#العالم_يقرأ
مفكرون يطرحون السؤال “الأكثر خطورة”: ماذا لو أصبح المسلمون “أغلبية” في الولايات المتحدة؟
-
نادية المرزوقي ابنة الرئيس التونسي السابق تشرح كيف أصبح الإسلام في النهاية “ديناً أميركياً”
-
صحافي ألماني يحذر من حدوث “أشياء غريبة ومثيرة للشبهات” داخل المساجد في برلين!
-
“صبيحة رحمن” من باكستان إلى أميركا في زواج مرتّب أصبح “مباراة في الحب” استمرت 45 عاماً
-
مسلم تونسي أنقذ 20 يهودياً من الموت داخل
“المحرقة النازية” أثناء الحرب العالمية الثانية -
“طعام حلال” في كل مكان.. وأحياء ومدارس و”صالونات تجميل” خاصة بالمسلمين فقط في اليابان
يضع هذا التقرير بين يديّ القارئ العربي أحدث الإصدارات العالمية, وهو تقرير جديد من نوعه في فكرته ومحتواه، يُعنى بتقديم وجبة دسمة للقارئ، قوامها أحدث وأهم المطبوعات الصادرة مؤخرا باللغات الثلاث الأكثر إنتاجا للكتب في العالم، الإنجليزية والفرنسية والألمانية:
كيف يمكن ممارسة الإسلام كعقيدة في مجتمع أصبح “يتحسس مسدسه” عندما يقابل شخصا مسلما؟!
بهذا السؤال، نبدأ تقريرنا بأحدث إصدار للباحثة التونسية نادية المرزوقي, ابنة الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي, المختصة في شؤون الإسلام السياسي، وهو كتاب “الإسلام ديانة أميركية”.
ترصد المرزوقي في كتابها كيف أصبح الإسلام “دينا مثيراً للجدل في السياسة الأمريكية”، حسب تعبيرها، منذ وقوع أحداث 11 سبتمبر 2001 الإرهابية الشهيرة، حتى الآن. وترى الكاتبة أن الجدال العام حول الإسلام في الولايات المتحدة يعكس – في المقام الأول- الانقسامات العميقة في أوساط الرأي العام الأميركي، والتضارب إزاء حرية التعبير، ومدى شرعية مفاهيم كانت في السابق “مستقرة” في الذهنية الأميركية حتى في أحلك الظروف، مثل الديمقراطية والعلمانية والليبرالية، وخلافه.
كما يتناول التقرير كتاب “أخيط سجادة صلاتي” للكاتبة صبيحة رحمن، التي استطاعت في هذا الكتاب هدم القوالب النمطية عن الولايات المتحدة، وقدمت نظرة جديدة تماما عن الحياة الأميركية من خلال “عيون مسلمة”.
وهناك أيضا مجموعة من “القصص المجهولة” عن مسلمين خاطروا بحياتهم لإنقاذ اليهود من الاضطهاد النازي خلال الحرب العالمية الثانية, ترويها لنا الباحثة الدكتورة منهاز أفريدي أستاذ مساعد في الدراسات الدينية بكلية مانهاتن في نيويورك, عبر كتابها “المحرقة بعيون إسلامية”.
الإسلام.. هل هو ديانة أمريكية؟
يشهد المجتمع الأميركي سلسلة منذ بضع سنوات من التحولات والتغيّرات، منها انتشار الدين الإسلامي بصورة ملفتة، الأمر الذي دفع الباحثة التونسية نادية المرزوقي إلى طرح العديد من الأسئلة الجريئة، وعلى رأسها: ما التغييرات التي ستطرأ على هذا المجتمع إذا ما أصبح المسلمون “أغلبية” في الولايات المتحدة؟
وتتناول المرزوقي في كتابها الصادر باللغة الإنجليزية بعنوان “الإسلام ديانة أميركية” حالة الجدال حول المساجد الجديدة، ومحتوى الخطاب الديني الإسلامي في الولايات المختلفة، تشرح المؤلفة كيف أصبح الإسلام الذي تشكل في الولايات المتحدة “دينا أميركيا” خلال شيئين، أولهما استراتيجيات الاعتراف التي اعتمدها المسلمون لأنفسهم كمواطنين أميركيين, وثانياً من خلال أداء الإسلام كعقيدة في الحياة اليومية مهما كانت الصعاب والمضايقات، بل وحوادث “الإرهاب المضاد” ضد المسلمين في أميركا.
وتركز المؤلفة على الفترة من 2008 إلى 2013، حيث تعيد النظر في الضجة التي أُثيرت في حينها حول بناء المساجد، والمنازعات القانونية حول حظر تطبيق “الشريعة الإسلامية”، وتعزيز الحرية الدينية للمسلمين.
ويذكر أن المرزوقي تعمل بمعهد الجامعة الأوروبية بمدينة فلورنسا في إيطاليا. والكتاب يقع في 288 صفحة، وصدر خلال هذا العام 2017 عن مطبوعات “جامعة كولومبيا” بالولايات المتحدة.
مباراة في الحب
نبقى في أميركا، ومع “الحالة الإسلامية” نفسها, حيث تعكس لنا الكاتبة الأميركية من أصل باكستاني “صبيحة رحمن” في كتابها “أُخيط سجادة صلاتي” ما يجب أن يكون عليه الإنسان المسلم في أميركا.
وتهدم “رحمن” في كتابها الجامع بين الجدية والطرافة القوالب النمطية عن أميركا، وتقدم نظرة جديدة تماما عن الحياة هناك بعيون مسلمة. وتروي المؤلفة ما كشفته لها التجربة من أعماق المجتمع الأميركي, بمقدمة ضافية ناقشت فيها وضعية الإسلام في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب.
يورد الكتاب العديد من القصص المضيئة, منها: من باكستان إلى الولايات المتحدة في زواج مرتّب أصبح بعد ذلك “مباراة في الحب” استمرت 45 عاماً، ورحلتها من مسلمة علمانية في مجتمع إسلامي إلى مسلمة متدينة في مجتمع جاهل بالإسلام، ومن عروس إلى أم, ومن مهاجرة تعتزم البقاء لمدة سنتين إلى مواطنة أميركية، وداعية بلا كلل من أجل التفاهم بين الأديان.
وكتاب “أُخيط سجادة صلاتي” صدر في سبتمبر 2017 عن Arcade Publishing بنيويورك, وجاء في 360 صفحة.
“أسلمة ألمانيا”
لم تكن الولايات المتحدة الأميركية هي التي تشهد وحدها “حالة إسلامية” ملحوظة، فلو ذهبنا بعيداً عبر المحيط الأطلنطي إلى ألمانيا, سنلحظ الارتفاع الكبير في أعداد المسلمين رغم ما تشهده ألمانيا من أعمال عنف تُنسب للإسلام، مثل الهجمات الإرهابية التي ضربت مدن “فورتسبورغ وأنسباخ وبرلين”، الأمر الذي أثار تخوفات من فكرة “أسلمة ألمانيا”.

أسلمة ألمانيا
من هنا تأتى أهمية الكتاب الصادر بنفس العنوان “أسلمة ألمانيا” للكاتبيّن ستيفان شفايزر، وهوبيرت ميشليس, والذي يطرح العديد من التساؤلات المهمة مثل: هل فشل “التعدد الثقافي” الذي سعت إليه ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية سنة 1945 فشلاً ذريعاً؟ هل هناك لُحمة اجتماعية يمكن التمسك بها، تكون أقوى من كل قوى الطرد المركزي التي تهدد بتمزيق ألمانيا؟ وهل هناك خطر من انتشار الإسلام دون عائق في البلاد؟ أم أن ثمة ميولاً شعبويا يمينيا تهدد الهوية السياسية الرائدة والتعايش السلمي الذي حافظت ألمانيا عليه لعقود طويلة؟
“أسلمة ألمانيا؟” كتاب مهم، يطرح العديد من علامات الاستفهام للنقاش من جميع وجهات النظر المختلفة, ويتناول خطوط “الصراع التاريخي” بين المسيحية والإسلام، وهي خطوط من شأنها معرفتها أن تساعدنا في فهم الوضع الحالي في أوروبا بشكل عام، بصورة أعمق.
صدر هذا الكتاب في سبتمبر 2017 عن دار SWB Media Publishing في ألمانيا, 250 صفحة.
ومازلنا في ألمانيا، حيث يطرح المستشرق الألماني ألفريد شليشت السؤال التالي في صورة كتاب بعنوان: “هل الإسلام ينتمي إلى ألمانيا؟.. ملاحظات حول العلاقة الشائكة”. ويحلل شليشت النظرة الإسلامية للحياة، وتعامل الإسلام مع غير المسلمين، قبل أن يحلل خلفية الإسلام ذاته.
كما يبحث المستشرق نظرية الإسلام وممارسات القانون الدولي الإسلامي والجهاد، ويصف العلاقات بين العالم الإسلامي وغير الإسلامي على مر التاريخ، وفوق كل شيء علاقة الإسلام بألمانيا حالياً.
وهذا الكتاب دعوة حاسمة للوقوف ضد ما سمّاهم المؤلف “الاستفزازيين الغربيين”، دعوة تقدم الدعم القوي لأولئك الذين يريدون للإسلام أن يحيى في إطار الدولة القانونية الديمقراطية، وأين تكمن الصعوبات في سبيل تحقيق ذلك، كصعوبة اندماج المسلمين مثلاً؟ وماذا يقول المسلمون في ألمانيا، وما هي التطورات المتوقعة؟
“هل ينتمي الإسلام إلى ألمانيا؟” صدر عن دار Orell Füssli Verlag الألمانية، 232 صفحة.
قصة أول “مناظرة إسلامية”
غير أن الاهتمام الغربي بالإسلام ليس وليد اللحظة الراهنة, إذ تحكي لنا الكاتبة ريجيت رينان في كتابها “المسلمون المعاصرون.. إرنست رينان وقصة أول مناظرة إسلامية” قصة أول مناقشة في محاضرة ألقاها المفكر الفرنسي الشهير إرنست رينان في مارس 1883، عن “الإسلام والعلوم” في العاصمة باريس، وتحدث فيها بشكل سلبي عن قدرة الإسلام على صناعة التاريخ، وادّعى أن “الإسلام والحداثة على خلاف”.
ومن بين العديد من الأمور الأخرى السلبية، زعم “رينان” أن المسلمين اتخذوا “كراهية العلم” شعاراً لهم، فظهر في تلك الفترة مثقفون مسلمون في اسطنبول والقاهرة وسانت بطرسبورغ وبلاد فارس والهند، لرفض أطروحات “رينان”.

المناظرة الأولى
وكانت القوة الدافعة لهذه المناقشة الأولى عن الإسلام في الغرب، التي أجريت “عبر الثقافات” كبيرة، لدرجة أن آثارها لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
كتاب “المسلمون المعاصرون.. إرنست رينان وقصة أول مناظرة إسلامية” صدر بالألمانية عن دار Verlag Ferdinand Schöningh، وجاء الكتاب فى 286 صفحة.
أمّا كتاب “داخل الإسلام: خطب المساجد الألمانية” فهو أحدث إصدار للصحافي الألماني قسطنطين شرايبر، الذي بات صاحب قاعدة واسعة في أوساط المهاجرين العرب منذ تقديمه برنامجه التلفزيوني “مرحبًا”. وفي هذا البرنامج كان يشرح للاجئين باللغة العربية كيف تسير الأمور في ألمانيا.
ويتعرض “شرايبر” في كتابه لثلاثة عشر مسجدًا في ألمانيا، ويقوم بتحليل “خُطبة جمعة” من كل مسجد؛ مُستعينًا بمترجمين لترجمة الخُطَب الملقاة باللغتين التركية والعربية؛ وفك رموزها، بمساعدة المُختص في الدراسات الإسلامية “عبد الحكيم أورغي” وآخرين.
وزعم “شرايبر” أن رسالة هذه الخُطَب الرئيسية كانت “الانعزال والمحافظة على الهوية الإسلامية، وكذلك الدعوة إلى حماية المسلمين من التأثيرات السلبية في ألمانيا”.
وفي نهاية الكتاب “يستنتج” المؤلف أن محور الكثير من هذه الخُطَب كان “التحذير من الحياة في ألمانيا”، محذرا هو نفسه من أن “داخل المساجد في برلين وغيرها من المدن، تحدث أشياء غريبة ومثيرة للشبهات”!
صدر هذا الكتاب عن Ullstein eBooks ببرلين, وجاء فى 256, صفحة.
ونذهب بعيداً هذه المرة عبر المحيطات مع الكاتبة (الألمانية) “رومنيا أليكساندرا بورسه” مؤلفة كتاب “الإسلام في اليابان”, حيث تسعى “بورسه” في هذا الكتاب لمعرفة مدى الاهتمام بالدين الإسلامي في اليابان، وما هي القواعد التي يعيش بناء عليها المسلمون في هذه البلاد، خاصة معيشة جيل الشباب منهم في مجتمع طوكيو.
وضعت المؤلفة هذه الأسئلة في جعبتها، وذهبت في رحلة بحثية إلى اليابان. وكان مما عايشته خلال رحلتها إلى العديد من الأماكن وجود المسلمين وانتشار “الطعام الحلال” في كل مكان، حيث تقدم الجامعات والمطاعم هذا الطعام، كما لا يندر وجود أماكن للإقامة، ومدارس، وحتى “صالونات تجميل” خاصة بالمسلمين فقط.
وبالإضافة إلى ذلك، تقدم المؤلفة نظرة ثاقبة عن علاقة اليابان بالعالم الإسلامي، والتي يمتد تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية. وكتاب “الإسلام في اليابان” صدر عن دار Tectum verlag، في 146 صفحة.
المسلمون والمحرقة النازية
حتى في أصعب الأوقات، هنالك أبطال لا يمكن أن يتوقعهم أحد, فهناك قصص غير معروفة عن المسلمين الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ اليهود من الاضطهاد والموت داخل المحرقة “الهولوكوست” النازية خلال الحرب العالمية الثانية، رغم أنه من الشائع في أوروبا نفسها وجود تعارض وخلافات تاريخية قديمة بين “اليهودية والإسلام”.

المحرقة
وتشمل هذه القصص البطولية, قصة التونسي المسلم خالد عبد الوهاب الذي استطاع تهريب نحو عشرين يهوديا، أما الدبلوماسي الإيراني عبد العلي حسين سرداري فيرجع إليه الفضل في مساعدة آلاف اليهود على الهروب من الجنود النازيين، عبر إصدار جوازات سفر دبلوماسية لهم.
وها هي العائلة الألبانية المسلمة التي آوت فتاة يهودية تدعى “جوانا نيومان” ووالدتها إبان الاحتلال الألماني للبلاد، حيث أقنعوا الآخرين بأن الأم وابنتها من الأقارب، وأنهم حضروا للزيارة من ألمانيا.
الباحثة الدكتورة “منهاز أفريدي” أستاذ مساعد في الدراسات الدينية وحوار الأديان في كلية منهاتن بنيويورك, ترفض الأساطير الرائجة حول المحرقة واليهود، وتقدم “مهناز” فى كتابها “المحرقة بعيون إسلامية” طريقة جديدة لفهم وتفسير ما حدث في هذه المحرقة.
وتناقش المؤلفة في كتابها فصول المحرقة، وكيف أنها لم يسبق لها مثيل في التاريخ، وتُجري مقابلات مع الناجين منها. وكذلك تُدرج “منهاز” روايات المسلمين العرب التي عززت وصول “الهولوكوست” إلى أراضي المسلمين التي كانت واقعة تحت الاحتلال الإيطالي في تلك الفترة السوداء من تاريخ البشرية.
صدر هذا الكتاب في الولايات المتحدة عن Academicstudiespress وجاء فى 254 صفحة.