الوصف
الثقافة الجنسية للناشئين
تعد مناقشة القضايا المتعلقة بالزواج والجنس والإنجاب من القضايا المحرجة والحساسة، ويتجنب الأهل، عادة، تناول هذا الأمر مع أولادهم، مما يجعل كثيراً من الأبناء يبحثون عن أجوبة هذه الأسئلة الملحة من مصادر أخرى، قد لا تكون دقيقة.
من هنا تأتى أهمية كتاب “الثقافة الجنسية للناشئين” والذي صدر حديثاً عن “دار الفكر” بدمشق. وهو من المؤلفات التربوية الهامة التي تتناول هذه القضية الحساسة للدكتور “بشر دعبول” يتناول مفهوم الثقافة الجنسية.
وحول العوامل التي دفعته إلى تأليف هذا الكتاب في هذه المرحلة يقول المؤلف “لطالما كانت مناقشة القضايا المتعلقة بالجنس أمراً محرجاً وحساساً، ويتجنب الأهل عادة الخوض في مثل هذه المناقشات، مما يدفع بالكثير من الأبناء إلى اللجوء إلى مصادر غير موثوقة، وقد تكون مضللة، للحصول على أجوبة لأسئلتهم الملحة. فأردنا أن نضع بين أيدي الناشئة هذا الكتيب ليستقوا منه معلوماتهم بشكل مباشر وبإشراف من الأهل والمربين، وبحيث يكون الأهل مطمئنين إلى أن أبناءهم سيتلقون معلوماتهم الأولية عن الجنس بشكل جدي، وضمن إطار أخلاقي وتربوي”.
يضيف المؤلف “في الماضي لم تكن هناك مصادر كثيرة لهذه المعلومات، وكان الأمر ينتهي إلى واحد من ثلاث حالات: فإما أن يصل الأبناء إلى سن البلوغ، وتمر سنوات، ليحين وقت الزواج وهم على قدر كبير من الجهل بالمعلومات الأساسية اللازمة لهم، أو أن يتلقوا معلومات خاطئة، من مصادر غير موثوقة أو غير دقيقة. وتبقى هناك فئة تلقت المعلومات الصحيحة، لأنها سلكت الطرق الصحيحة في الوصول إلى هذه المعلومات، ولكن، وللأسف، فإن هذه الفئة هي أقل الفئات عدداً، وهي الاستثناء وليست القاعدة”.
ويرى المؤلف أن هذا الأمر، يؤدى – أحياناً وللأسف-، إلى الكثير من الآثار النفسية السلبية، حيث يظل يعاني منها الأولاد لسنوات طويلة قبل الزواج وبعده. كما أنه يُعرض العددين منهم أحياناً، للاستغلال الجنسي بسبب هذا الجهل.
ويؤكد المؤلف أن التغيرات السريعة في عالم اليوم، ولاسيما في عصر الشابكة (الانترنت) والتلفاز والمدرسة، أدى إلى وجود سيل كبير من المعلومات المتاحة أمام الجيل الناشئ، وبعرض جذاب مغر، إلا أنه تعوزه الدقة في كثير من الأحيان، وقد يقدم المعلومات بشكل مشوه أو مغرض.
ويشدد المؤلف على أن تناول الثقافة الجنسية بجدية ضمن إطار أخلاقي وتربوي، هو العاصم من انفتاحٍ مخلٍ، أو جهلٍ، يؤدي إلى انحراف، أو استغلال، أو مشاكل نفسية و اجتماعية. ولعل الصواب يكمن في نشر ثقافة متوازنة، تضع الجنس في سياق فضاءٍ أوسع، تراعى فيه الأبعاد الاجتماعية و النفسية والأخلاقية، كما هو الإنسان في كليته كائنٌ متكاملٌ، و لا تجعل الجنس محوراً للحياة أو المحرك الأكبر للأحداث.
ويكمن أيضاً في نبذ فكرة الخجل أو الخوف من طرح هذه الثقافة على الناشئين، إذا سلك هذا الطرح الطريق النظيف،لأن الناشئ–شئنا أم أبينا- لا بد أن يستقي معلوماته من مصدرٍ ما، فلنبادر إذن ولنقدم له بياناً شافياً صحيحاً يعصمه من الانحراف، وهذا هو الغرض من كتابنا.
يوجد ندرة في المراجع، المتعلقة بهذا الموضوع، في اللغة العربية، والقليل الموجود إما أن يكون منحرفاً أو موجهاً للمربين والآباء، وفي أحسن الحالات، فإنه لا يقدم الأجوبة الكافية عن عشرات الأسئلة التي يبحث الشبان والشابات عن إجاباتها.
يسعى المؤلف من خلال هذا الكتاب إلى أن يقدم المعلومات الأولية المتعلقة بسن البلوغ والزواج والتكاثر والإنجاب، وبشكل علمي وأخلاقي متوازن وسليم، بحيث يقرؤها الشبان والشابات بأنفسهم، مستعينين بالوالدين والمربين الذين لهم دور أساسي في ترشيد الموضوع والإجابة على أي تساؤلات إضافية قد يثيرها هذا الكتاب.
وضع المؤلف هذه المعلومات بحيث تناسب الفتيان والفتيات حول سن البلوغ ( 9-16 سنة تقريباً)، وهي السن التي تبدأ فيه الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع. تطرح هذه الأسئلة نفسها بشكل قوي على أذهان الناشئة عندما تظهر عليهم علامات وأعراض البلوغ، والتي تشكل بحد ذاتها إحراجاً شديداً لأكثرهم. أضف إلى ذلك أن هذه المواضيع كثيراً ما يتداولها الشباب، وكثيرة ما تكون هناك مغالطات وتشويه للحقائق.
بذل المؤلف الكثير من الجهد ليكون طرحه علمياً وتربوياً قدر الإمكان. واختار عبارات بعناية بالغة لتكون مبسطة وسهلة الفهم للناشئة من الذكور والإناث.
ويؤكد المؤلف على أن الأمر يكن الأمر يسيراً، وذلك بسبب دقة الموضوع وحساسيته ورغبته في تغطيته بكل تفاصيله دون تجاوز أو تفريط.
كما حاول تجنب التطرق للقضايا الأكثر تفصيلاً والتي لا تهم هذه الفئة العمرية، على أن يتطرق إليها في كتاب آخر قادم.
للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية