعلى الذين يلمونني على تأليفي لهذا الكتاب عليهم أن يُطالعوه أولا فإن وجدوا ما قلته غير صحيح هنا يحق لهم لومي والرد عليّ ، وإن وجدوا ما قلته صحيحا ولم اكذب على مؤلفه، ولا حمّلت كلامه ما ليس فيه، فهنا عليهم أن يعترفوا بالحقيقة ويلموا أبا حامد الغزالي لا مؤلف هذا الكتاب. فلا إنسان فوق النقد إلا الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-

TOP