الوصف
شاعت مقولة «العقل العربي»، منذ أواخر القرن الماضي، في مقابل عقول أخرى، كالعقل الإسلامي، والعقل اليوناني، والعقل الغربي الحديث… إلخ، حتى بات متوسطو التعليم يستعملونها جزافاً، للمدح والذم، ولتبكيت الذات، بوجه خاص. وكان لانتشار مشروع محمد عابد الجابري (نقد العقل العربي) أثر في شيوع المقولة، دونما فحص أو نقد.
وإذ استند الجابري إلى مفهوم العقل ومقولتي: العقل المكوِّن والعقل المكوَّن، عند أندريه لالاند، (1876-1963)، وجب أن نعرض دلالات المفهوم عند لالاند ودواعي قسمته عقلاً منشِئاً (مكوِّناً)، وعقلاً منشَأً (مكوَّناً)، لفهم استراتيجية التأويل عند الجابري.
يخوض الجابري في هذا الكتاب في الموروثات الخمسة في الفكر الأخلاقي للثقافة العربية، وهي: الموروث العربي الخالص، والموروث الإسلامي الخالص، والموروث الفارسي، والموروث اليوناني، والموروث الصوفي، داعياً إلى تحويل التراث العربي الإسلامي من قوقعة إلى لباس مناسب لروح العصر، وهذا، كما يبيّن، هو مشروع «نقد العقل العربي» بأجزائه الأربعة.
عن المؤلف:
محمد عابد الجابري (27 ديسمبر 1935 بفكيك، الجهة الشرقية – 3 مايو 2010 في الدار البيضاء)، مفكر وفيلسوف من المغرب، له 30 مؤلفاً في قضايا الفكر المعاصر، أبرزها “نقد العقل العربي” الذي تمت ترجمته إلى عدة لغات أوروبية وشرقية. كرّمته اليونسكو لكونه “أحد أكبر المتخصصين في ابن رشد، إضافة إلى تميّزه بطريقة خاصة في الحوار”.