الثقافة والمقاومة

عنوان الكتاب الثقافة والمقاومة
المؤلف إدوارد سعيد
الناشر دار الآداب
البلد بيروت
تاريخ النشر 2006
عدد الصفحات 285

حمل الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

الثقافة والمقاومة

الثقافة والمقاومة: تشكل هذه المقابلات امتداداً لخطاب إدوارد سعيد في كتابته وأحاديثه ومحاضراته التي ألقاها في أمكنة مختلفة وأزمنة مختلفة
وهو خطاب يتناول قضايا مهمة في الحياة الفكرية والسياسية

 من ترجمة القاص والمترجم الأردني علاء الدين أبو زينة، ومن تقديم الناقد والأكاديمي الأردني د. محمد شاهين، وقد جاءت هذه الحوارات على شكل ست جلسات مطولة، ومعمقة التقى فيها بارساميان مع سعيد، وهي حقا كما أشار شاهين في مقدمته تضم ( أسئلة وجيهة وإجابات وجيهة أيضا) فمحاورة مفكر بحجم سعيد يحتاج إلى أسئلة من طرز خاص، وتحضير مطول، وفهم عميق لطبيعة آراء سعيد وكتاباته ومواقفه الفكرية والسياسية، وحسنا أبدع بارساميان، بحيث متح من نبع سعيد الذي لاينضب أفكارا وآراءا تشكل منارات تزيل العتمة لمن يقرأها، فالرجل الفلسطيني الأميركي الإنساني واسع النظرة، وجريء بما يكفي ليحرج رجال السياسة ( الآنيين ) من الفلسطيننين والاسرائيليين معا، إضافة إلى طروحاته الجدلية التي جعلت البعض يتجنب كتبه ونقاشه ويكتفي بصورة نمطية مبتسرة عن آرائه المعلنة ، وعناوين كتبه دون التعمق فيها.

الحوارات جاءت خلال الفترة من 1999 – 2003 أي خلال الفترة التي كان فيها مريضا، والتي سبقت وفاته إضافة إلى الغليان الذي ساد المنطقة حيث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين وتصعيده، والوضع المتدهور في العراق جراء الاحتلال الأميركي.

يقول بارساميان في مقدمته لكتابه :

” حرضت حرب 1967 إدوارد سعيد على أن ينشط على الصعيد السياسي، وبعد سنة ظهرت مقالته السياسية الأولى “صورة العرب”.

وعندما أطلقت رئيسة الوزراء الإسرائيلية “جولدامائير” تصريحها الشائن عام 1969 والذي قالت فيه: “لم يكن الأمر وكأن هناك شعب فلسطيني .. أنهم لو يوجدوا أبداً”، قرر سعيد أن يضطلع بما أسماه: “تحدي دحض ما ذهبت إليه والذي يمازجه شيء من منافاة العقل، والشروع بإنطاق تاريخ الخسارة والفقدان الذي ينبغي أن نبوح به ونحرره دقيقة بدقيقة وكلمة بكلمة وإنشا بإنش”. هكذا كتب إدوارد سعيد.

ويضيف بارساميان: ” لسنوات طويلة كان إدوارد المتحدث الرئيسي باسم القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة. وهو يقول معلقاً على ذلك: “إن فلسطين قضية غير مجزية على الإطلاق.. فأنت لا تأخذ شيئاً في المقابل سوى الازدراء والاضطهاد والنبذ …. كم من الأصدقاء يتجنبون الخوض في هذه المسألة؟ وكم من الزملاء لا يرغبون في سماع أي خطاب فلسطيني؟ وكم يصرف الليبراليون المتحمسون من الوقت في الاهتمام بقضايا البوسنة والشيشان والصومال ورواندا وجنوب إفريقيا ونيكاراغوا وفيتنام والحقوق الإنسانية والمدنية في أي مكان على وجه البسيطة، ولكنهم لا يفعلون شيئاً من ذلك فيما يخص فلسطين أو الفلسطينيين؟”.

ويؤكد ديفيد بارساميان مؤسس ومدير ” الراديو البديل ” في كوليرادو وصاحب عدة كتب من الحوارات مع تشومسكي وطارق علي وغيرهم أن ” إدوارد سعيد دفع ثمناً باهظاً بسبب مكانه البارز في مشهد القضية الفلسطينية، فوُصم بأنه “بروفيسور الإرهاب”، ودعته قائمة الدفاع اليهودية بالنازي، وتم إحراق مكتبه في كولمبيا، وتلقى هو وأفراد عائلته “تهديدات بالموت لا حصر لها” كما كتب إدوارد نفسه.

ظلّ سعيد عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني لأكثر من عقد من الزمن، احتمل خلاله نقمة القوميين العرب بسبب دفاعه عن “فكرة التعايش بين اليهود الإسرائيليين والفلسطينيين العرب”، ولأنه أدرك أنه “لا مكان للخيار العسكري”. كتب إدوارد: “كنت أوجه نقداً صارماً لاستخدام الشعارات والكليشيهات نحو ‘الكفاح المسلح’ ولروح المقامرة الثورية التي نجم عنها موت الأبرياء في وقت لم تسهم فيه بإحراز أي تقدم للقضية الفلسطينية على الصعيد السياسي”.

ومنذ استقالته من المجلس الوطني الفلسطيني عام 1991، أصبح سعيد واحداً من أبرز المناهضين علناً لياسر عرفات ولما يسمى بعملية السلام، وظل صوتاً متفرداً للمقاومة وسط كل اللغط الذي ساد آن توقيع اتفاقية أوسلو في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في أيلول عام 1993.

وفي موازاة نشاطه السياسي تنهض إسهامات إدوارد سعيد الهائلة في حقل الإنسانيات، فبكتابه “الاستشراق” غير إدوارد سعيد الطريقة التي كنا نقرأ بها الصورة النمطية التي يقدمها الأدب الغربي للإسلام والعرب والشرق الأوسط، كما قام باستكشاف الطريقة التي يجري بها توظيف المعرفة للدفاع عن السلطة وإكسابها المشروعية. ويعتبر كتاباه “”الثقافة والإمبريالية” الذي ظهر عام 1993 و”الاستشراق” من قمم إنجازه الثقافي العظيم.

على نحو ما، وفي خضم انشغالاته وفي أوقات فراغه، يستطيع رجل النهضة والتنوير هذا أن يجد الوقت ليعزف البيانو ويكتب عن الموسيقى والأوبرا.

أما بخصوص الحوار معه فيرى بارامسيان أنه ” من الصعب أن أنقل على الورق كل تلك الطاقة الهائلة والإثارة العقلية والحماس التي يستطيع سعيد أن يولدها. إنه يمنح نكهة رائعة للأخذ والرد في الحوار. وربما يهم الجمهور أن يعرف أن كل إجاباته كانت تلقائية، وأننا لم نقم أبداً بمراجعة أي من الأسئلة أو إجراء تمرينات عليها “.

 

الثقافة والمقاومة

للمزيد من الكتب

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP