الوصف
صيف ذلك العام هي رواية الاغتراب التي تولد نوعا من البحث عن الذات، المكان هو فرنسا حيث تتعرف البطلة على جيرانها في السكن، وأثناء هذا البحث، تعيش البطلة فكرة الابتعاد عن كل ما يذكرها بوطنها، ولكنها تتعرف على شاب أفغاني يبادلها هذه المشاعر، وفي الوقت ذاته يخجل من التصريح بها.
تذهب الرواية سريعا في الإجابة على أسئلة الأحلام، بين استحالة تحققها وبين إدراكها. شخصيات من جنسيات عدة تمر من ممر السرد متفادية الاصطدام مع بعضها البعض. ورغم العجز الظاهر عند البعض، لكن هنالك قوة ظاهرة عند آخرين. هناك مغالطات كبيرة، ساذجة وحادة أحيانا في هذه الرواية، التي حاولت فيها طاهرة علوي أن تحفر اختلافها عن الرواية الإيرانية التقليدية عبر إحداث ثقوب لغوية تمتد في مساحات قريبة جداً من إيران غير متخلية عن إيقاع السرد السريع والراكض دون توقف.
من الرواية:
شخيرُ نعيم يشبهُ شخير قط، وأنا لا أحتملُه، أتحرّكُ في سريري مثل دودة، وكلّ دقيقة أبدّلُ مكاني؛ أكوم من المخدات على رأسي، أضع قطناً في أذني. وأدركتُ أن الأوضاع كانت منذ البداية سيئة، والآن هذه الأصوات لا تأتي من الخارج، بل من داخل جسدي، وما هذه الأساليب إلا مانعة لخروجها، وسبّبت في انعكاسها إلى الداخل أكثر؛ خاصة عندما أحاول عدم التفكير بها، حيث تسوءُ الأمور أكثر. لا أستطيع النوم، ولا أستطيع الأكل، ولا أفهم الدروس، وخلاصة الأمر بحضور نعيم لم أعُد مرتاحة، ولأني وظّفتُ كلّ سمعي وعقلي لأصوات ذلك القسم من البيت، تخيّلتُ أنّه هو أيضاً جهّز أذنه لالتقاط أيّ صوت صادر مني.
المؤلفة طاهرة علوي:
من أشهر الروائيات الإيرانيات المُعاصرات، ولِدت في العام 1959 في طهران. بعد إنهائها المرحلة الثانوية، غادرت بلادها إلى فرنسا لدراسة الدكتوراة. أصدرَت: «امرأة في مهبّ الريح، 1996، مجموعة قصصية»، و«أنا وهايدغر، 1997، رواية»، و«تحدثُ حياتي في أيام الثلاثاء، 2000، مجموعة قصصية»، و«السيدة الكاتبة، 2003، رواية». وترجمَت إلى الفارسية الأعمال التالية: «أطول رسالة في العالم» و«لكن» و«وداعًا جدّي»، و«ضارب الطبل». مُنِعت روايتها هذه والمعنونة بالفارسية «تابستان آن سال» في إيران.
المترجم أحمد حيدري:
قاص ومترجم، ويعمل كمعد ومقدم برامج ومذيع نشرات أخبار في إذاعة طهران منذ عام 8991.
نُشرت كتاباته وترجماته في العديد من الصحف العربية والإيرانية وله: «المرأة التي أضاعت رجلها»، عمل مشترك مع عدة مترجمين لمجموعة قصص الروائي صادق هدايت. «لا ريب فيه» للروائية طاهرة علوي عن دار فراشة – الكويت، ودار الفارابي. «أصفهان نصف العالم» ترجمة لنص أدبي عن الروائي صادق هدايت نُشر ضمن سلسلة الرحلات الأدبية المترجمة في أبو ظبي.