شقائق نعمان الحيرة

عنوان الكتاب شقائق نعمان الحيرة
المؤلف أمجد ناصر
الناشر منشورات المتوسط
البلد ايطاليا
تاريخ النشر 2016
عدد الصفحات 270

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

لَكأنّ العقودَ الثلاثةَ التي تمدّدَ عليها شِعرُ أمجد ناصر، هي عقود الامتحان القاسي المديد، إذ جرت مياهٌ كثيرةٌ تحت جسورٍ كثيرة ، وانهدمت جسورٌ وقلاعٌ، وزالت ديارٌ، وفُتِحتْ أبوابٌ، وغُلِّقَتْ أخرى…

في هذه العقود، تساوى الغثُّ والسمينُ. والمعرَبُ والمعجَم . والناطقُ بالضادِ وغيرُ الناطق. تساوى محررُ الصفحة والشاعر. الأبيضُ والأسودُ.
وثارتْ عواصفُ كبرى في الفنجان.
«المعاركُ» الشعرية التي حُسِمتْ في أوربا وأميركا، منذ قرنَينِ، ثارَ نَقعُها، وخفقتْ بيارقُها عندنا، أمارةً على موقعنا الفعليّ من التاريخ الثقافيّ والشعريّ. لقد كان المشهدُ مؤلماً، ولايزال.
البابُ الوسيعُ الذي كان بإمكان قصيدة النثر أن تفتحه أمام تطور النصّ الشعريّ العربي، انهدَمَ تحتَ سيلٍ عَرِمٍ منتفاهةِ الـمُسَطَّرِ المجّانيّ، غيرِ ذي العلاقةِ بالحياة وأشيائها، واللغةِ وأفيائِها…
لقد كانت عقوداً للتخلّف العامّ في أمّةٍ تُدفَعُ خارجَ التاريخِ دفعاً.
أين أمجد ناصر من هذا كله؟
أعتقدُ أن الرجل زوى نفسَه عن المشهدِ الفاجع بمجانيةِ الدعوى والمعترَك، وظلَّ يطوِّرُ رؤيتَه وأداتَه، مستقلاًّ بنفسِه، لايرفع بيرقاً ، ولا ينضوي تحت بيرقٍ.

من الكتاب:

إنها أيامُنا
بيَّضنَا صفحةَ الليلِ
وأودعنا شقائقَ نعمان الحَيْرةِ
في سفوحٍ لم نَطَأْها
بخطىً كبيرةٍ عبرنَا الأشجارَ
لنحولَ دون يقظةٍ الفجّر
أيامَ الهبوبِ المداريِ للسَّهَرِ
والصعود إلى كمائنَ مغمورةٍ باليودِ.
البحرُ قلدَنا أوسمةً الهيجانِ
والبنادقُ أوحتْ بذكرياتٍ مهجورةِ في المضاجعِ.
أيامُ الولعِ والمهاراتِ
أيامُ الحُمَّى والمواعيد.
غفونا بين أنفاسِ القروياتِ
تاركينَ لأعدائِنا دروباً إلى أكتافِنا.

عن الشاعر:

أمجد ناصر هو أديب وشاعر أردني مقيم بلندن، كان يعمل في صحيفة القدس العرب في لندن منـذ صدورها عام 1989. يعتبر من رواد الحداثة الشعرية وقصيدة النثر.

ولد يحيى النميري النعيمات المعروف باسم “أمجد ناصر” في قرية الطرة بشمال الأردن عام 1955، وهو الابن البكر لعائلة بدوية يحترف أفرادها العمل العسكري. بدأ كتابة الشعر والانفتاح على الحياة السياسية في الأردن والعالم العربي في المرحلة الثانوية، وبحكم إقامته في الزرقاء، ، تأثر بوضع النازحين الفلسطينيين وأعجب بالعمل الفدائي الفلسطيني الذي انضم إليه بعد تخرجه من الثانوية.
عمل في التلفزيون الأردني والصحافة في مدينة عمان نحو عامين ثم غادر إلى لبنان عام 1977 بعد أزمة سياسية تتعلق بالتنظيم الذي كان منضويا فيه، والتحق في لبنان بإحدى القواعد الفدائية الفلسطينية، محاولا في الأثناء مواصلة دراسته الجامعية في جامعة بيروت العربية لكنه سرعان ما ترك الدراسة ليتفرغ للعمل الإعلامي والثقافي في الاعلام الفلسطيني فعمل محررا للصفحات الثقافية في مجلة ” الهدف” التي أسسها الشهيد غسان كنفاني وبقي فيها حتى الاجتياح الإسرائيلي وحصار بيروت صيف عام 1982، حيث انضم في فترة الحصار إلى الإذاعة الفلسطينية.
التحق أمجد ناصر في اطار عمله السياسي بـ “معهد الاشتراكية العلمية” في عدن حيث درس العلوم السياسية في جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية في عهد عبد الفتاح إسماعيل.
أصدر مجموعته الشعرية الأولى “مديح لمقهى آخر” عام 1979 بتقديم من الشاعر العراقي سعدي يوسف ولاقت صدى نقديا لافتا في الصحافة اللبنانية والعربية، واعتبرها النقاد بشارة على ولادة شاعر ذي صوت وعالم خاصين. رغم أنضوائه السياسي والايدولوجي في صفوف اليسار إلا أن قصيدته ظلت بمنأى عن الشعارية السياسية فعملت على الاحتفاء باليومي والتفصيلي والحسي أكثر من احتفائها بالسياسي المباشر. وقد ظلت هذه الميزة تطبع شعر أمجد ناصر إلى وقت طويل.

 

TOP