الوصف
تغريبة بني حتحوت
هذه رواية جميلة رغم ما بها من آلام للأديب الكبير مجيد طوبيا، تدور أحداثها في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، حينما كانت مصر خاضعة للمماليك والعثمانيين ثم احتلها الفرنساويون.
وبني حتحوت هم أفراد عائلة الجد حتحوت، الذي عاش في قرية “تَلَه” التابعة للمنيا في صعيد مصر، وقد تغرَّب اثنان منها وعملا على مركب لنقل الأفراد والبضائع عبر نهر النيل من الصعيد إلى الوجه البحري، فتحكي الرواية ما رأياه من الأهوال التي حلت بمصر على يد حكامها: مراد بك وإبراهيم بك ونابليون بونابرت ونائب الوالي العثماني في القاهرة، وكيف أدى ذلك إلى جعل الإنسان المصري غير مكترث بمن يجلس على كرسي الحكم، لأنهم -في اعتقاده- ملة واحدة، وعجينة متشابهة من العسف والقهر والجبروت.
لا يستشعر القارئ فداحة أحوال مصر السياسية والاجتماعية بهذا العمق إلا بعد قراءة هذا العمل، ولا يعرف مقدار تأثير الفقر والظلم والجهل على الشخصية المصرية إلا بعد مطالعة هذا النص.
بالنسبة لي، فإن هذه الرواية تُعيد طرح أسئلة جوهرية عن معنى الوطن، والهوية، والشخصية القومية، وغيرها من أمور -من كثرة إلفها- ظننا أننا حقا نعرفها. فهذه المفاهيم تطورت في عقل ووجدان الإنسان المصري عبر الزمن، ولم تكن صورتها الآن شبيهة بتلك التي كانت عليها قبل مائتي عام، كما تخبرنا الرواية، من هذه الزاوية فقد تكون قراءة هذا العمل مفيدة في معالجة النزعات الشوفينية التي اجتاحت مجتمعنا المصري – وربما لا تزال – خلال السنوات الثلاثة الأخيرة.
عموما… شكرًا لروحك مجيد طوبيا؛ أقلقتنا، أمتعتنا، أبكيتنا، زرعت بروايتك الرائعة هذه شيئًا ما متوهجًا في أعماقنا.
محمد عبد العاطي
تغريبة بني حتحوت
للمزيد من الكتب. زوروا منصة الكتب العالمية