الوصف
الشعر والعقل.. منهج للفهم
تروج في هذه الأيام مفاهيم غريبة عن الشعر العربي تحت تأثير التطورات الفكرية الغربية (الأوروبية والأمريكية بشكل خاص).
ولا شك أن مسألة التأثير والتأثر ليست جديدة بين الفكرين الأوروبي والعربي، ولا بين الأفكار المتنوعة عند كل شعوب العالم وحضاراته ؛ فمنذ القدم ـ كما هو ثابت ومعروف ـ تأثر الأوروبيون بالحضارة العربية الإسلامية وبأفكارها وعلومها وآدابها وفنونها ، وكذلك تأثر العرب والمسلمون بالأوروبيين وحضارتهم وما زالوا واقعين تحت هذا التأثير الذي طال ميادين الفكر والحياة كلها . ولكن المحذور في هذا التبادل الثقافي العام (أو التثاقف) أن يكون هناك طرفان فكريان أو ثقافتان إحداهما قوية طاغية بجبروتها المادي والعملي ووسائلها المتقدمة في الانتشار بينما الأخرى ضعيفة ولا تملك الوسائل الكفيلة بجعلها منتشرة بين الناس وواضحة ومفهومة على قدم المساواة مع الأولى القوية ؛ فهنا تكمن الخطورة في غمط هذه الثقافة الأخيرة حقها حتى ولو كانت مبادئها سامية وأسسها ومنطلقاتها وأهدافها كلها تتمتع بالسمو والصدق والبعد عن الالتواءات أو الغموض أو اللامعقولية .
وهذا المحذور ذاته هو الذي لم يحذر منه العرب والمسلمون فوقعوا ووقعت ثقافتهم أسرى لدى ثقافة الغرب التي أصبح طغيانها حقيقة واقعة عند فئات من الناس ، بل لقد وصل الأمر ببعض العرب والمسلمين إجمالا أن أصبحوا يتنكرون تماما لثقافتهم الأم ، والذي يجب أن نحذره ونخشى منه هو أن يستمر هذا الوضع وتصبح ثقافتنا أسيرة وتابعة تماما للثقافة الغربية بما فيها من قيم لا تناسبنا ومن أفكار لا يجوز أن تجد لها مناخا ولا تربة صالحة لدينا . وهذه الحالة من الأسر الثقافي تشبه ما يسمونه في الجغرافيا الأسر النهري River الذي يعني أن النهر العظيم الجارف يبتلع في النهاية رافده الصغير الذي يكون قريبا منه ويصبح هذا النهر جزءا من ذلك النهر الكبير ويفقد استقلاليته نهائيا .
منذ أن بدأت النهضة الأوروبية الحديثة بدأت معها التطورات الفكرية والعلمية السريعة تتوالى متلاحقة وكان من هذه التطورات نشوء المنظومات الفكرية في مجال الفلسفة التي شملت نواحي الحياة المختلفة ، ومن ضمن هذه المنظومات نشأت نظريات في فلسفة الفن والجمال وفي النقد الأدبي ، وابتدأ النقاد المتفلسفون (وهم النقاد المتطفلون على موائد الفلاسفة وأفكارهم) يضعون نظرياتهم في الإبداع وفي الفنون المختلفة ، ومنها نظريات نقد الشعر التي أفرزتها تلك التيارات الفكرية التي اتسمت بالقلق الوجودي وبالغزارة أو الخصوبة الناتجة عن المعاناة الفكرية والروحية بعد أن حصل الانشقاق بين الدين وبين العلم ثم بين الكنيسة وبين الدولة وامتد إلى فصل السياسة عن الأخلاق ، وأخيرا بشكل كامل فصل الدين عن الدنيا . ولا نريد أن ندخل في متاهات التاريخ وأحداثه وتطوراته ، ولكن يكفي أن نشير إلى حقيقة لا لبس فيها وهي أن الإنسان الأوروبي الذي خرج على قيود رجال الدين والكنيسة وانطلق يؤمن بالعقل وبالحرية ويجري وراءهما لاهثا دون استراحة أو مراجعة قد وجد نفسه في النهاية كمن يسير في تيه لا حدود له ولا ضوء في نهايته يهديه إلى الطريق الصحيح ، لأنه هدم القيم القديمة ونجح في ذلك تماما ، ولكنه لم ينجح أبدا في وضع قيم جديدة تسد الفراغ الهائل الذي تركه ذلك الهدم سواء في الناحية الوجودية (العملية والنفسية إجمالا) ولا في الناحية الغيبية (الميتافيزيقية) ، حيث كان الإيمان الديني يوفر له المستند والمرجعية الثابتة القوية ، ولم يكن العقل وحده قادرا على توفير التعويض المناسب عن ذلك المفقود ، وقد أدى ذلك كله إلى التمرد والخروج على القواعد والقوانين بشكل عام : فالأخلاق وحدود الجائز فيها والمحظور لم تعد واضحة، والحرية الشخصية والفوضى أصبح لا يفصلهما شيء بعد أن انقطعت الشعرة الواهية التي كانت نظريا بين الطرفين ، وأصبحت العبثية والفوضى سيدة الموقف في هذا الفراغ الروحي والخلقي الرهيب . ومما زاد الطين بلة وجود أوقات الفراغ الواقعي في الحياة العملية بعد اختراع الآلات التي تتولى العمل بدل الإنسان ، فالتقى الفراغان (الروحي والعملي) على هذا الإنسان ، فأخذ يفكر في نفسه وفي حياته ومصيره، ولكن دون أن يكون لديه منهج واضح للتفكير السليم في ضوء قانون أخلاقي يتقيد به، ودون أن يكون لديه إيمان راسخ بقيم تنقذه من الشعور بالعبثية وبالفراغ الرهيب الذي يحيط به من داخل نفسه ومن خارجها كقيمة الإيمان العظيمة التي تملأ القلب بالطمأنينة ، فاندفع هذا الإنسان يعبث بكل شيء خصوصا ما تخيل أنه قيد على حريته التي فهمها على أنها الشيء الوحيد المقدس ، وأنه هو (أي الإنسان الأوروبي) مقياس الأشياء كلها بشكل مطلق كما ورث ذلك من أسلافه فلاسفة الإغريق . وامتدت يد العبث والعدمية إلى القوانين والقيود التي تحكم الفنون المختلفة كأوزان الشعر وقواعد الفنون الجميلة الأخرى (كالرسم والنحت وغيرهما)، كما غيّر أو بدل وعدّل أو هدم نهائيا كل القوانين بعد أن هدم أعظم قانون كانت له قيمة عظيمة في النفوس وهو قانون الإيمان وكذلك القوانين الأخلاقية التي اعتبرها قيودا لا بد من تحطيمها لأنها ارتبطت بالدين بشكل من الأشكال . وبديهي أن الأمر لم يتم بين عشية وضحاها ، بل لقد تدرج حتى انتهى إلى ما انتهى إليه ، فعلى سبيل المثال بدأ الأمر بالنسبة للشعر بتقسيمه إلى مراحل أو مدارس تدرجت مع الزمن (كالكلاسيكية والرومانسية وما بعدها ..) ثم ظهر الشعر الحر الذي أهمل شيئا من القيود (كالأوزان إلى حد ما وكذلك القوافي) ثم تحرر الشعر تماما من وزنه وقافيته وأصبح نثرا . وظهرت في منتصف القرن العشرين أو قبل ذلك بقليل المدارس المعروفة كالحداثة ثم ما بعد الحداثة والبنيوية والأسلوبية والشكلانية والتفكيكية وغيرها من هذه التسميات ، وهذا لا يهمنا أن نحصيه تماما أو نعرض تاريخه ، ولكنه يهمنا فقط لكي نتعرف من خلاله على هذا التطور غير الصحي في التفكير والذي أصبح تمزيقا أو تخريبا لفن الكلمة الجميلة بحجة التطوير طبقا لنظريات مشبوهة أو غير منطقية ولا مسئولة ، بل تفخر أنها حررت الشعر من العقل وجعلته مجرد كلمات ترص إلى جانب بعضها بلا أي معنى وبلا رابط عقلي أو وجداني واضح ، وظهرت عند البعض مبررات لذلك الهذيان حيث سموه (الشعر النقي أو المجرد وهو على حسب زعمهم يتدفق من اللاشعور مباشرة دون (قيود العقل) أو بمعنى آخر : يتدفق (هذيانا) وهم سكارى !! نعم ، إلى هذا الحد وصلت التفاهة والتيه ببعض من يدّعون أنهم يكتبون الشعر . وقد سار الشعر العربي في ركاب التقليد (كالعادة) ، وأخذ بعض الشعراء العرب يتشبهون بهؤلاء الغربيين إلى أن وصلوا إلى (قصيدة النثر) التي تدل تسميتها وحدها على (اللامنطق) ؛ إذ كيف تكون قصيدة وتكون نثرا لا شعرا ؟ وابتدأ مسلسل الغموض والانغلاق والهذيان والبعد بالشعر عن الحياة وتم حصره في ألفاظ غريبة هجينة لا تمت لعقولنا بصلة ولا نتعرف عليها نحن العرب ولا نعرف مثلها بيننا ، فلا هي منا ولا نحن منها . وأخذنا نسمع أصواتا منكرة تدعو إلى هجر الشعر العربي الأصيل بحجة أنه قديم وأنه كله مباشر وأنه مستهلك وأنه سبب التخلف في الوطن العربي ، وأن التقدم يحتم علينا أن نعمل كما عمل الأوروبيون ، وسمعنا آراء بعض النقاد الأوروبيين على لسان عدد من الشعراء العرب (وهم الذين يدعون بأنهم شعراء الحداثة) ، ومن هذه الآراء أنه يجب حرق المكتبات وعدم الاحتفاظ بدواوين الشعر القديم، ثم خفف بعضهم من غلوائه ودعا ـ بعد انتقاده ـ إلى ضرورة أخذ الجيد من الشعر القديم ودراسته .. وهكذا أصبح الشعر الحديث الآن عند معظم الناس مجرد كلام على هامش الحياة ، وأصبح الواحد منا يقرأ كلاما يسمونه (قصيدة النثر) أو ربما يقرأ قصيدة موزونة من شعر التفعيلة فلا يفقه شيئا مما قرأ ولا يفهم ماذا يقصد كاتب هذا الكلام ، لأنه لا رائحة للعقل ولا للمنطق في كثير مما يكتب هؤلاء ، ومع هذا نجد ، الصحف تنشر هذا الكلام وإن كان لا يساوي شيئا لأنها تريد أن تواكب (الحداثة والتطور) ، وكأن الحداثة والتطور لا تكون إلا بنفي العقل وقمعه وباتّباع الطلاسم والغموض المستغلق الذي لا يفهمه أحد من الناس ، وليس سرا أن كثيرا من الصحف التي تتولى نشر مثل هذه الأشياء التافهة يشرف عليها صحفيون لا حظ لهم من الأدب ولا من فهم الشعر وتذوقه أو معرفة قواعد وأطر هذا الفن الجميل . وإنما تستهويهم كلمات مثل (المعاصرة والحداثة) فيريدون أن يكونوا من فرسانها مع جهلهم التام بقواعد الفروسية الحقة . إننا في زمن نحتاج فيه إلى شيئين لا غنى لنا عن أحدهما ، الأول منهما هو الأهم وهو ألا نفقد عقولنا ولا نتنكر لها ، وألا نفقد ثقتنا بها وبأنفسنا ، بل يجب ألا نحترم إلا من يفهمنا ونفهمه ، وألا نحترم من لا يحترم عقولنا ومشاعرنا . وهذا معناه ألا نقيم أي وزن للكلام الذي نراه ونسمعه من حولنا ويسمونه (شعرا) إذا كان لا يملك مقومات الشعر كما نعرفه ويعرفه كل ناطق بلسان عربي مبين غيور ، وإذا كنا لا نفهمه . والشيء الثاني الذي نحتاجه ولا نستغني عنه هو الإيمان العميق بقدرتنا على شق طريقنا الحضاري بدون أن نفقد هويتنا أو نتنازل عن قيمنا وعن ديننا وأخلاقنا ، لأن الثقة بالنفس وبالأفكار والمبادئ التي نحملها هي الأساس الذي لا غنى عنه لأي عمل ناجح. وقد حاولنا في هذا الكتاب أن نبيّن كيف أن العقل والشعر العربي كانا قرينين متلازمين متحابين، وأن هذا الشعر الجميل منذ أيامه الأولى في الجاهلية كان يواكب الحياة وكان يعبر فيه الإنسان الشاعر عن نفسه وعن بيئته وعن ظروفه وأحواله ، واستمر هكذا على مدى مئات عديدة من السنين فكان حقا ديوان العرب فيه سجل حياتهم وحكمتهم وعقولهم وخلجات قلوبهم ونفوسهم ، ولا نزال نستشهد بأبيات عديدة منه في مواقف الحياة المختلفة وكأنه قيل اليوم .
في الفصل الأول من هذا الكتاب حاولنا تحديد بعض المفاهيم ، وبالذات مفهوم العقل وتعريفه خصوصا من الناحية العملية ، وكذلك إلى حد ما عند الفلاسفة ، كما تطرقنا إلى القدرات العقلية وأنواعها وحدودها ، ثم تكلمنا عن طبيعة العقل ، وكل هذا باختصار يقدم صورة واضحة لما نقصد إليه . ومن الطبيعي أن نقول بأن هذا الكتاب ليس في مجال علم النفس أو في مجال الفلسفة، ولكن مع ذلك كان لابد من توضيح المنهج والمرتكزات التي اعتمدناها في كتابته.
أما الفصل الثاني فكان أكثر تحديدا إذ كان بعنوان (المقصود بالعقل في هذه الدراسة) وذلك حتى لا يظن القارئ أنه سيسير في متاهات النظريات العقلية سواء كانت في الفلسفة أو في علم النفس . والمقصود هنا أن نبحث علاقة العقل بالإبداع وبالكتابة وبالشعر خاصة من حيث القدرة على تصور بناء معماري متكامل للعمل الشعري والقدرة على التحكم في مواد البناء والقدرة على عرض الموضوع (الفكرة والهدف) والقدرة على مخاطبة الآخرين من خلال القصيدة مع احترام عقولهم والقدرة على الابتكار أثناء الكتابة ، كما وردت في الفصل بعض الأفكار والعناوين الأخرى .
وكان عنوان الفصل الثالث : (هل هناك شعر لا دور للعقل فيه ؟) حيث حاولنا توضيح مستويات استخدام العقل عند الإنسان في مجالات ثلاثة هي المجال العملي والمجال الفلسفي والمجال الفني . كما بيّنا في فقرة أخرى دور العقل في كل من النظم وفي الشعر الكامل . وتناولت فقرة ثالثة التقسيمات التقليدية للشعر (كالكلاسيكية والرومانسية وغيرها) ، وقد أوضحنا عدم دقة هذه التقسيمات أو موضوعيتها . وجاءت الفقرة الرابعة لتبين ما هو التقسيم الموضوعي الطبيعي للشعر بين جيد ورديء مع بيان معيار الجودة والرداءة. ثم بينت الفقرة الخامسة دور القلب والموهبة في الشعر . وفي الفقرة السادسة تم توضيح الدور المتشابك لكل من العقل والقلب والموهبة ، وكل ذلك في تحليل يحاول تأصيل هذه الحقائق النفسية الواقعية عند الإنسان . وأخيرا أوضحنا في الفقرة السابعة ارتباط الشكل بالمضمون في القصيدة . وقد كانت الفصول الثلاثة الأولى في هذا الكتاب بمثابة القاعدة النظرية والمنهج الذي نؤمن بأهمية كونه واضحا في أذهاننا لكي يوفر الأرضية الصالحة لانطلاق الفكر إلى سماء الشعر العربي وهو مؤمن بقيمة العقل وبضرورة احترامه وعدم عزله عن الناس سواء في الناحية الفكرية أو الوجدانية والفنية (كالشعر والرسم والنحت وغيرها) أو حتى في النواحي العملية التي يتناولها الإنسان في حياته العادية ؛ لأن الإنسان في النهاية لا يكون إنسانا إلا بتكامل الناحيتين الوجدانية والعقلية في بناء شخصيته السوية.
أما الفصل الرابع فقد كان بعنوان (شواهد تطبيقية من العصر الجاهلي على دور العقل في الشعر) حيث حاولنا في هذا الفصل أن نثبت بأن العقل كان منذ بداية رحلة الشعر هو المرافق والمرشد والمنظم للكلام المنظوم الذي صدر عن الشعراء تماما كما كان له الدور نفسه في الكلام المنثور أو الكلام العادي الصادر من الإنسان سواء بسواء ، وأن الكلام بشعره ونثره مرتبط دائما بمرجعية أو بمنبع من صميم الحياة البشرية ، ولا معنى لفصل الكلام عن أصوله ومرجعيته ؛ أي عن الحياة المتدفقة .
وقد تناول الفصل في فقرته الأولى منهج التفكير عند الجاهليين ، ثم بيّنا أن الشعر الجاهلي سار في ثلاثة مسارات ، أولها: المسار العام أو المنهج العام الذي يتبعه الشاعر في الأحوال العادية ، أما المسار الثاني : فهو منهج لحظة الانفعال المباشر ، والثالث : هو منهج الشعراء الصعاليك . وفي الفقرة الثانية أوردنا نماذج تطبيقية من الشعر الجاهلي وهي : معلقة امرئ القيس ومعلقة زهير بن أبي سلمى ومعلقة عمرو بن كلثوم وقصيدة لعنترة بن شداد وأخرى للنابغة الذبياني، كما أوجزنا الكلام عن شعر الصعاليك .
وفي الفصل الخامس تكلمنا عن الشعر والعقل في المراحل اللاحقة وقد كانت الفقرة الأولى بعنوان : هل يمكننا اعتبار الشعر الجاهلي أساسا للشعر العربي ونموذجا للتحليل ؟ وكان الجواب بالإيجاب من خلال المناقشة . ومعلوم أنه لا يمكن دراسة كل قصائد الشعر العربي لكي نثبت أن للعقل دورا فيها ، ولذلك أوردنا نماذج من هذا الشعر في الفصل الرابع ـ كما أسلفنا ـ لكي تكون النموذج الذي نحتذيه في تناولنا لأية قصيدة من ديوان الشعر العربي بغض النظر عن زمانها ، فالمهم هو المنهج الذي نؤمن بأنه مناسب لتذوق الشعر ولإعطائه حقه من التفهم ، وللمحافظة على شرف الكلمة وكرامة العقل الذي يتعامل معها وسلامته الفكرية المنظمة في وجه دعاة تهميشه وتخطيه باسم الحرية مرة وباسم النقاء الشعري الإبداعي مرة أخرى ، وهو الأمر الذي لا يقنع إنسانا عاقلا يحترم إنسانيته التي كان العقل هو سبب تميزها وسموها . كما تم في هذا الفصل بحث معنى التجديد وحدوده وشروطه . وكان الفصل السادس والأخير بعنوان (شواهد تطبيقية على استمرار دور العقل في العصور التالية) .
وقد ورد في الفصل اثنتا عشرة قصيدة تم تحليلها أو توضيح جوانب منها في ضوء العقل وضوابطه ، وهي : قصيدة البردة لكعب بن زهير ، وقصيدة في الغزل والهجاء لجرير ، وقصيدة لأبي العتاهية في الوعظ والزهد ، وقصيدة في التصوف لابن عربي ، وقصيدة فتح عمورية لأبي تمّام، ووصف الحمى للمتنبي ، وقصيدة في الفخر لأبي العلاء المعري ، وقصيدة أضحى التنائي لابن زيدون،وقصيدة من عصر النهضة للرصافي ، وقصيدة مصائر الأيام لأحمد شوقي ، وقصيدة صلوات في هيكل الحب لأبي القاسم الشابي ، وأخيرا قصيدة رد الفعل لمحمود درويش .
وكان المقصود من إيراد هذه القصائد المتنوعة والمختارة بتدرج زمني ـ إلى حد ما ـ هو أن نحاول إثبات وجود لمسات الفكر والعقل الواعي المنظم في فن الكلمة على مدى مرور الزمن مع تنوع الأغراض الشعرية المواكبة للنشاطات البشرية
المؤلف
الشعر والعقل.. منهج للفهم
للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية