حبيب حياة.. إطلالة في قلب أنثى

عنوان الكتاب حبيب حياة.. إطلالة في قلب أنثى
المؤلف منى مصطفى
الناشر مبدعون للنشر والتوزيع
البلد القاهرة
تاريخ النشر 2019

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

بعد رحلة غربة ليست بالقصيرة، تراءى لي أن يكون لي بيت بدلًا من شقة؛ حتى يكون أولادي حولي، وقد بقيت عامين أو أكثر أبحث عن موقع أشتريه لأبنيَ عليه بيتًا، سبحان الله نجد الموقع ونتحمس له ثم لا يتم الأمر، ويحدث هذا مرات متعددةً، حتى وفَّقنا الله لموقع اختاره لنا حيث كانت دعوتي آنذاك بعد الملل من عدم التوفيق: (اللهم ارزقنا بيتًا نرى منه السماء، ويعيننا المقام فيه على حسن عبادتك)، ثم أوكلت أمري لله حتى يسر لنا برحمته شراء الأرض.
وقبيل سفري أخذتُ أمي لترى قطعة الأرض التي رزقني الله إياها بعد عناء من البحث ومن الغربة!
فما كان منها عندما وقفتْ عليها إلا أن أخذت تبكي!
أثارني الموقف، توقعتُ أنها لا تعجبها، أو أنها تشفق عليَّ من أمر ما، فسألتها: فيمَ البكاء يا أمي؟
قالت: في الشتاء الماضي جئت للطبيب هنا في هذه العمارة المقابلة، ثم أعجبتني المنطقة فوقفت تحت هذه المظلة اتقاءً للمطر، ودعوت الله أن يجعل لك بيتًا في هذه المنطقة.
• إذًا ماذا يبكيك يا أمي؟
• أبكي من كرم الله، أيجعل المكان الذي كنت أقف فيه تحديدًا هو جواب دعوتي، وهو فوق ما تمنيت لك؟!
الله يا أمي، كيف لعاقل أن يجعل لك يومًا، والعمر لا يكفيك برًّا وتحنانًا؟! إن لم يكن ولاءً للتربية، فحبًّا وكرامةً لقلبك الذي لا يعرف عمقَ رحمته إلا خالقُه، ولا أراه صنع إلا من نور!
استمطروا دعوات أمهاتكم، خسِر مَن لا يفعل، حياة الأم فرصة فاغتنمها!
ربِّ اجعل ميراث كل أمٍّ الجنةَ!
من كتاب حبيب حياة – منى مصطفى

TOP