الديني والدنيوي ـ نقد الوساطة والكهنتة

عنوان الكتاب الديني والدنيوي ـ نقد الوساطة والكهنتة
المؤلف عبد الإله بلقزيز
الناشر منتدى المعارف
البلد بيروت
تاريخ النشر 2018
عدد الصفحات 399

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

يسعى عبد الإله بلقزيز إلى بحث مآلات “الكَهْنَتَة”، التي تنجم عن المأسسة الدينية، وبالتالي المأسسة السياسية للدين، بوصفها من أكبر المشكلات التي تواجهها الأديان عموماً، وتلك التوحيدية منها بصفة خاصة. وما كان للكهنتة أن تتخذ صفة السلطة الدينية، لولا أنها فُرضت عبر ما يسميه المؤلف “الكلاّنية (التوتاليتارية) الدينية” التي تتدخل في كل شيء، من الإيمان إلى فهم النصّ، إلى ممارسة الشعائر، وصولاً إلى السلوك والهيئة واللباس. وهو يحصي أربع صور للكهنتة في “الإسلام الحركي”: 1) مزاحمة قوى الإسلام التقليدي ومؤسساته ووظائفه عن طريق الاستيلاء عليها؛ و2) تنصيب “الإسلام الحركي” لذاته كقوّة دعوة هي امتداد تلقائي للدعوة النبوية؛ و3) توسّل “الفُتيا” كوظيفة وسلطة تُسخّر لخدمة أهداف التسييس السياسي للإسلام؛ و4) إنشاء سلطة كاملة (على دولة)، أو جزئية (على منطقة محددة)، تفرض فيها نظرتها إلى الدين و”هندستها الدينية للمجتمع”.

يتألف الكتاب من مقدمة، وأربعة أقسام تتوزع على ثمانية فصول. ويبدأ المؤلف من مقدمات نظرية في الظاهرة الدينية، تتناولها من زوايا عامة وأخرى محددة، قبل أن تتأملها من منظور المطلق مقابل النسبي. في القسم الثاني يتوقف عند بعض المداخل في دراسة الظاهرة، فيبحث في الموضوعات والمفاهيم ومناهج المقاربة؛ كما يدرس سلطة النصّ بوصفها سلطة تأويل، توخياً لما يسمّيه المؤلف “إسلاميات نقدية”. وهذا يحيله إلى قسم ثالث مكرّس لنقد الوساطة والكهنتة، في الدولة والمجتمع والدين؛ ثمّ مستويات الدعوة وطبائع الدعاة. وأما القسم الأخير فيعقده المؤلف لمسائل الإصلاح والحكم المدني، وموقع الدين في الدولة الحديثة عموماً.

ومن الجدير بالذكر أنّ المؤلف يجري الكثير من المقارنات بين تجربة الإسلام (دينياً وتاريخياً) وتجارب الأديان التوحيدية؛ وذلك في مسعى منه لتأكيد عوامل الاستمرارية، مثل عوامل الانقطاع، وأنّ لكلّ واقعة زمانها التاريخي الخاصّ بها. كذلك يُلاحظ ميل المؤلف إلى إبراز الأطر الثقافية والمعرفية للأزمنة التاريخية، من منطلق “احترام التاريخية” كما يقول. ومن المعروف أنّ بلقزيز يصدر عن مدرسة تاريخية ــ اجتماعية في مناقشة ظواهر الإسلام المعاصر وعلاقات الدين والدنيا في المجتمعات العربية؛ وعمله هذا يستأنف ما بدأته أعمال سابقة له، مثل “الإسلام والسياسة”، 2001؛ و”الدولة في الفكر الإسلامي المعاصر”، 2002؛ و”النبوّة والسياسة: تكوين المجال السياسي الإسلامي”، 2005؛ وسواها.

القدس العربي

TOP