كتاب الحكمة العربية.. دليل التراث العربي إلى العالمية

عنوان الكتاب الحكمة العربية دليل التراث العربي إلى العالمية
المؤلف د. محمد الشيخ
الناشر الشبكة العربية للأبحاث والنشر
البلد القاهرة
تاريخ النشر 2019
عدد الصفحات 632

أشتري الكتاب حمل الكتاب

الوصف

كلمة الناشر:

كتاب الحكمة العربية , محاولة للانطلاق بالتراث نحو العالمية , كما يقول الكاتب في مقدّمته , معترضاً على أنّ هذا التراث مغيّب عن الكتابات التي تتناول حكم الإنسانية و آراءها حول مختلف القضايا بينما يحضر التراث الهندي و الصيني و حتى التلمودي .
و هو في محاولته هذه لا يتكلّف أن يضع التراث في قوالب التصنيفات الحداثية , بحيث تجد فيه الشيوعية و الليبرالية و التفكيكية , كما يفعل الكثيرون من المصابين بعقدة إرضاء الغرب , و إنّما يقدّم لك مقتبساته و مختاراته في التراث في مواضيع يراها همّاً عالميّاً تحتويه الحكمة العربية ( القراءة , الكتابة , الترجمة , الحيرة , الاغتراب , الإنسان , الحواس , الصديق ) و حتى فيما يكتبه هو بين الاقتباسات يتعمّد أن يكتب بلغةٍ تراثيّة .
يُشهد للمؤلّف الذكاء في نظم اقتباساته و مختاراته المختلفة في موضوع واحد و استخراج أفكارها و فلسفتها الكامنة و المفاضلة بينها بناءً على ذلك , نجد هذا في فصل الإنسان خاصّة , و في فصل الحيرة , حيث يستخلص من الرؤى المختلف نظريّات فلسفية تخرج عن التصوّر الذي يُقدّم به كلام القدماء باستسهال كانّه طرفٌ كلّه , 
يُسجّل له هذا الجهد الواضح في استخلاص حالات و قصص متشابهة من التراث و نظمها في فلسفة واحد , كحديثه عن حالات القراءة أو من أحرقوا كتبهم , أو عمّن اعتبروا الإنسان هو الفاعلية لا الجوهر . 
و لعلّ ممّا يأخذه البعض عليه , تركيزه على أسماء و تيّارات بعينها على طول الكتاب , مثل التوحيدي و ابن مسكويه و الصوفية بشكل عامّ , و هو يعلن ذلك منذ البداية , أنّ همّه تقديم ما لم تعتده الكتب و تستهلكه الأبحاث من الأسماء مثل الفارابي و ابن سينا و الغزالي و المتنيّي , و هل يُعاب على أحد تحيّزه إلى كتّاب معيّنين … من منّا بلا تحيّز 
قد يبالغ الكاتب احياناً في البناء على فكرةٍ بسيطة -حقّاً- في كلام أحد أبناء هذه المكتبة و يبني عليها فكرةً أعمق أو لنقل مغايرةً للقصد البسيط الذي أراده كاتبها الأوّل … هذا أحياناً فقط , لأنّ معظم من يستشهد بهم كانوا عمالقةً حقّاً ربما كانوا ليستسهلوا مناقشات كتاب اليوم لو قرؤوها … منذ يزعم أنّ التوحيدي كان أعرابيّا بسيطاً ؟!
يكفي الكتاب أنّه يجدّد الصلة بهذه المكتبة , و يؤكّد على استمراريّتنا لها , في وجه الانقطاع الذي يهيمن علينا و على تصوّراتنا عن كلّ ذاك النهر الذي سبقنا قروناً حتى قدّمنا كبعض ماءِ الحياة , و ليس بالضرورة أنّ التصوّر الذي يقطعنا عن هذا التراث هو التصوّر التغريبي وحده , فالتصوّر السلفي للتراث يقطعنا عنه اكثر من خلال تغييب الكثير من التنوّع و الثراء و جانب الحضارة و التفاعل الإنسانيّ فيه , و هو ما نعاني منه كثيراً الآن , في هيمنة هذا التصوير السطحي و المختزل لحياة القدماء كقومٍ فكرُهم يدور بين كتب الفقه و ساحات المعارك فقط , ويجعل الصورة الاستشراقية لهؤلاء العرب البلهاء غير القادرين على التفكّر و البحث و التكلّم بعمق قادرةً على التسلّل بسهولة , ما دمنا حيّدنا قبل هذا الجانب منه و جفّفنا بأنفسنا .
هذا الكتاب رحلةٌ ممتعة و غنيّة بين ثنايا هذه الحكمة المنسيّة العظيمة و منذا يرتوي من هذا الشهد ؟!…. و هذا يكفيه ليكون هديّة مناسبةً حين تفكّر بالأحبّة

TOP