حقيبة مليئة بالضحك

عنوان الكتاب حقيبة مليئة بالضحك
المؤلف نوّاف رضوان
الناشر منشورات المتوسط
البلد إيطاليا
تاريخ النشر 2018
عدد الصفحات 88

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

بحسِّه السّاخر يفتحُ الشاعر حقيبته في وجهِ العالم، غير مبالٍ بأحد، حتّى بنفسه التي يُعرّيها من كلِّ شيء إلا من صدقها في اللحظة الراهنة وسط الخراب. في هذه الحلقة المفرغة بين الوطن الحقيقي، والوطن المحتلّ، بين حياةٍ نعيشها على مضض، وأخرى نَنغمِسُ فيها بلا رجعة؛ يجمع نوّاف رضوان نصوصه في حقيبةٍ مليئةٍ بالشعر والسخرية والضحك. وأيُّ ضحكٍ؟ نسمع صراخاً وقهقهةً وعواءً ونباحاً عالياً يصمّ آذان العالم الأبله الغافل عن خطاه وهي تسيرُ بنا إلى الهاوية.

إلا أنّنا لا نسمع وحسب، إنَّما نشمُّ ونلمس ونقرأ تفاصيلَ يومية لمسافر يتنقّل بين ساعاتِ روتين العمل وكأس البيرة، بين المطارات والمدن المُرهِقة، بين حيفا وجواز السفر، بين صديقته والحانة. وفي أوقات الصمت، حين يتوقّف كلّ شيء، لنا أن نتخيّل الشاعر حاملاً حقيبته، التي لها أن تنفجر كقنبلةٍ موقوتة، أو كقبعةِ ساحرٍ تخرجُ منها موسيقى خافتة، أحزان ثقيلة، وحكايات لا تنتهي.

كتب الشاعر:

الأضواءُ الخافتةُ مُرهِقَةٌ، يا صديقتي، وهذه المدينةُ مُرهِقَةٌ أيضًا. آه، كم أحسُّ بالعطشِ، أنا ذلك الرجلُ الذي كلّما شربَ عطشَ أكثرَ، رجلٌ شهوانيٌّ نزقٌ أهوجُ، وككلبٍ وَفيٍّ ألعقُ جسدي كلَّ ليلةٍ، وأنامُ.

يبدو أنني تعوّدتُ أن أكتبَ لكِ، تعوّدتُ أن أفتحَ البيرةَ الرخيصةَ كلَّ ليلةٍ، وأكتبَ لكِ عن كلِّ شيءٍ، عن البُيُوتِ والمُدُنِ والنساءِ والخمر والحشيش، عن التلفزيونِ الصامتِ طَوالَ الوقتِ، وعن أنني لستُ آسفًا على ما فعلتُهُ في رقبتِكِ الجميلةِ، وعن بلاطِ الحماّمِ الباردِ تحتَ قَدَمَي شاعرٍ مغمورٍ.

التمسّك بضمير المتكّلم، “أنا”، يحيلنا مباشرةً إلى أدب الاعتراف والكتابة التي لا يغلّفها شيء، هكذا يضرب نوّاف رضوان عرض الحائطِ كلّ أشكال النمطية والحذر في التعامل مع نصٍّ وُجدَ ليكون هامشاً حقيقياً لحياة تديرُ وجهها لمتنٍ يُحكم الاحتلالُ قبضته عليه، بمخابراته وشرطته وحواجزه، والتي خُلق الشاعر ليتمرَّد عليها.

هكذا يجوبُ الرجلُ الحزين، كما يعترف في أحد نصوصهِ، مدناً وحاناتٍ وشوارعَ تبدو غريبةً وقاسية، لكنه لا يبالي بها: “أنا رجلٌ مليءٌ بالضحكِ مثلَ بالونٍ ضخم”، ليصرّح في موضع آخر:

بحقيبةٍ مملوءةٍ باللبنةِ والزعترِ والمُلُوخيَّةِ المُجفَّفةِ في قناني الكوكاكولا أجوبُ المطاراتِ، واُربِكُ الضُّبَّاطَ في العالمِ كلِّه. أنا فليسطينيٌّ، أعبرُ البوّاباتِ الإلكترونيةَ مرفوعَ الرَّأس. ولا بيهمْني.

تتسّم جلُّ نصوص الكتاب بالسخرية السوداء، والتذمّر واللاّمبالاة والضجر، كلُّها تستحيلُ بشكلٍ ما، ثورة أخرى يكتبها الشاعر نوّاف رضوان بلغةٍ تتخفّف من حمولتها الأيديولوجية وثقل البلاغة التي لا لزومَ لها.

نوّاف رضوان شاعر وكاتب فلسطيني، من مواليد الطّيرة، درس الأدب العربيّ في الجامعة الأردنيّة في عمّان. يسكن في مدينة حيفا، ويدرس الإخراج السينمائي. عمل محررًا ثقافيًا وسياسيًا في عدد من المجلّات الثقافية والمواقع الإخباريّة. صدرت له مجموعة شعريّة بعنوان “صلاة أخيرَة على باب الكنيسة” 2013.

TOP