الوصف
التفسير السياسي للإسلام
في سبيل تحقيق تلك الغاية التي قصدها المؤلف من هذا الكتاب؛ جعل موضوعه النقدَ المباشر لما كتبه أبو الأعلى المودودي في كتابه «المصطلحات الأربعة في القرآن» وبعض كتاباته الأخرى، إضافةً إلى نقد كلام سيد قطب الذي تأثر فيه بالمودودي في كتابه «معالم في الطريق».
يقول الندوي في بيان المحلِّ الذي جمع همته لنقده: (هبّ المودودي يمارس عملًا يمكن أن نسمية الصياغة الجديدة للفكر الإسلامي، واعتبره أساسًا فكريًّا لنهضة المسلمين، ولجمع كلمتهم، وللجماعة الإسلامية، ونعني بذلك بصفة خاصة كتابه المستقل الذي أسماه: «المصطلحات الأربعة في القرآن»، الذي فسّر فيه تلك المصطلحات القرآنية الأربعة التي يدور عليها الإسلام، وتقوم عليه تعاليمه ودعوته، وإليها تستند إقامة الحكم الإسلامي، أو إقامة الدين= تفسيرًا خاصًّا يتميز بالطابع السياسي،ويدور حول حاكمية الإله، وسلطان الربّ، يحدد علاقة العبد بربّه في مفهوم خاصّ، وفي حدود معينة، وينحصر به غرض نزول القرآن والدعوة الإسلامية في تأسيس الحكم الإسلامي وإقامة الحكومة الإلهية فحسب.
وكان له موقف خاص هو نتيجة طبيعية منطقية نحو الوسائل والغايات والعبادة والذكر والأركان الأربعة العملية). (ص206-207).
ويقول الندوي في بيان تأثر سيد قطب بكتاب المودودي: (وقد أُعجِب الكاتب الإسلامي الكبير الأستاذ سيد قطب الشهيد، وهو صديق المؤلف العزيز، إعجابًا شديدًا بكتاب الأستاذ المودودي «المصطلحات الأربعة في القرآن» ووافقه كل الموافقة في الآراء والأفكار التي يتضمَّنُها، وقد جعل الحاكمية أخصّ خصائص الألوهية، وكتاباته تقلل من شناعة عبادة الأصنام والأوثان وعبادة غير الله في الجاهلية؛ لأنه يعتبرها صورة ساذجة بدائية للجاهلية الأولى).
(ص255). ثم نقل نصوصًا من كتابيه «معالم في الطريق» و«في ظلال القرآن» (ص255-258)
كما نقل الندوي عبارات من كتب أخرى للمودودي غير كتاب «المصطلحات الأربعة في القرآن» تجلّي فكرته التي هي محلّ النقد. يقول: (اقرأ المقتطفات الآتية لكي تدرك بعض الشيء أي نوع من القلوب والأذهان سيصوغها هذا القالب من التفكير: (إن الإسلام يهدف أصلًا إلى تخريج جماعة من الصالحين تقوم ببناء المدنية الإنسانية على أسس من الخير والفلاح).
(من أجل تأسيس هذه الحضارة والمدنية في الأرض بعث الله الأنبياء عليهم السلام تترى)، (فغاية مهمة الأنبياء عليهم السلام في الدنيا هي الحكومة الإلهية وتنفيذ نظام الحياة بجميع أجزائه الذي جاؤوا به من عند الله).
ويقول فيما بعد هذه السطور: (من أجل ذلك حاول الأنبياء إحداث الانقلاب السياسي فاقتصرت جهود بعضهم على تهيئة الأرض كسيدنا إبراهيم عليه السلام، وقام بعضهم فعلا بحركة الانقلاب، ولكنّ عملهم قد توقف دون أن يتحقق تأسيس الحكومة الألهية كسيدنا المسيح عليه السلام، وبعضهم قد وصلوا بهذه الحركة إلى منزل النجاح، كسيدنا موسى، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم). (ص288-289).
فالكتاب إذًا كتابٌ نقديّ، في موضوع عقديّ جليل، وهو معنى الإله، ومعنى العبادات الإسلامية ومقصودها.
التفسير السياسي للإسلام
للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية